السبت، 30 مايو 2009

لفائف البحر الميت







فى عدد من مجلة العربى كانت هناك مقال تروى القصة التالية
فى 6 يونيو عام 1967 إتجهت سيارة مدنية للمتحف الفلسطينى بالقدس و قام راكبوها بالإستيلاء على عدد كبير من اللفائف القديمة عرفت بلفائف البحر الميت و قد سبق للصهاينة بوضع يدهم على مجموعة أخرى من تلك اللفائف عن طريق الشراء عام 1955 ..

كانت تلك اللفائف قد تم إكتشافها عام 1947 بواسطة فلسطينيين عثروا عليها فى كهوف تقع إلى الشمال الغربى من البحر الميت , و تسربت تلك اللفائف إلى تاجر من بيت لحم أوصلها بدوره إلى مطران دير مار مرقس للسريان الأرثذوكس فى القدس قام بشرائها و من جانب أخر وصلت بعض تلك اللفائف للدكتور سوكنيك مدير الجامعة العبرية ... و قد عرضت لفائف المطران للبيع فى نيويورك فقام بشرائها ييجال يادين رئيس الأركان الإسرائيلى و كان ذلك عام 1955 .

تواصل البحث و التنقيب فيما بعد .. حتى إكتشفت السلطات الأردنية فى منطقة ( خربة قمران ) على عدد كبير من اللفائف الجلدية و لفائف نحاسية و تواصلت الإكتشافات حتى الستينات من القرن العشرين و قد جرى تسجيل تلك اللفائف بالوزن بعد تعذر إحصائها لكثرتها ..

تضمنت اللفائف تعاليم جماعة دينية عاشت على الشواطئ الشمالية الغربية للبحر الميت و تعتبر من أقدم ما وصل ليد الباحثين من نصوص التوراة .. كما تتضمن نصوص لا علاقة لها بالتوراة و أجزاء من الأناجيل و قطعة أدبية ليوربديس و رواية آرامية عن الملك البابلى نبونيدس و عدد من الوثائق الإخبارية و صكوك تجارية و عقود زواج ..
و اللغات المستعملة فى تلك اللفائف هى العبرية و الأرامية واليونانية و الكنعانية و العربية ..
قادت دراسة النصوص التوراتية فى تلك اللفائف للكشف عن إختلافات خطيرة بين نص اللفائف و نصوص التوراة المعتمدة .

كما كشف النص الآرامى لقصة الملك البابلى نبونيدس أصل القصة التوراتية عن مرض الملك البابلى نبوخذنصر ,و أظهرت عدة مكتشفات أثرية تؤيد النص الآرامى و تكشف أن القصة التوراتية كانت مختلقة و لا أصل تاريخى لها .. فقد نسبت إلى نبوخذ نصر أحداثا هى فى حقيقتها ترجع إلى نبونيدس آخر ملوك بابل ..
كما أثارت تلك اللفائف العديد من القضايا و الأسئلة .. على سبيل المثال كان هناك تساؤل حول لقب الناصرى الذى أطلق على المسيح عليه السلام بعد أن أظهرت تحريات تاريخية عدم وجود مدينة الناصرة فى القرن الأول الميلادى أو القرن السابق له ..
كما يطرح كاتب المقال أسئلة حول العلاقة بين المسيحية و الصائبة على عكس المشهور من العلاقة بين المسيحية و اليهودية ...
و يطرح الكاتب أوجه الشبه بين العقيدة المسيحية و بين الصابئة و الذين يعتبرون يوحنا المعمدان و الذى يسمى لديها يحيى بن زكريا هو نبيها ...
من الواضح ان لتلك اللفائف قيمة تاريخية و دينية كبيرة و قد تؤثر دراستها على العديد من المسلمات فى ثقافتنا ...




المصدر مقال أضواء جديدة على اللفائف الفلسطينية بقلم محمد الأسعد
مجلة العربى العدد 330 مايو 1986

بحث هذه المدونة الإلكترونية