الاثنين، 1 يونيو 2015

52- جمال عبد الناصر - الإخوان المسلمين - نجيب

لازلنا  مع  مذكرات  ابراهيم  طلعت  ..يوم  11 أكتوبر  1953
يروى  ابراهيم  طلعت  تفاصيل  هزلية من  محكمة  الغدر  التى تمت  لضرب  الوفد  حسب  ما يراه  و التى  تمت  لإبعاد  رجال العهد البائد عن الغيط  و  حرث  الأرض  تمهيدا  لزراعة العهد الجديد  حسب  تفسير  جمال عبد الناصر  له  .. ثم  ينتقل  بنا الى  حوار  تم  بينه  و بين  عبد الناصر  فى  ضيافة  جلال  ندا  احد  ابطال  حرب  فلسطين  ..

كان ابراهيم  طلعت فى  ضيافة  جلال ندا  بينما  كان  حضور  جمال  عبد الناصر  مفاجأة لجلال  ندا  .ز  و  تطرق الحوار  لنقاط  عديدة  حتى رسى  على  قصة المعركة  مع الإخوان المسلمين  و  كيف  يراها  عبد الناصر  ..
يروى  ابراهيم  طلعت  ان  عبد الناصر  ذكر  لهم ان الإخوان كانوا  على  اتصال  مستمر بالإنجليز  و  الملك  معا  و  انهم  لم  يشتركوا  مع الفدائيين فى الكفاح المسلح  ضد الإنجليز رفم  كثرة  عددهم  و  تدربهم  على  حرب العصابات و توفر السلاح لهم  . بل  حاولوا  اجهاض  هذا الكفاح  بتصريحات رسمية  ادلى  بها  حسن الهضيبى  و  محاولتهم  لعمل  فتنة  طائفية باحراق  كنيسة الأقباط  فى السويس.
كما ذكر  عبد الناصر عن قناعته  بان  حريق القاهرة كان مؤامرة بين  الملك  و  الإنجليز  و  تم  تنفيذها بأيدى الإخوان ،  و  كيف ان الإخوان  حاولوا  الصاق التهمة بأحمد  حسين  .    ثم  تحدث  عن  استخدام  بودرة  حارقة  واحدة لجرق  المحلات و المبانى المختلفة و ان  تلك البودرة  لا  توجد  الا لدى التنظيم  الخاص  للإخوان .
فسأل  ابراهيم  طلعت  :  نفرض  ذلك  ..  انما  انتم بعنى  استثنيتم  الإخوان  لوحدهم  من  قانون  حل الأحزاب  .. و لا  يؤيدكم الأن  إلا  هم  ..  ايه الحكاية  ؟  
عبد الناصر  :  مش  بس  كده  .. احنا  افرجنا  عن  كل المسجونين  بتوعهم اللى  حكمت عليهم محكمة الجنايات  .. افرجنا عن  قاتل  الخازندار  ، و  عن اللى  اشتركوا  فى  قتل النقراشى  ،و  عن المتهمين  اللى فجروا  القنابل  فى المدرسة الخديوية  ..  لأننا  كنا  عاوزينهم  يشتغلوا فى  النور  .. أعطيناهم الأمان  . و بالطريقة  دى عرفنا  خباياهم  ..  عرفناهم  من  جوه  .. من الداخل  ..


ثم  لاحقا  يشرح عبد الناصر  " ان  تجمعات الإخوان فى  اجتماعات  قواد  حركة  يوليو  و  اخرها المؤتمر الشعبى  و  هتاف الإخوان لهم  الله  أكبر  و لله  الحمد  كانت بهدف  ان  يشعر  قواد  الحركة  بان الإخوان قوة  طاغية  و  انهم فى  حاجة  لتأييدهم و انهم  اذا  تخلوا عن الثورة  فإن الثورة  (  حاتروح فى  داهية  )
فسأل  ابراهيم  طلعت  : يعنى الإخوان  دلوقت  مش  معاكم  ؟
فأجاب  على الفور  :  لا  مش  معانا  .. بالعكس  ضدنا .. هما  دلوقت بيلعبوا  لعبة  خطيرة  جدا ....  انهم يتقربوا  من  محمد  نجيب  و يعملوا  معاه  حلف و يجبروه على انه بمساعدتهم  يعمل  انفلاب  علينا احنا  .. و بعدين  يبقى من السهل  عليهم  انهم  يقلبوا محمد نجيب و يمسكوا البلد  .

و  حاول  جلال  ندا التدخل  فقال  :  ما أطنش  ان  محمد  نجيب  يقبل ..
و لكن  جمال  عبد الناصر  قاطعه  قائلا  -  لا يا  جلال ..  انا  مابققولش  ان  محمد  نجيب  متفق  معاهم  و لكن  محمد  نجيب  ممكن يطب معاهم  فى المخطط بتاعهم  .

و لما تأخر الوقت  أقل  عبد الناصر  ابراهيم  طلعت  بعربته  ..و  دار  حوار بينهم  اتفقا  فيه على ان الثورة  تحضر لتصفية الإخوان المسلمين  حتى لا  تكون  أداة فى  يد  اى  حزب  او  هيئة او  جماعة  ..  و هذا  ما  حدث  بالفعل  ، فقد بدأت الثورة بعد  اقل من شهرين  من  هذا اللقاء  فى  اعتقال زعماء الإخوان  بدون  مقدمات ثم  تم الإفراج  عنهم ثم  اعتقالهم مرة أخرى ...
ثم يقول  ابراهيم  طلعت  انه  دهش  لأن عبد الناصر الذى  كان  يؤكد  بحماس  تورط  الإخوان فى حريق القاهرة  .. خطب بعد  ذلك بعشرة  أشهر  فى  اجتماع  أقيم  بالمقر الرئيسى لهيئة التحرير  يوم  21  أغسطس  1954  و  اتهم الشيوعيين  بانهم  الذين أحرقوا القاهرة  و ذلك بعد  ان  تم  تصفية  الإخوان  .

ص 253






مذكرات  ابراهيم طلعت ايام الوفد الأخيرة
مكتبة  الأسرة 2003  

Copy and WIN : http://ow.ly/KNICZ

بحث هذه المدونة الإلكترونية