الأحد، 31 مارس 2013

السادات و غزو لبنان

عندما  غزت  القوات الإسرائيلية  لبنان  عام  1982 ،  نظر  الكثير من المصريين  إلى  مشاهد  الغزو  بحزن  شديد  و قال  بعضهم  لو  كان السادات  عايش  مكانتش  إسرائيل تقدر  تعمل  كده  .. و  استمر  المشهد  فى  وسط  عجز  و  قبول  عربى  كبير  ..
فهل  كان السادات  بقادر  على  منع  غزو  لبنان  حقا  ؟ 
فلنعد  الى  عام  1981 قبل  غزو لبنان  بعام  تقريبا  ..
و  من  كتاب  سلام الأوهام .  أوسلو  و  ما قبلها و  ما بعدها  ثالث  كتب  مجموعة  المفاوضات السرية بين  العرب  و إسرائيل  
يروى هيكل:
 " و يوم 2 فبراير 1981 اتصل ضابط المخابرات المصرية المكلف بالاتصال بالفلسطينيين بالسيد سعيد كمال ممثل منظمة التحرير الفلسطينية فى القاهرة ليخطره أن الرئيس السادات قد حدد له موعدا صباح الغد فى الساعة العاشرة صباحا . و حاول سعيد كمال أن يتصل بسرعة بالسيد ياسر علافات فى بيروت ليخطره و يتلقى منه أى تعليمات قد تكون لديه . و لم يصل رد من عرفات ،و لم يكن سعيد كمال متأكدا من السبب الذى يدعو الرئيس السادات إلى طلبه بهذه السرعة .
و طبقا لرواية سعيد كمال فإنه دخل إلى أحد الغرف فى بيت الرئيس الذى أقبل بعد قليل و صافحه ثم ظل واقفا يبلغه بما أستدعاه من أجله. كان الرئيس السادات يريد أن يقول كلمةو يمشى و قد بادر بها بغير إنتظار فقال " اسمع يا ابنى  الدنيا فيها حياة و فيها موت ، و أنا لا أعرف متى يجئ أجلى ، و لكنى أريد أن أعطيكم نصيحة أخيرة قبل أن يفوت الأوان . إننى أستطيع أن أرى الدماء تسيل فى لبنان ، و سوف يخرجونكم منها مهما فعلتم ، ثم تضطرون بعد الخروج إلى البحث عن حل سلمى فى ظروف أسوأ. و أريد أن أعطيكم بعض الخطوط أو بعض الجسور إذا فكرتم فى المشى عليها ... ابعث لأبو عمار و قل له : 
  •    هناك غزو للبنان إذا لم تلينوا أمام الطلبات الإسرائيلية التى يتحدث عنها بعض موارنة لبنان الأن . انهم طلبوا منكم ،و سوف يصرون على الطلب ، بأن تجمعوا سلاح المنظمات كلها و تضعوه تحت إشراف قوات الجيش التحرير الفلسطينى فى لبنان ، ثم تضعوت هذا الجيش نفسه تحت سلطة الجيش اللبنانى لكى يمكن ضيط الأمن.
  • ليس فى مقدوركم أن تقاوموا ما هو مخطط لكم . سلموا السلاح الأن لأن بقاءكم فى لبنان مهم و مفيد للتسوية . و تستطيعون أن تعاندوا ، لكن  عليكم  أن  تتذكروا  العامل اللبنانى  الداخلى  ،و العامل  السورى  ،و العامل  الإسرائيلى  . هذه  العوامل  الثلاثة  سوف تقوم  بفعصكم  فيما  بينها  . و فى النهاية  سوف  تخرجون  من  لبنان  -  سوف تخرجون ."

  • ثم  نصح  السادات  بأنهم  اذا  فكروا فى  التسوية  فعليهم  أن  يتجهوا  الى المؤسسة ..  الى  اليهود فى امريكا . و  اعطاه  اسم  ستيفن كوهين و  هو  مقرر لجنة اليهود الأمريكيين  و يعمل  مباشرة  مع  رئيس  مجلس الرؤساء  اليهود  الأمريكيين و قال  انهم  هم الذين  يقدرون  على الكلام  مع  اسرائيل  .. و  عندما  تفتحون  الخط  مع  امريكا  سكون الخط  مع  هؤلاء  اولا . هؤلاء  هم المؤسسة  .  هم  ليسوا صناع  قرار  و  لكنهم  الذين  يهيئون  له الجو .
  • ارسل  لآبوعمار ( ياسر عرفات )   و قل  له  عن  لبنان  و الدم  الذى  سوف يسيح و  عن  ستيفن  كوهين  اذا  اضطررتم فى  يوم من الأيام ..

    و انتهت المقابلة


    كان الفلسطينييون  على  علم  بتلك  المؤسسة  و  كانوا  قد بدأوا الحركة  فى  اتجاهها  .  ولكنهم  لم  يكونوا  يعلمون  عن  ما سوف  يحدث  فى  لبنان 
    و قبيل  الغزو  حذرهم ستيفن  كوهين  من الغزو و  كذلك  المخابرات المصرية 
    و لكن الغزو  تم فى النهاية و  قاوم الفلسطينييون و  اللبنانيون  مقاومة  باسلة  و لكن  خرج الفلسطينيين  فى  النهاية. 

المصدر  
المفاوضات السرية  بين العرب  و اسرائيل 
الكتاب الثالث 
سلام الأوهام
أوسلوا  ما  قبلها و ما بعدها  
محمد  حسنين  هيكل 
دار  الشروق  
الطبعة الخامسة

الاثنين، 18 مارس 2013

السادات و النيل و إسرائيل

هل  يدرك  حكامنا  شيئا  عن الأوطان التى  يحكمونها ؟
أخر مرة  من  كتاب  عواصف الحرب و  عواصف  السلام
قصة اليوم  كان أغلب  المشاركين فيها  أحياء  يوم  صدر  الكتاب  و لم  ينكرها أحد  و  لا  يزال  أحدهم  و  هو  بطرس غالى  على  قد  الحياة و لم  ينكرها  .. إذن فهى  قصة  صادقة
السادات  مع  مصطفى  خليل
بطل  قصتنا  كالعادة  السادات  و  معه هذه  المرة  بطرس  غالى و قد  كان مساهم  بقوة فى  المفاوضات  مع الجانب  الإسرائيلى  بداية  من  زيارة  السادات للقدس  و  مصطفى  خليل  و  كان  وقتها  رئيس  وزراء  مصر و كان  قد  تولى  إعادة  تنظيم  التفاوض  مع الجانب  الإسرائيلى  بعد  جولة  ضخمة  خاضها السادات  مع  كارتر  و  بيجن فى  كامب دايفد  أرهق  فيها المفاوضين  المصريين  بأكثر  مما  أرهق  المفاوضين  الإسرائيليين  و  إستقال  بسببها  وزير  الخارجية محمد إبراهيم كامل .. عاد السادات و قد  شعر  بأنه قد آن الأوان لأن  تكون  هناك  حكومة جديدة و كلف  حسنى مبارك  نائبه  وقتها بتشكيل  الحكومة  .  و  لكن الأمريكان  حذروه من  أن  قيام مبارك  بهذه المهمة  سيحرقه  و أن  عليه  ان  يبتعد  عن  أى  مهمة  تنفيذية  ! فما  كان  منه  إلا  ان  كلف  مصطفى خليل  ..   و قد لقب  مصطفى  خليل  بعدها  بمهندس  العلاقات المصرية الإسرائيلية.  ما  علينا  ليس  هذا  موضوعنا  و لكنه  مجرد  مقدمة  .
بطرس  غالى
يروى  هيكل..  أنه  بطرس  غالى  فى أوائل  عام  1979  كان فى  زيارة  لإسرائيل  عاد  منها  ليتوجه  مباشرة  لمكتب  مصطفى  خليل  رئيس الوزراء  و  وزير  الخارجية  ليروى له  واقعة  غريبة .. فخلال  عشاء  أقامه  له موشى  دايان  شكى له  من  أن  بيجن  رئيس الوزراء  يتخذ  مواقف  قاطعة  لا  يحيد  عنها  و أنه بينما كان  يناقشه فى  أمر  المفاوضات  مع  مصر  فإذا  ببيجن يقول  له  منفعلا  " اسمع  ، انا  لن أبيع  سيادة إسرائيل  مقابل  مياه النيل  "  تقصى  بطرس غالى  عن  الموضوع  فعلم من  دايان  ان  بيجن  تلقى  عرض  سرى  من السادات  عن  إستعداده  لإقامة  خط  انابيب  من  مياه النيل  يصل  إلى النقب  لرى  أراضى  مستعمرات  يمكن  نقلها  من الضفة الغربية  إلى  هناك فى  حالة التوصل  الى  اتفاق  بشأن الضفة الغربية !!
أحس  مصطفى  خليل  بخطورة الأمر  و ذهب  لمقابلة السادات  و  معه  بطرس  غالى  و  طلب  من  بطرس  غالى  ان  يروى  للسادات ما  سمعه نقلا  عن  دايان  .  و  كانت المفاجأة  للإثنين  أن السادات استمع  الى ما قاله  بطرس  غالى  بهدوء  ثم  قال  "  و  ماله  "  و  استطرد  "  حتى  بعد  بناء السد  العالى  فنحن  مازلنا  نرمى بكميات  من مياه النيل إلى البحر ، و  اى  ضرر  يحدث  لنا  إذا  اعطيناهم  هذه المياه  لتحل  المشكلة ؟ " فرد  د.  مصطفى  خليل  " إن  هناك بالفعل  كميات  من المياه ترمى فى البحر  ، و لكن  ذلك  يحدث  فى  حدود  ضيقة  و بهدف  خدمة الملاحة فى النيل  فى  غير  موسم  الفيضان و  أيضا  بسبب  ضرورات  تشغيل  محطات كهرباء السد العلى و لكى  يكون  هناك  مسقط للمياه كاف  لتوليد الكهرباء " .  فقاطعه  السادات  قائلا  " خلاص.. نديهم المية  دى  "
و  إضطر  مصطفى  خليل  إلى أن  يقول  "  إننا  لا نستطيع أن  نعطيهم  هذه  المياه  لأننا  سوف  نظل  دائما  مضطرين  إلى  إطلاق  مياه  من السد  العالى  لأغراض  الملاحة و الكهرباء  " فرد السادات  بأنه بعث  بعرضه فعلا  إلى  بيجن  و لا  بد  من  إعادة النظزر فى  هذا الموضوع  بما يسمح  بتنفيذ  وعده و  هو  يرى ان  عرضه  هذا  يحل  كل  شئ  .. 
مصطفى  خليل
قام  مصطفى  خليل  بعد  تلك الجلسة بتشكيل  لجنة  ضمت  وزير  الرى  و  بعض  خبرائه إلى  جانب  الدكتور  بطرس  غالى  وزير  الدولة  للشئون الخارجية  مع  بعض من المستشارين القانونيين  فى الوزارة  . ثم  عاد  مع  بطرس  غالى  لعرض  نتائج بحث  تلك اللجنة  .
و  عرض  بطرس  غالى  الناحية القانونية  فقال  ان  نتائج البحث  القانونى  أظهرت  ما يلى  :
1-  أن  اتفاقية  مياه النيل  الموقعة  بين  دول  حوضه  ،  لا  تسمح  لدولة  من  دول  الحوض  بأن  تعطى  لطرف  ثالث  أى  كمية  من المياه  إلا  بموافقة  كل  دول  الحوض .
2-  إنه  إذا  حصل  طرف  ثالث  على  أى  كمية  من المياه  لمدة  سنة ، و إستزرع عليها  أرضا  فهذا  يرتب  لذلك الطرف  و بمقتضى القانون الدولى  حق  ارتفاق  دائم على  هذه المياه.
3- إ  هناك  اثنتى  عشرة  معاهدة  تم  توقيعها  بين  كل  دول حوض  النيل  .  و علاقة  مصر  بهذه  الدول  و  كلها بالطبع  فى  افريقيا  -  ليست فى  أحسن  أحوالها الأن .
بطرس  غالى
و  إّذا  جئنا  و  طالبنا  بإعادة  الإتفاق  على توزيع  المياه فى  هذه الظروف  ،  فإن  اى  توزيع  جديد لحصص  المياه لن يكون  فى  مصلحتنا  لأنا  نأخذ  بالفعل  أكثر  من  حصتنا  ،  و  نقول  لدول  الحوض  إننا  نقوم بإصلاح  مساحات  ضخمة من الأراضى و  نحتاج  إلى  كل  نقطة  مياه مما  نأخذه .  فإذا  جئنا الأن  و  أعطينا  لإسرائيل  مياها قلنا  انها زائدة  عن  حاجتنا - فإننا بذلك  نفتح الفرصة لكل  دول الحوض  لان  تنقض  معاهدات  توزيع  حصص  المياه .  و  صحيح  أن  بعض  دول  الحوض تتجاوز الأن فيما  تسحبه  من النهر , و  لكنها  تفعل  ذلك  خفية و  على  استحياء  ، فإذا  جئنا الان و أعطينا المياه  لطرف  ثالث  فمعنى  ذذلك  أننا  نعطى لكل  دول  الحوض تصريحا رسميا بأن  تفعل  ما  تشاء . 
إستمع السادات إلى باقى  حجج بطرس  غالى و  قال: "  نستطيع  ان نقول  للأفارقة إننا  سوف  نعطى مياه شرب للعرب الفلسطينيين "
ة  تدخل  مصطفى  خليل  فى الحديث  بإنفعال  قائلا :" اننى رئيس وزرائك و من واجبى تجاهك ، فضلا عن واجبى ازاء البلد ، أن احمى صورتك أمام الناس ، و انا لا أستطيع بضمير مستريح أن أمد انبوبة قطرها بوصة واحدة إلى إسرائيل لأسباب واضحة "
1- ليست عندنا مياه فائضة على الإطلاق 
2- نحن من الأن نستعير جزءا من حصة المياه المخصصة للسودان 
3- أن ايراد مياه النيل يشهد تذبذبا خطيرا فى السنوات الأخيرة و قد بدأت بالفعل سنوات قحط فى الجنوب و لولا بناء السد العالى لحلت بمصر كارثة. عانت  أفريقيا  فعلا  من جفاف  شديد  الوطأة و  مجاعة شديدة  أستمرت  حوالى  9  سنوات  فيما  بعد و الملفت  أن  حقبة  السبعينات  شهدت  هجوم  حاد  على  مشروع السد  العالى  و أتهمته  بأنه  افسد  حال الزراعة فى  مصر  و  نادى البعض  بهدمه و  كان  جزء  من الحملة على  عبد  الناصر  و  انجازاته
و لو استمرت سنوات القحط فإننا سوف نستهلك مخزون بحيرة السد فى ظرف سنوات قليلة.
4- أن احتياجاتنا الحالية من الماء الآن 55 مليار متر مكعب و أملنا الحقيقى فى احتمالين :
ا- أن نتمكن من تغيير اساليب الرى فى مصر و نلجأ إلى الرش بدلا من الغمر و نحن نطبق ذلك فى الأراضى الجديدة و لا نطبقه فى الوادى القديم ، و لن نقدر على ذلك الا بعد سنوات طويلة .
ب- أن نتمكن من معالجة مياه الصرف و هذه تحتاج الى استثمارات كبيرةو الى وقت طويل حتى تصبح ممكنة . "
صمت السادات  وقتها  و لكنه  لم  يلغى  الموضوع  من رأسه
بطرس غالى
دخل  مصطفى  خليل  فى  خلافات  مع السادات  بخصوص  تفاصيل  الإلتزام  بتصدير  البترول  لإسرائيل  باسعار  مخفضة  و بخصوص  رغبة  السادات  فى  الغاء  جامعة الدول العربية  .
و  تم  عزله  من  منصبه فى  10  مايو  عام 1980

المصدر  مجموعة المفاوضات السرية بين  العرب  و اسرائيل 

الكتاب  الثانى

عواصف  الحرب و  عواصف السلام

محمد  حسنين  هيكل 

دار  الشروق 
صـ451

الاثنين، 11 مارس 2013

السادات و عملية تأديب القذافى !!!

نبش  الخرابة  يحمل  أحيانا  مفاجآت غير  متوقعة , 
قصة اليوم  يسردها  هيكل  بدون أى  وثائق  و بالطبع  عدم  وجود  وثائق  يجعل  القصة  محل  شك  كبير ، و لكن القصة  تم  سردها فى  كتاب  تم  نشره فى  دار  الشروق  داخل  مصر عام  1996 و  لم  ينفها أحد  حتى  الأن  ..  فهل القصة  صحيحة  ؟
يذكر البعض  بفخر  شديد  الهجوم  العسكرى  المصرى  على  ليبيا  عندما  حاول القذافى  الإعتداء  على السلوم ، و يذكرون بفخر  شديد  كيف  ان السادات  كان يقطع  يد  أى  أحد تمتد  يده  لمصر بالشر ..  فهل  هذه  هى الحقيقة  ؟ 
للقصة  بدايات  يجب  توضيحها قبل  ان نسردها  كما  ذكرها  هيكل  
بعد  حرب  اكتوبر  و  تخلى السادات  عن العلاقة  مع الإتحاد  السوفيتى  بل  و إلغاء  معاهدة الصداقة المصرية السوفيتية  ..  إستشاط السوفييت  غضبا  ، فقد رأوا  أنهم  مدوا  يد  العون  الى  مصر  و العرب  كثيرا  سواء  بمساعدات  اقتصادية  مختلفة  ما بين  إنشاء  مصانع و صفقات  سلاح  إمداد  بالقمح  بأسعار  زهيدة  جدا وبفوائد  لا تكاد  تذكر  و تحمل السوفييت  الكثير من المصاعب  الإقتصادية  لدعم العرب  و لكن فى النهاية  تتجه الإستثمارات العربية إلى  الغرب  الذى  يحصل  على  كل  أموال العرب  . 
و فى  عام  1974  كان  هناك  إجتماع  حضره  بريجينيف  و  اسماعيل  فهمى  وزير الخارجية المصرية  و شن  بريجينيف  هجوم  حاد  على السياسة  المصرية  و فى  النهاية  و فى  محاولة  للتهدئة  وعد  اسماعيل  فهمى  بريجينيف بأن  يحصل الإتحاد السوفيتى  على  عقود فى  عملية التعمير بالقناة و غيرها  و أن  الأموال  العربية  جاهزة لتمويل  تلك العقود و بالطبع  لم  يحدث  شئ  . 
و فى  مرة  لاحقة  كان ياسر عرفات فى موسكو  و شعر  بهذا الغضب  فعاد ليتشاور  مع  حافظ  الأسد  و  معمر  القذافى  و وصل التشاور  لأن  تقوم  ليبيا  بشراء  صفقة  سلاح  ضخمة  تكمن  أهميتها فى  أن  يكون الدفع  نقدا  و لم يكن الجيش  الليبى  ليستطيع  أصلا  استيعاب  صفقة بهذا  الحجم  . و بالفعل  تم  تحويل  بليونى  دولار  للإتحاد السوفيتى  الذى  قام  بتحويلها فورا  بدوره  لشراء  صفقة  قمح  .
من  جهة  أخرى  و  فى  عام  1977 و بعد  انتفاضة  الخبز  كان السادات  قد  أصبح  ظهره للحائط  تماما  فالأوضاع الإقتصادية فى البلد  متردية  ,  و  كان قد  قدم  تنازلات  رهيبة  أملا  فى  مساندة  قوية  من  نيكسون  ثم  فورد و لم  يحصل فى  مقابل  تلك التنازلات  على  اى شئ .  و  الأن  ها  هو  رئيس  جديد  (  كارتر ) عليه  ان  يبدأ  معه  من الصفر  بالإضافة  لفوز  بيجين فى  الإنتخابات الإسرائيلية و  هو الشخصية المشهورة  بتطرفها الشديد  و  أصبح  لا  يملك  سوى الإنتظار  .
يذكر  هيكل  أ السادات  فكر  فى  حل  بالغ  الغرابة و  هو  ان  يقوم  بغزو ليبيا  و  أن يحتل  ولاية  برقة الموجود  بها  معظم  منابع البترول  الليبى  . 
 يتساءل  هيكل  .  هل  تصور  السادات  ان  ضيق الغرب  و  الولايات المتحدة  بالقذافى  سوف  يجعل  الجميع  متحمسين  لعمليته  كعقاب  للقذافى ؟ هل  ستفكر  أمريكا  فى  ان  هذا الغزو  هو  حل  لمشاكل  مصر الإقتصادية  بدون  أن  يتحملوا  اى  أعباء  ؟

و بدأت حملة الدعاية كانت  صفقة السلاح  الروسية الليبية  عام  1975  معروفة  للسادات  فعلا و مع ذلك بدأ  تضخيم  حجم الصفقة فى الإعلام  و  أصبحت  4  بلايين  دولار  بدلا  من  بليونين  ،  و  ذكر  ان الصفقة بها  حوالى  2000  دبابة  و  أن  بها  من الأسلحة المتطورة  ما  رفض  الإتحاد السوفيتى  أن  يعطيه  لدول  المواجهة و أن السوفييت  إشترطوا  ان يبعثوا بخبرائهم لليبيا  .
ثم بدأت  التلميحات  بالإستشهاد  بمجلة امريكية  متخصصة فى الشئون العسكرية  بقولها  ان طائرات الميراج  لن  تستطيع  ليبيا  تشغيلها  الا  بعد 20  سنة و ان ليبيا  لا  يوجد بها  طيارين  يكفون  لقيادة  تلك الطائرات . و كان التعليق أنه  مادام الليبين  عاجزون  عن قيادة الطائرات  إذن من سيقودها  هم طيارين  سوفييت .

ثم بدأت العمليات العسكرية  
فى يوم  19  يوليو  1977 بدأت القاهرة  نشر أخبار  عن قيام  قوات  ليبية بالإغارة على المواقع المصرية  فى  منطقة السلوم ..  ثم  تم الإعلان  عن ان القوات لامصرية  قامت برد العدوان .و قامت  بالدخول  للمواقع التى  انطلقت  منها العمليات فى  ليبيا .  و بدأت  أخبار  الإشتباكات  فى التوالى  .
ثم  ظهر  بيان  بأن القوات الجوية  هاجمت  قاعدة العضم الجوية  (  و  كان قد  تغير  اسمها  الى  قاعدة  جمال  عبد الناصر  منذ  عام  1970 ) على  بعد  120  كم  من الحدود المصرية
و  اتسع  نطاق  العمليات  و  اسماها السادات  عملية  تأديب  القذافى .
و  كانت الصورة  مأساوية  فالجرحى الليبيون  فى  قاعدة العضم  مثلا  تم  نقلهم  الى  مستشفى  طبرق  حيث  قام  بعلاجهم  أطباء  مصريون ..
و  بدأ  الهوارى  بومدين  و  ياسر عرفات  بالتحرك  و  الدعوة  لوقف  اطلاق النار  و  عرض  الوساطة .
و شعرت  شركات البترول  الأمريكية  التى  تنقب عن البترول  فى  طبرق  بالقلق و لم  تكن  أمريكا لتقبل  بأن  تصبح مصر  مؤثرة فى  سوق  البترول  العالمى  . فتلقى  السفير  الأمريكى بالقاهرة تعليمات بمقابلة السادات و أن  يطلب  منه  وقف  تلك العمليات  فورا .
و فى  تحليل  السفير الأمريكى  لما يحدث  تساءل هل  سيقبل الجيش  المصرى  ان  يجد  نفسه  ممنوعا  من التمركز فى الشرق  و فى  نفس  الوقت  يجد  ان مطلوب  منه  ان  يتمركز فى الغرب و محتشد للعمل  ضد  دولة  عربية  ؟
فى  نفس  اللحظة  توجه  هوارى  بومدين  لليبيا ثم للأسكندرية  ,  و فى  نفس  الوقت  كانت البيانات المصرية  تتوالى  عن  تدمير  المعسكرات الليبية  فى  واحة جغبوب   و  تدمير  مطارات العضم و الكفرة  و قواعد الرادار  و الصواريخ  !!
و  بعد  لقاء  هوارى  بوميدن  بالسادات  توالى  الرؤساء  الأفارقة و الحكام العرب  على  مصر .
و اكتشف  السادات ان  فكرة  غزو  ليبيا  تم  اجهاضها و لم  تؤد الى  اى  تغيير  فى الوضع . فلا  هى  حققت  مكسب  اقتصادى و لا شدت  اهتمام الشعب  المصرى و لا  الهت القوات المسلحة و ربما العكس  .
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

المصدر  مجموعة المفاوضات السرية بين  العرب  و اسرائيل 
الكتاب  الثانى
عواصف  الحرب و  عواصف السلام
محمد  حسنين  هيكل 
دار  الشروق 
صـ 312  ،  صـ 328


الأربعاء، 6 مارس 2013

عن المدونة و هل فى متابعين و لا احصائيات جوجل مضروبة ؟

فى  البداية عملت المدونة  دى  علشان  أسجل فيها الحاجات اللى  باحس  انها  مهمة و  انا بأطالع الكتب المختلفة  .. و  تقريبا  مكانش  فى  حد بيدخل المدونة  غيرى  :)  دلوقت  من  احصائيات  جوجل و اضح  ان فى  ناس  بتدخلها  و الغريب  ان  أغلب  المطالعين  للمدونة  من  مصر  و أمريكا  طبقا  لإحصائيات  جوجل !!! انا  مش  عارف  هل  الإحصائيات  دى  حقيقية و لا  مضروبة  :) 
و  خصوصا  ان  مافيش  حد بيعلق  على اى  حاجة  .. فرجاء  خاص  لو فى  متابعين  للمدونة يسيبوا  تعليق  علشان  بس  افهم ايه اللى بيحصل  :)) و شكرا

التحولات فى السبعينات !




التحولات التى  حدثت فى المجتمع المصرى  فى  نهاية السبعينات  كادت  ان  تكون تحول من النقيض  للنقيض  ,  التحول  من الرغبة فى ان تكون  مجتمع  منتج   إلى الإستسلام  لفكرة  الإستهلاك  , التحول  من فكرة القيم العلمية و الفكرية و الإجتماعية الراسخة  حتى  ذلك الوقت  إلى  قيم  مادية  حيث  اللى  معاه  قرش  يسوى  قرش  ..  التحول  من  فكرة المقاومة إلى الإستسلام بإسم  السلام  ,  من العداء  لأمريكا  إلى الهرولة تجاهها.  
قام العديد  من الباحثين  بدراسة  تلك الحقبة  كما  عبر  عنها الفن  السينمائى فى  حينها  بأفلام منها  أهل  القمة  عن رواية  نجيب  محفوظ و  زمن  حاتم  زهران   و  غيرهم  من الأفلام . 
ولكن فى  كتاب  عواصف  الحرب  و عواصف السلام  ,  يقوم  هيكل فى عرض  صغير  جدا فى  ثلاث  صفحات على الأكثر  بشرح الجهود المبذولة  لتحقيق تلك التحولات  من الغرب  و  من القيادة السياسية  فى  مصر .
يشرح  هيكل  طبيعة الصدمة التى  عانى  منها المثقف  العربى  عقب  نكسة  67 حيث  كانت  تلك الصدمة من العوامل  التى  مهدت  لما  حدث  بعد  ذلك .
يقول  هيكل  انه فى  عام 1974 دعى مفكرون و مثقفون  عرب الى  ما يزيد  عن 600 ندوة و  لقاء فكرى فى امريكا  و  اوربا ,  كانت الندوات  عن ا لنظام العالمى  الجديد و  عن العلاقة بين  الشرق  و الغرب  أو  أزمة الصراع العربى الإسرائيلى أو التعاون  فى  حوض  البحر الأبيض  المتوسط .
"كانت  تذاكر  السفر  جاهزة ، و الغرف  فى الفنادق  محجوزة ،و أوراق  العمل تغطى شيئا  أشبه  ما يكون  بالألغام المعبأة  بغازات  أعصاب  .  و فى البداية كان  هناك  مشاركون  من اليهود  , ثم  مشاركون  إسرائيليون من  أحزاب  السلام  ،  ثم  مشاركون  إسرائيليون من الأحزاب  الحاكمة . و راحت الثلوج  تذوب  . بل  و  أصبح  حجم الدعوات  إلى الندوات  الدولية الواصلة إلى اى  مفكر  أو  مثقف عربى  معيارا  لقياس  أهميته و حداثته "
لم  يشر  هيكل هنا  إلى  تأثير  تلك الحياة  على  مثقفين  يعيشون فى بلادهم فى  ظروف  صعبة و يعانون  من القمع السياسى و الإقتصادى  .
يكمل  هيكل  فى  فقرة  لاحقة  " كان  تطويع الفكر  العربى معركة من  أهم  المعارك فى التمهيد  للتسوية  , و  لم  يكن  مهما أن  يجئ  السلام , و  إنما كان الأهم  أن  تتهاوى بعض  القيود التى  كانت  تفرضها( المقدسات \ المحرمات )"
يوضح  هيكل فى  فقرة  لاحقة  ان أربع  جامعات أمريكية قد صرفت فى  عام  واحد ما يصل إلى 140 مليون  دولار على  تلك  الندوات  ما بين فنادق  و إقامة و  تذاكر سفر  و  مكافآت للمشاركين !!!
يمكن  أن  نتذكر أيضا  محولة القيادة السياسية للتخفف  من أعباء  المقاومة و الإلتزام  بالقضية الفلسطينية  .  بداية  من  التخفيف من إدانة الصهاينة ثم  إدانة الفلسطينيين  أنفسهم  بتهمة  تم المبالغة  فيها  بشكل  غير  عادى  انهم  هم  من باعوا  اراضيهم  للفلسطينيين.. 
يكمل  هيكل  فى  فقرة لاحقة " و أخيرا  زاد  على الصورة أن بعض  المقربين  الجدد من الرئيس  السادات خطر  لهم أن  لديهم  ما  يمكن أستغلاله فى تسهيل مرور تحولات واسعة فى نفوس الناس و فى مجموعة ما استقر فى وعيهم من قيم ( بالذات فى المجال الإجتماعى ).
و كانت البداية عملية تشجيع للتيارات الدينية بين الشباب , قصد لها أن تتركز فى الجامعات بين الشباب لكى تقدم أفكارا قادرة على طرد أفكار أخرى ، و بذلك يمكن أن يخف ضغط الشباب على العمل السياسى و قراراته . و كانت النتيجة على أرض الواقع أن اتجاهات فكرية دخلت فى صدام مع اتجاهات أخرى . ثم خرج الأمر عن نطاق صدام الأفكار , و إذا هو يصل إلى إشتباك بالأيدى و بجنازير الحديد و بالسلاح الأبيض داخل حرم الجامعة .
و بالتوازى  مع  ذلك بدأت المؤسسة الدينية  الرسمية تُسّتَخدَمْ ضد  المثل  العليا  لإسلام  و  من بينها  مثل المساواة و  مثل العدل الإجتماعى و  كان الإنقضاض  على الماضى  دون  حدود  . .. "
و يستكمل  هيكل  "  حتى  وصل الأمر  بقمة  المؤسسة الدينية  أن  تفتى بأن السلام  مع إسرائيل حلال بغير  تحرز و بغير  شروط و بغير  إضافة فى النهاية  بأن الله  أعلم  "


المصدر  مجموعة المفاوضات السرية بين  العرب  و اسرائيل 

الكتاب  الثانى

عواصف  الحرب و  عواصف السلام

محمد  حسنين  هيكل 

دار  الشروق 
ص  302 : 306


الجمعة، 1 مارس 2013

السادات و كسينجر و التنازلات المجانية


اعلم ان شهادات  هيكل  بحق  السادات  مجروحة , و لكنه  التاريخ .  الرجل  يعتمد  على  بعض  الوثائق  و  بعض  الأحداث  التاريخية التى  تمت و لا  يمكن  انكارها  و فى النهاية النتائج بين أيدينا  و  امامنا  ..  فى البداية  يجب  ان نتذكر  عجز  الجيش  المصرى عن  مواجهة  الفوضى  فى  سيناء  فقد  كان  مقيد  مرتين  المرة الأولى  بإتفاقية  تحجم  وجوده   سيناء  بقوات  لا  تدفع  عنه أذى و لا  عن  نفسها  و المرة الثانية  بالغطاء  التى توفره الجمعة  للتنظيمات الجهادية فى  سيناء  لو  صح  هذا القول  ..  اما ما  يهمنا الأن  فهو  القيد  الأول  بموجب  اتفاقية السلام  ..  و التى يختلف  حولها الكثير  من الناس  .  عموما  فلنرى  ما يعرضه  هيكل  فى  كتابه  عواصف  الحرب  و  عواصف  السلام  و  هو الكتاب  الثانى  من  مجموعته المفاوضات السرية بين العرب  و اسرائيل  ...
مبديا فلنقفز فى منتصف سلسلة من المراسلات و المحادثات بدأت مع حرب أكتوبر و تحديدا فى يناير من عام 1974 .
يذهب كسينجر الى السادات فى اسوان و يوضح له ان العسكريين فى اسرائيل يضغطون على جولدا مائير بعنف و انه لا سبيل سوى حل وسط ، فإذا كان من حق السادات أن ان يطالب اسرائيل بإنسحاب كامل ، و إذا كانت اسرائيل تطالب بإنسحاب متبادل و هو ما لا يستطيع ان يقبله السادات ، فإن الحل هو ان تنسحب إسرائيل من الضفة الغربية للقناة فى مقابل ان تقوم مصر بعمل انسحاب متوازن فى حجم قواتها لا المواقع و بحسب تخفيف كثافة القوات المصرية سيكون مدى الإنسحاب الإسرائيلى ..
إنزعج السادات مما سمعه و لكن كسينجر ( عمل فيلم ) و أخذ يشرح كيف انه أجهد نفسه حتى يصل لهذا الحل الوسط .و لو  مش  عاجبك  و  مش  نافع  خلاص  بقى  ..  نوقف  عملية السلام  على  كده و ربنا يستر  لأن  الوضع  حرج  عليك  ...  بس  انت  مش  حاتسيب  مواقعك  انت  يا  دوب  حاتسحب  شوية  عساكر  منهم  و شوية  مدات و تحتفظ  بالمواقع  و لا  من شاف  و لا  من  درى و  محدش  حايقول لك  حاجة  .. بالعربى  كده  منظرك  حايفضل  كويس  قدام المصريين و العرب . و أصلا  أصلا  محدش  حايعرف  حاجة  ..  هو بس  الجيش  اللى  حايعرف  .. لو شايف  ان  الجيش  ممكن يرفض  و  انت مش  حاتقدر  تمشى  عليه  كلمتك  فدى  حاجة  تانية  بقى  و امرنا  لله  ..
طبعا السادات  لا يقبل  ان  يشكك  أحد  فى  قدرته  على  السيطرة  على  جيشه و رد  على كسينجر  .. انا  جيشى  لا يمكن  يكسر  لى  كلمة  أبدا .. (  طبعا  قبل  كده  كان السادات  رفض  خطة الشاذلى  بسحي  تكتيكى لبعض  القوات  لمواجهة الثغرة و قال  انا لا يمكن  أسحب عسكرى  من سيناء  دى معنويات الجيش  تبوظ )
المهم كسينجر  لقط الكلمة من  هنا و ناقش  شوي  تفاصيل و  طلع عقد  جاهز بالكلام  ده و كان سايب  مكان الأرقام فاضى .. ( صورة الإقتراح موجودة فى الكتاب )
المهم قرر السادات ان ما يبقى فى سيناء لن يزيد عن 8 كتائب و 30 دبابة و الا تزيد عدد القوات فى خطوط فض الإشتباك عن 7000 جندى  . و هكذا فى باقى الإتفاقية تم تحجيم كل القوات و الأسلحة بما يضمن الا تقوم القوات المصرية بأى هجوم على القوات الإسرائيلية .
عندما رأى الجمسى تلك الإتفاقية قال " إننا عبرنا الى هناك بقوة جيشين ، 150 الف رجل و 1200 دبابة و 2000 قطعة مدفعية و الأن هل يعقل الا أستبقى من تلك القوات إلا ... و أشار للورقة التى رآها لأول مرة من مساعد كسينجر ( يعنى الراجل اتصدم حتى السادات لم يعطه اى فكرة و هو رئيس الأركان ) و سالت دموعه .
وعد كسينجر السادات بأنه سيجد فى مقابل هذا التنازل ثمنا مناسبا و لكنه لم ينس أن يطلب منه بالمرة أن يسرع بحث الدول العربية على رفع حظر البترول .
فطلب منه السادات ان يذهب الى دمشق حتى علشان يطيب خاطر الأسد و خصوصا لما يعرف بنتيجة محادثات اسوان و علشان مايعملش دوشة و انه يساعده فى اعادة تعمير القناة علشان يلفت الإنتباه بعيدا عن سحب القوات . و  ذكر  السادات  كسينجر  بأن  اعادة  التعمير  هى  مطلب  اسرائيلى  ايضا  لأنه  يضمن  عدم  القيام  بشن  اى  حروب  فى المستقبل  من الجانب  المصرى  ...
السؤال  ..  فى مقابل  كل  تلك التنازلات  ..  ماذا  كان  المقابل  ؟  ما  هو الثمن ؟  ان  هم  كسينجر  كان  تحقيق  انتصارات  لأمريكا فى  محاولة  لإنقاذ  نيكسون بعد  فضيحة  وترجيت ..  و فشل  و  توقفت  عملية السلام تماما و  لم  تتحقق  اى  وعود من الجانب  الأمريكى و بدأ  السادات  من الصفر  مرة أخرى  مع  فورد الذى  اكمل  فترة  نيكسون و  بدأ  مرة اخرى  من الصفر مع  كارتر  و لم  يتحرك  الموقف  ولو  جزئيا  الا  بعد  قيامه بزيارة  اسرائيل فى  77  اى  بعد اكثر من 3  سنوات  من تلك التنازلات .. 
و للعلم  لم  تكن  تلك  التنازلات  هى اخر  المطاف فقد  سبقها  تنازلات  اخرى  و  لحقها  تنازلات  و لم  يكن المقابل  سوى  صفر .
المصدر  مجموعة المفاوضات السرية بين  العرب  و اسرائيل 
الكتاب  الثانى
عواصف  الحرب و  عواصف السلام
محمد  حسنين  هيكل 
دار  الشروق 
من ص 243

بحث هذه المدونة الإلكترونية