الخميس، 26 سبتمبر 2013

كنت مخدوعا

"  و إننى  أذكر  تلك الواقعة  لأننى  أشعر  أيضا  أننى  كنت  مخدوعا  مثل  السفير  باتل  لعدم  معرفتى  بالإتصالات التى  كان يجريها السادات مع الأمريكان و التى  تتعارض  مع  سياساتنا المعلنة  و  المتفق  عليها  .
ففى الوقت  الذى كان السادات  يجرى  إتصالاته مع الولايات المتحدة سرا  حول الحلول  الجزئية  منذ  بداية  عام 1971  كان  يؤكد  لى  تمسكه بالحل  الشامل  كما  كان يعلن  ذلك على الشعب  ، فيؤكد فى  خطاباته  أنه  لن  يقبل  بالحلول  الجزئية  و ـنه يصر  على  إنسحاب  إسرائيل  من  كافة الأراضى العربية "
محمود  رياض  وزير  خارجية السادات  حتى  عام 1972
ص 148
من  مذكراته
الجزء  الثالث
أمريكا  و العرب
دار  المستقبل العربى
الطبعة الأولى
1986 

مذكرات محمود رياض - امريكا و العرب














محمود  رياض  وزير  خارجية  عبد الناصر الأخير و  وزير خارجية السادات  حتى  عام  1972  ثم  أمين  عام  جامعة الدول  العربية منذ  عام 1972  و  حتى  1979  عندما  تم  تجميد  عضوية  مصر فى الجامعة و  نقل  مقرها  الى  تونس  .. فاستقال  الرجل  لأن  التوجه العام اصبح  مناقضا  لأفكاره و  مبادئه التى  تؤمن  بالوحدة  العربية و التوافق  العربى  .
يروى  رياض  فى  مذكراته  علاقة  أمريكا  بالعرب و  مصر  تحديدا  خلال  فترة  عمله  كوزير  خارجية  مع عبد الناصر  ثم  يعطى الجزء  الأكبر  من مذكراته لعلاقة  أمريكا  مع مصر و العالم  العربى  فى  عهد السادات  بداية  من  تولى السادات  الحكم و  حتى  استقالته  من أمانة  جامعة الدول العربية  عام  1979  ..
لعل  أكثر  ما  هو  هام و  مؤلم  فى  مذكراته  عرضه  لكيفية  إهدار  نصر  أكتوبر  1973  ثم  تفكيك  العالم العربى  و الإلقاء  بمصر فى الفخ الأمريكى  الإسرائيلى     ..  الكتاب  ملئ بالقصص التى  شاهدها  شخصيا  او  استند  فى  روايتها  على  مذكرات  شخصيات  مثل  هنرى  كسينجر  و  كارتر  و  غيرهم  من القادة  الأمريكيين  و الإسرائيليين  ..

مذكرات  محمود  رياض
الجزء الثالث
دار المستقبل العربى
الطبعة الأولى  1986

الكتاب  ملئ بالمهازل السياسة  التى لو  حاولت  اختيار  بعضها  لنشره فى المدونة  لإنتهى  الأمر  بنشر الكتاب  كله  فى المدونة  !!

السبت، 21 سبتمبر 2013

ضد عرابى 3

بعث المستر  كارتريث  وكيل  قنصل الإنجليز فى الإسكندرية  إلى اللورد  غرانفيل ناظر خارجية الحكومة الإنجليزية  بتاريخ  26 يونيه  بخطاب سنعرض مقتطفات  منه .. و سنرى  احيانا  تعليقات  عرابى على  ما ورد بالخطاب .
سيدى اللورد
لقد  لاح  لى  انه  صار  من  المرجح الأن  لدى حكومة الآستانة أن  وزارة راغب باشا  ستكون حسنة الإدارة و  أن  نفوذ  عرابى  باشا أخذ  فى التناقص و أنه  لم يبق  له  من  موجب  للإلتجاء  إلى تدابير  فعالة  و وسائل  مشددة  فرأيت  من الملائم  أن  أخبر  من  هذا المقام  سفير  جلالة الملكة بالآستانة  أن  ليس للأمن  من  أثر  فى الديار المصرية  بسبب  ما يجريه  المتحزبون  للجهادية  فيها من الأعمال  الموجبة  لفقدانه منها و أن  نفوذ  عرابى  باشا  أخذ فى النمو  و الإزدياد  بحيث  أصبحت  إقتراحاته الأن  أكثر  صعوبة  من إقتراحاته الماضية  و  أمست  حالة الجهادية  حالة  عجب  و  كبر  و  تيه  و  خيلاء و  كل  ذلك  ناشئ  عن  بقاء  عرابى  باشا فى الوزارة  (  كل  هذا  كذب  صريح فإن الجهادية  متمسكة  بإحترامات  قوانينها  و لم  تتداخل  فى  شئ  ما بعد  افتتاح  مجلس  النواب المصرى  )  ...
يستكمل  القنصل الإنجليزى  فى  جزء  أخر  من  رسالته
" و  مما زاد الطين  بلة  النيشان الذى انعم  به  جلالة  السلطان  على  عرابى  باشا  فى  هذا الوقت  المقلق فإنه  رفع  مقامه  فى أعين  الجميع  و  أعلى  كلمته  و شدد  عزائم الجهادية  و  جعل  عرابى  باشا  هو المشار  إليه  و المعنى  به  و المحدث  عنه  فإذا  أظهر  فى  محفل  عمومى  أعدت  له  أسباب  الإحتفال  الفائق  و الإستقبال  الشائق  و إذا  مر  بشوارع  المدينة  سار  فى  ركابه  من  دون  سائر  الوزراء  جاعة من الخيالة  مثل الذين يسيرون  فى  ركاب الخديو  .
و  مما لا يجب التغاذى  عنه  هو  أن  عرابى  باشا  ليس  حاصلا  فقط على النفوذ  التام  و  مع  مزيه كونه لا  يُعارَض فى مجلس  الوزراء  بل  أن الجهادية  أنفسهم هم  أرباب  الأمر و النهى  و النقض  و الإبرام  و أصحاب الكلمة النافذة  فى  جميع الإدرات   التى  لهم  دخل ما فى  أمورها  فبات  المحافظون  لذلك  و المديرون  و  المأمورون  الملكيون  فى  جميع جهات  القطر لا  يستطيعون  إلا  انفاذ  اوامر الجهادية  بل  باتوا  لا قوة  لهم و لا سلطة  و لا  نفوذ  كالرؤساء الجهادية  لإدارة  الأمور  و الأعمال  مع  ما يريدون  (  و  هذا  خلط  لا  حقيقة  له  إلا  فى  مخيلة  المستر  كارترايت )



مذكرات  عرابى
كشف الاستار  عن سر الأسرار  فى النهضة المصرية  المشهورة بالثورة  العرابية
دراسة و  تحقيق عبد المنعم  إبراهيم الجميعى
الجزء الثانى 
ص522
اصدار  دار  الكتب  و الوثائق القومية

الجمعة، 20 سبتمبر 2013

دور الخديوى توفيق فى أحداث الإسكندرية

كانت  حادثة الإسكندرية الشهيرة و الصراع بين الرجل المالطى و صاحب  الحمار  و التى  انتهت  بمعارك  هائلة بين  أهل  البلد  و الأوربيين  و سقط فيها  أعداد  كبيرة  من الضحايا  من الحجج التى  إعتمدت  عليها الدول الأوربية  للتدخل  فى  الشأن المصرى و  حجة لبريطانيا  لقيادة هذا التدخل  حتى ينتهى بإحتلال  مصر .
و  كان قد  سبق  ذلك  أن  توترت الأوضاع  عقب  إستقالة  حكومة البارودى  ومنها  عرابى  كوزير  للحربية  ,,  فذهب القناصل  لعرابى  ليسألوه  ضمان سلامة  الأوربيين  بمصر فقال  لهم  انه  لا يملك لهم  شيئا  فقد  استقال  من الوزارة  و  ليس  له اى  منصب رسمى   و لكنه  ألحوا  عليه فقام  بطمأنتهم  و  أرسل  تلغرافات لجمبع المراكز العسكرية  بإعتباره  رئيس  الحزب الوطنى ..  ثم  قام سلطان باشا  رئيس  مجلس  النواب  بدعوة  عرابى  الى  منزله  و  أعلن النواب  رفضهم للائحة التى  طالبت بها  انكلترا و فرنسا  بعزل  عرابى  و  التى  استقالت الوزارة  اثر  تقبل الخديوى  لها  ..  و  طالب  البعض  بعزل  الخديوى  .
ثم  ذهب  سلطان باشا  و بعض  النواب  و  ضغطوا  على الخديوى  توفيق  حتى  أعاد  عرابى  لوزارة الحربية  .
ثم  كانت  أحداث  الإسكندرية

 و  عن  تلك الأحداث
يذكر  د.عبد المنعم الجميعى  فى  هامش  تعليقا  على احداث  الإسكندرية
" بعد  ان  تعهد  عرابى بالمحافظة  على  الأمن  و  النظام  سعى الخديوى  إلى  إحداث  الشغل فى القاهرة  و لما  تعذر  ذلك  أرسل  برقية  إلى  عمر  لطفى  محافظ الإسكندرية  آنذاك  جاء  فيها  : ضمن  عرابى الأمن  العام  و نشر  ذلك  فى الصحف و  جعل  نفسه  مسئولا  لدى القناصل  فإذا  نجح  فى  مانه  وثقت  به الدول  و  صغر  شأننا  أما الأن  و أساطيل الدول  فى  مياه الإسكندرية  و  عقول الناس  متهيجة  فوقوع  الخلاف  بين الأوربيين  و  غيرهم  أمر  محتمل فإختر  لنفسك  إما  خدمة  عرابى  فى  ضمانه أو  خدمتنا  . "



مذكرات  عرابى
كشف الاستار  عن سر الأسرار  فى النهضة المصرية  المشهورة بالثورة  العرابية
دراسة و  تحقيق عبد المنعم  إبراهيم الجميعى
الجزء الثانى 
ص506
اصدار  دار  الكتب  و الوثائق القومية

ضد عرابى 2


معركة الدول الأوربية  ضد  عرابى  كانت  عنيفة و الرغبة فى  إقصاءه  شديدة  ..  من الملفت  ان  مذكرات عرابى  لا تشعرنا  بشكل  كاف  بكيف  تطور  هذا  الغضب الأوربى  ضد  عرابى  .. ربما  يكون  ذلك بسبب  طبيعة العصر و  عدك  كنه  من العثور  على  كل التفاصيل حتى  عند  كتابة المذكرات .
و لكنه يذكر  فى  الجزء الثانى  من مذكراته  ص 497 تحت  عنوان فصل
"و نفذت الى سفيرى فرنسا و انكلترا فى الآستانة أوامر من حكومتيهما بأن يعرضا على  الباب العالى أن يتداخل باسم أوربا فى القطر المصرى  تداخلا غير مطلق بل معين الحدود و أن يكون إبتداء هذا التداخل بإرسال مأمور على سفينة واحدة حربية يحض الضباط المصريين على امتثال أمر الخديوى و الخضوع  لإرادته و يصدق  على  تصرفه فى أعماله السابقة . "
( و هنا المقصود  بالطبع  عزل  عرابى  و الذى  قد  تم رفضه  من  خلال  الضباط فعاد ناظرا للجهادية  )
ثم نجد فى  باقى  النص ما يعكس  حجم التخاذل الرهيب  للدولة العثمانية  تجاه  تدخلات  الدول الأوربية و إن  كان  ظهر  بشكل  دبلوماسى  و كأنه  إمتصاص  للغضب الأوربى   ..
"فإجتمع لوزراء  فى الآستانة و تذاكروا فى  تداخل الباب  العالى  فى القطر المصرى  و قرروا  أنه  إذا دعت الحاجة  إلى  ذلك فلا  يكون  التداخل  إلا  بمقتضى سياسة الحضرة السلطانية  على القطر المصرى  التى  تعترف  بها  اوربا  و ليس  على الوجه  المقيد  كما  عرض السفيران "

و يكمل  عرابى  قائلا 
" و ثبت أن فرنسا  و  إنكلترا  أرسلتا  إلى الباب  العالى  لائحة مشتركة تطلبان  فيها  أن يأمر  عرابى  باشا  و سائر  زعماء الحزب العسكرى  أمرا  قطعيا  بالذهاب  إلى الأستانة . "

 المصدر  مذكرات  أحمد  عرابى
كشف الاستار  عن سر الأسرار  فى النهضة المصرية  المشهورة بالثورة  العرابية
دراسة و  تحقيق عبد المنعم  إبراهيم الجميعى
الجزء الثانى 
ص 497 \ 498
اصدار  دار  الكتب  و الوثائق القومية

السبت، 14 سبتمبر 2013

أحمد فنى

هو  أحد الشخصيات التى  أستشهد بها  أحمد  عرابى فى  مذكراته  على  بطش  النظام فى  ذلك الوقت
فيذكر انه  بعد  تقديم  العريضة الخاصة بالشكوى  من  عثمان رفقى  ناظر الجهادية  و  طلب  عزله و  رفع  عدد  جنود الجيش  المصرى  الى  18000  و  تعديل القوانين العسكرية  بحيث  تكفل المساوة  بين  مختلف الأجناس  ..  ذهب  عرابى  مع  رفيقيه  عبد العال  حلمى  و على  بك فهمى  لرئيس  النظار  رياض  باشا فقال  عن العريضة  "  أن امر  هذه  العريضة  مهلك  و  هو أشد  خطرا  من  عريضة  أحمد فنى الذى  ارسل  الى  السودان (  و  احمد فنى  هذا كان  كاتبا بديوان المالية  و  كان  طلب المساواة  مع  خدمة الديوان المذكور  فعوقب  بارساله  الى  مقبرة المصريين فى  السودان  و  هلك  هناك  )
 المصدر  مذكرات  أحمد  عرابى
كشف لاستار  عن سر الأسرار  فى النهضة المصرية  المشهورة بالثورة  العرابية
دراسة و  تحقيق عبد المنعم  إبراهيم الجميعى
الجزء الأول 
ص 228

ضد عرابى ..

هناك  شخصيات  ما  ان  تقترب  من السلطة  او  من  تحقيق  هدف  ما  حتى  و  حين  تعجز  كل الظروف المحلية  عن  ازاحته  يستنفر الغرب قوته  ليزيحه  بنفسه  و ليهدم  مشروع كان يمكن  ان  يحقق  شيئا  ..
رأينا  هذا فى  حالات  كثيرة  أقربها  للأذهان  تجربة  محمد  على  و  عبد الناصر  ..
فى  مصر  شاعت  تعبيرات  هوجة  عرابى  ..  ثورة  عرابى على  الخديو  و  الجمل المأثورة  و لكن  هناك  أسطر  ربما  لا  تكون  خفية و لكنها  لا  تأخذ  صدارة الصورة ..
فلنرى  ما  جاء  ذكره فى  مذكرات  عرابى
 فى  فصل  ثالث
و  تحت  عنوان  " فى  ذكر  قدوم الأسطولين  "
يذكر  عرابى الأتى
" و  جاء  فى  جريدة التايمس  حينذاك  أن  ارسال  الدوارع  الى  مياه  مصر  لم  يقصد  به إلا تعزيز  الخديو و  تأييد  سلطته  فأول  شئ  يجب  إجراؤه هو  حمل  عرابى باشا على التنحى عن الإدارة  و السياسة  و قلب  الوزارة  و إذا  لم يكف  إرسال  الدوارع لبلوغ الغاية  ترتب  على  ذلك  إستخدام  القوة لإكراه  عرابى  باشا  و أعوانه على  تنفيذ ؤمطالب  الدولتين  و يتم  ذلك  بإرسال  بع  الجنود إلى  القطر  المصرى  و  مجانبة  لمس  إستقلال  مصر  و يجب  أن تكون  تلك الجنود  عثمانية  و إذا  تمرد  المصريون  عليها عدت  مصر  عاصية  على الدولة  فيترتب  إذ ذاك  على الدول  أن  تنظر  فى  هذا الأمر  و  هو  :  إلى  اى  حد يقضى  بقاء إستقلال  السلطنة العثمانية  على الدول  الأوربية  بعدم  التداخل  فى المسألة المصرية  بالنفوذ و القوة ."
و فى  حين  أن  الحجة  هى  تعزيز الخديو  و  ان يتم  ذلك  من  خلال  سيطرة الدولة العثمانية  على مصر  و  على ان  يقوم الجيش  العثمانى بفرض  سيطرته  إلا  اننا فى  الفقرة التالية  نجد  أن  عرابى  يذكر  الأتى  (  و  هو  من  كان  يعتقد  ان  السلطان العثمانى يسانده فى  كل  مواقفه  )
" و فى  خلال  ذلك  طلب الباب  العالى  من فرنسا  و  إنكلترا  أن  تستردا  أسطوليهما فأجابتنا  أنهما لا تسترجعانهما  إلا  بعد  ان  تعود إلى مصر  راحتها  و يستقر فيها  النظام  "
طبعا  كان  قد  تم  استخدام  حادثة الإسكندرية الشهيرة و  أحداث  الشغب  التى  حدثت  و  أمتدت  الى  بعض  المحافظات المجاورة  ..  تلك الحادثة  التى  كان يعتقد البعض  انها فى الغالب  كانت مدبرة  من الخديو  أو  من القوى  الإستعمارية  .
يتابع  عرابى قائلا

"  و فى  25  مايو  تقدمت  لائحة الدولتين  المشتركتين  بالبلاغ  الأخير  للوزارة المصرية  بطريقة  رسمية  و  مآلها  طلب  سقوط  الوزارة و  خروج  عرابى  باشا  من القطر المصرى  فتضمن  له الدولتان  حفظ  رتبته  و  مرتباته  و إقامة  عبد العال باشا حلمى  و  على  باشا  فهمى  فى الأرياف  بجهات  لا يخرجان  منها  و  تضمن  لهما الدولتان  رتبهما و  نياشينهما  و رواتبهما  و  تفكيك  صفوف  العسكر  فلا يبقى  منها الا  القدر  اللازم  لحفظ الحدود القبلية  .!!
اى  الهدف  تفكيك الجيش  المصرى  أيضا  !!
تقدمت  وزارة  البارودى بالإستقالة  احتجاجا  على التدخل الأجنبى  .. فقبل  الخديو  الإستقالة  و  أصدر  منشورا  ذكر فيه من ضمن  ما ذكر  " كما  انه  من حيث  أن المراكب الحربية  الأجنبية  التى  حضرت إلى الإسكندرية  لم يكن حضورها إلا  بوجه  سلمى فقط و لم يكن  هناك شئ  آخر خلاف  ذلك فليس  هناك  لزوم  لإرسال  أحد من  عساكر الإمدادية  الذين  صار  طلبهم أخيرا بمعرفة الجهادية بل أن  الموجود  منهم تحت  الحضور  من البلاد يتنبه بصرف النظر عن  حضوره و إعلان  المراكز و الأقسام بالتنبيه على مشايخ  و  عمد البلاد بهذا المضمون ... "
و لكن فى  إحتفال  أقامه  الخديوى يوم  27  مايو  سنة  1882  حضره المشايخ و رؤساء  الجهادية  كان  لأحد قادة الجيش  المصرى  رأى  أخر  ..  فأعلن  طلبة  باشا  عصمت  ان  تلك اللائحة  مرفوضة  و أن  الجيش  لن يقبل  بقائد  غير  عرابى فصادق على قوله  جميع المشايخ  كما  يذكر  عرابى  و  انسحب  طلبة  من  حفل الخديو  و  تبعه  جميع الحاضرين .
كما  هدد ضابطان  الايات الإسكندرية فى  تلغرافات بأنه  إن لم  يعد  عرابى فى  ظرف  12  ساعة فإنهم  غير  مسئولين  عما يحدث  مما  لا  يستحب  وقوعه  ..
 المصدر  مذكرات  أحمد  عرابى
كشف الاستار  عن سر الأسرار  فى النهضة المصرية  المشهورة بالثورة  العرابية
دراسة و  تحقيق عبد المنعم  إبراهيم الجميعى
الجزء الأول 
ص 487
اصدار  دار  الكتب  و الوثائق القومية

الاثنين، 9 سبتمبر 2013

السيد حسن موسى العقاد

حسن  موسى  العقاد  شخصية  نجهلها  غالبا .. و لا  يعلم به  سوى  المتخصصين  فى التاريخ و  من يسكن أو  يذهب  الى  احد  الشوارع المسماة  بإسمه  ..
قيمة  هذا الشخص  انه  يمثل  احدى صفحات المقاومة المصرية  و البحث  عن الحرية و العدل .. ففى  حين  أن  أغلبنا يظن  أن  أولى صفحات  المقاومة  بعد  تأسيس  اسرة  محمد  على  انما  تبدأ  بالثورة العرابية  و  أبطالها  إلا  اننا  نجد  ان  شخص  مثل  حسن  موسى  العقاد  ربما  كان أسبق  بقليل  من  عرابى و  ان  عاصر  عرابى  و  سانده  بقوة  فيما  بعد  .
فى  مذكرات  عرابى  .. يذكره  مستشهدا به  على  جور  النظام فى  وقتها  قائل
" و  ما  حل  بالسيد  حسن موسى العقاد بسبب  كلمة  عدل  أراد  بها مساواة الأهالى  الذين  دفعوا للحكومة 17  مليونا  من الجنيهات باسم  المقابلة و  5  ملايين أخرى  باسم الأسهم ، بالأجانب  أصحاب الديون . "

أما  عن  السيد  حسن موسى العقاد فيذكر محقق  مذكرات  عرابى  الدكتور عبد المنعم إبراهيم الجميعى  فى  هامش  موضحا به  تلك الشخصية  .
أنه  "  أحد  كبار  التجار  بالقاهرة  حيث  كان سر  نجار  مصر  و  هو  ما يعبر  عنه فى  أوساط التجاريين  بشهبندر  التجار  و  كان  من المهتمين  بأمور السياسة  و قد برز  نشاطه السياسى عندما  حضر  جمال  الدين الأفغانى إلى  مصر  فى  عام 1871 حيث إتصل  به  و  توطدت  الصلات  بينهما و يبدو  أنه  تشرب  الروح الثورية من الأفغانى فقد  تزعم المعارضة ضد  الحكومة و  ندد بسوء  إدارتها  ، كما  هاجم  الغاء  الحكومة  لقانون المقابلة  و  نتيجة  لذلك  أمرت حكومة  رياض باشا بالقبض عليه و  حكم عليه بالحبس  لمدة سنتين كما  نفى إلى  أقاصى السودان . و  بعد قيام الثورة العرابية  وقف العقاد بجانبها و  اعتمد  عليه عرابى فى  كثير  من الأمور  و بعد  هزيمة الثورة حوكم العقاد و  حكم  عليه بالنفى  إلى  مصوع لمدة  عشرين  سنة ."
للتفاصيل  أنظر  عبد المنعم الجميعى :  حسن  موسى  العقاد  و  دوره فى السياسة المصرية دراسة  ضمن  كتاب  الثورة العرابية  بحوث  و  دراسات  وثائقية  ص 129 - 154 


المصدر  مذكرات  أحمد  عرابى
كشف لاستار  عن سر الأسرار  فى النهضة المصرية  المشهورة بالثورة  العرابية
دراسة و  تحقيق عبد المنعم  إبراهيم الجميعى
الجزء الأول
ص 228

بحث هذه المدونة الإلكترونية