اعلم ان شهادات هيكل
بحق السادات مجروحة , و لكنه التاريخ .
الرجل يعتمد على
بعض الوثائق و
بعض الأحداث التاريخية التى تمت و لا
يمكن انكارها و فى النهاية النتائج بين أيدينا و
امامنا .. فى البداية
يجب ان نتذكر عجز
الجيش المصرى عن مواجهة
الفوضى فى سيناء
فقد كان مقيد
مرتين المرة الأولى بإتفاقية
تحجم وجوده سيناء
بقوات لا تدفع
عنه أذى و لا عن نفسها
و المرة الثانية بالغطاء التى توفره الجمعة للتنظيمات الجهادية فى سيناء
لو صح هذا القول
.. اما ما يهمنا الأن
فهو القيد الأول
بموجب اتفاقية السلام .. و
التى يختلف حولها الكثير من الناس
. عموما فلنرى
ما يعرضه هيكل فى
كتابه عواصف الحرب
و عواصف السلام
و هو الكتاب الثانى
من مجموعته المفاوضات السرية بين
العرب و اسرائيل ...
مبديا فلنقفز فى منتصف سلسلة من
المراسلات و المحادثات بدأت مع حرب أكتوبر و تحديدا فى يناير من عام 1974 .
يذهب كسينجر الى السادات فى اسوان و
يوضح له ان العسكريين فى اسرائيل يضغطون على جولدا مائير بعنف و انه لا سبيل سوى
حل وسط ، فإذا كان من حق السادات أن ان يطالب اسرائيل بإنسحاب كامل ، و إذا كانت
اسرائيل تطالب بإنسحاب متبادل و هو ما لا يستطيع ان يقبله السادات ، فإن الحل هو
ان تنسحب إسرائيل من الضفة الغربية للقناة فى مقابل ان تقوم مصر بعمل انسحاب
متوازن فى حجم قواتها لا المواقع و بحسب تخفيف كثافة القوات المصرية سيكون مدى
الإنسحاب الإسرائيلى ..
إنزعج السادات مما سمعه و لكن
كسينجر ( عمل فيلم ) و أخذ يشرح كيف انه أجهد نفسه حتى يصل لهذا الحل الوسط .و
لو مش
عاجبك و مش
نافع خلاص بقى
.. نوقف عملية السلام
على كده و ربنا يستر لأن
الوضع حرج عليك
... بس انت
مش حاتسيب مواقعك
انت يا دوب
حاتسحب شوية عساكر
منهم و شوية مدات و تحتفظ
بالمواقع و لا من شاف
و لا من درى و
محدش حايقول لك حاجة
.. بالعربى كده منظرك
حايفضل كويس قدام المصريين و العرب . و أصلا أصلا
محدش حايعرف حاجة
.. هو بس الجيش
اللى حايعرف .. لو شايف
ان الجيش ممكن يرفض
و انت مش حاتقدر
تمشى عليه كلمتك
فدى حاجة تانية
بقى و امرنا لله ..
طبعا السادات لا يقبل
ان يشكك أحد فى قدرته
على السيطرة على
جيشه و رد على كسينجر .. انا
جيشى لا يمكن يكسر
لى كلمة أبدا .. (
طبعا قبل كده
كان السادات رفض خطة الشاذلى
بسحي تكتيكى لبعض القوات
لمواجهة الثغرة و قال انا لا
يمكن أسحب عسكرى من سيناء
دى معنويات الجيش تبوظ )
المهم كسينجر لقط الكلمة من
هنا و ناقش شوي تفاصيل و
طلع عقد جاهز بالكلام ده و كان سايب
مكان الأرقام فاضى .. ( صورة الإقتراح موجودة فى الكتاب )
المهم قرر السادات ان ما يبقى فى
سيناء لن يزيد عن 8 كتائب و 30 دبابة و الا تزيد عدد القوات فى خطوط فض الإشتباك
عن 7000 جندى . و هكذا فى باقى الإتفاقية
تم تحجيم كل القوات و الأسلحة بما يضمن الا تقوم القوات المصرية بأى هجوم على
القوات الإسرائيلية .
عندما رأى الجمسى تلك الإتفاقية قال
" إننا عبرنا الى هناك بقوة جيشين ، 150 الف رجل و 1200 دبابة و 2000 قطعة
مدفعية و الأن هل يعقل الا أستبقى من تلك القوات إلا ... و أشار للورقة التى رآها
لأول مرة من مساعد كسينجر ( يعنى الراجل اتصدم حتى السادات لم يعطه اى فكرة و هو
رئيس الأركان ) و سالت دموعه .
وعد كسينجر السادات بأنه سيجد فى مقابل هذا التنازل ثمنا مناسبا و لكنه لم ينس أن يطلب منه بالمرة أن يسرع بحث الدول العربية على رفع حظر البترول .
وعد كسينجر السادات بأنه سيجد فى مقابل هذا التنازل ثمنا مناسبا و لكنه لم ينس أن يطلب منه بالمرة أن يسرع بحث الدول العربية على رفع حظر البترول .
فطلب منه السادات ان يذهب الى دمشق
حتى علشان يطيب خاطر الأسد و خصوصا لما يعرف بنتيجة محادثات اسوان و علشان مايعملش
دوشة و انه يساعده فى اعادة تعمير القناة علشان يلفت الإنتباه بعيدا عن سحب القوات
. و ذكر
السادات كسينجر بأن
اعادة التعمير هى
مطلب اسرائيلى ايضا
لأنه يضمن عدم
القيام بشن اى
حروب فى المستقبل من الجانب
المصرى ...
السؤال .. فى
مقابل كل
تلك التنازلات .. ماذا
كان المقابل ؟
ما هو الثمن ؟ ان
هم كسينجر كان
تحقيق انتصارات لأمريكا فى
محاولة لإنقاذ نيكسون بعد
فضيحة وترجيت .. و فشل
و توقفت عملية السلام تماما و لم
تتحقق اى وعود من الجانب الأمريكى و بدأ السادات
من الصفر مرة أخرى مع
فورد الذى اكمل فترة
نيكسون و بدأ مرة اخرى
من الصفر مع كارتر و لم
يتحرك الموقف ولو
جزئيا الا بعد
قيامه بزيارة اسرائيل فى 77
اى بعد اكثر من 3 سنوات
من تلك التنازلات ..
و للعلم لم
تكن تلك التنازلات
هى اخر المطاف فقد سبقها
تنازلات اخرى و
لحقها تنازلات و لم
يكن المقابل سوى صفر .
المصدر مجموعة المفاوضات السرية بين العرب
و اسرائيل
الكتاب الثانى
عواصف الحرب و
عواصف السلام
محمد حسنين
هيكل
دار الشروق
من ص 243
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق