الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

نهاية جريدة اللواء التى أسسها الزعيم مصطفى كامل

الخديو  عباس  حلمى الثانى
يروى  محمد  فريد  قصة  نهاية  جريدة اللواء  مرتين فى  مذكراته  .. المرة  الأولى  رواها بالتفصيل  فى  بداية  مذكراته  و  ذكر  الرواية  مرة  اخرى  بأختصار  مع  ذكر  وفاة  عمر سلطان  .. سأكتفى  هنا  بالرواية المختصرة  .
" وفاة عمر  سلطان
   قرأت فى  جرائد  مصر  خبر  وفاة  هذا الرجل  ، و هو فى  سن  الخامسة و  الثلاثين  على الأكثر  قضاها فى اللهو  و الملذات  و لعب  القمار  ،  حتى  خسر  جزءا  ليس  بقليل من  ثروته  الواسعة  التى  خلفها  والده  سلطان ،  أكبر  أعوان الخديو  إسماعيل  على السلب و النهب  . فقد  جمع  هذه  الثروة  من  طرق  غير  مشروعة ، فذهب  أعظمها  على  يد  هذا الغر  .
كان  هذا الشاب  من أصدقاء  مصطفى  كامل  و  اشترك  معنا فى  تأسيس  اللواء  الفرنسية  بمبلغ ألفى  جنيه  ، دفع النصف الول  و  ضمن  مصطفى فى  حساب  خصوصى  فى بنك رومة  ، و  لما مات  مصطفى  لعب  دورا  مضرا  معنا بخصوص  اللواء  ، إذ  اخذ  حصصا  من الشركة  التى أسسناها  لمشترى  نصف اللواء  بمقدار  ما كنا  ضامنين  مصطفى فيه  من المال  ، و  كانت حصتى  من ذلك  ثلاثة الاف  و  خمسماية  جنيه  ،  و  حصة  سلطان  إثنى  عشر ألف  و الباقى  لمحمد  شريف  و المجموع  عشرين  ألف  جنيه  . ثم  اما  حصلت لامشا


طلعت  حرب

كل المالية  بين  على  كامل  و  أخوته  بخصوص  النصف الأخر  (  إخوة  مصطفى  كامل  )  سار  عمر  سلطان  ضدنا بإيعاز  من الخديو  و  اتفق  مع  عثمان  صبرى  زوج  إحدى  أخوات  مصطفى  و ساعده  على  ذلك  طلعت  حرب  و  كيل أشغاله  خدمة  لحزب  الأمة  أى  الإنكليز، و  اتفقوا  جميعا  على  تعيين  يوسف المويلحى  من رجال البوليس  السرى حارسا  قضائيا ، فإستلم  إدارة اللواء  ، و  نحن  تركناها  و أسسنا العلم  و أعلنا أن اللواء  لم يكن  لسان  حال  الحزب  الوطنى  ، فإنقسم الحزب  بسبب  ذلك  و  ابتدا الخلاف  بين  أعضاء  اللجنة  الإدارية  كما  هو مشروح فى الجزء  الأول  من  هذه  المذكرات  .
و لقد  استمال  الخديو  عباس  عمر  سلطان  بان اعطاه  رتبة المتمايز  ثم رتبة  ميرمران  ( باشا )  ، و زاره  فى  داره  بالمنيا  فانشق  عنا  تماما  ،  و  كان قد  بدأت  معاكسته  من سنة 1908 حيث  كان  وعدنى  انا  و  الدكتور  صادق  رمضان  حين  كنا بباريس  بأن  يساعد بماله  على نشر اللواء  الفرنساوى  مهما  كلفه  و انه  كتب  بذلك  لطلعت  حرب  ،  و لكن  لما عدنا  وجدنا  من  طلعت  حرب  مماطلة  ، ثم  منه بعد  عودته  . و أخيرا أضطرتنا الحال  لإبطال  الجريدتين  الفرنسية  و الإنكليزية  . و  بعد  ذلك  صار عمر  سلطان  خديويا  محضا  ثم  انكليزيا  بعد  اعلان الحماية على  مصر  ، و  كانت  وفاته  فجاة  على  ما  جاء  بالجرائد  ، و لا يبعد  ان  يكون  انتحر  تخلصا من مضايقة الديون  و  الدائنين  ، فمصر  لم  تخسر  بموته  شيئا . 


ص327
 أوراق  محمد فريد
المجلد الأول
مذكراتى بعد الهجرة  ( 1904 - 1919 )  
 الهيئة المصرية العامة للكتاب  
 سلسلة  مركز وثائق و تاريخ مصر المعاصر     

هناك تعليقان (2):

ibrahem. MostafeAhmed ibrahem يقول...

سوائل كيف بتنشر المدونه علي جوجل

Ahmed Fawzi يقول...

يتم عمل المدونة من خلال جوحل بلوج و لو رغبت فى نشرها بشكل اكبر بمكنك عمل دعاية مدفوعة من خلال جوجل .

بحث هذه المدونة الإلكترونية