الجمعة، 12 ديسمبر 2014

عبد الناصر يقول ان الدكتاتورية و حكم الجيش خطر !!!!

اسهم  ابراهيم  طلعت فى  تحقيق  اجتماع  ضم  بعض  من الضباط  الأحرار  و منهم بالطبع  جمال عبد الناصر  ..  مع  فؤاد  سراج  الدين  الرجل ا لثانى فى حزب  الوفد فى  ذلك الوقت  كان  هذا الإجتماع  فى  20  أغسطس  1952  ..
دار  حوار  طويل  كان  حادا فى  بعض  اللحظات  بين الجانبين  ..  الوفد و الضباط الأحرار  ..  تم  عرض  قانون الإصلاح الزراعى  و  تحديد  ملكية الأراضى الزراعى  و  الذى ساهم فى  كتابته  ابراهيم  طلعت  و لم  يعترض  عليه  فؤاد  سراج الدين  على  عكس ما توقع الضباط  . و  دار الحوار  حتى  وصل الكلام الى  عبد الحكيم  عامر فقال :
"أحب  أقول لأخواننا المدنيين  ان احنا  جادين فى  تسليم البلد لأصحابها و ليس  لنا أى  مطمع فى الحكم ، فنحن  عسكريون  و  لا  نعرف  اسلوب  السياسة و ليست  لنا أى  خبرة تؤهلنا لتولى الحكم  ..  و قد  طلب ما  كثيرون أن  نتولى  الحكم  بواسطة  وكلاء  الوزارات و وافق  زملاؤنا فى مجلس القيادة و لكننا  كما قلت جادون فى اعادة  الحياة الدستورية و العودة  الى  ثكناتنا  للتفرغ  لإنهاء  الإحتلال البريطانى  بعد  خروج الملك  . "   

ثم يصل الحديث  لعبد الناصر  ..  فاسترسل  عارضا الجوانب  المختلفة من الموقف  و ضم  حديثه   الفقرات التالية  ..

" فمثلا  الحركة  دى لما  عملناها  ماكناش  واثقين  انها  حتنجح  و  كان  ممكن  انها  تفشل  و  ننضرب بالرصاص  و لكن  ربنا  اراد  انها  تنجح  ،  فلما  نجحت  مابقيناش  احنا  بس  المسئولين  عنها  .. لأن  كل ضابط فى الجيش  بيعتبر  نفسه  مسئول  و بيعتقد  ان له حق التدخل  فى  حكم  البلد  لأنه  بطريقة أو  بأخرى  ساهم فى  نجاحها  .  
و  من  هنا بيأتى الخطر  لأن الجيش  يبقى هو اللى عاوز  يحكم البلد و من الأن  فيه  ضباط  كتير  شبان بييجوا القيادة و يتخانقوا  معانا و يحاولوا  يفرضوا  رأيهم  علينا  و كل  واحد  له راى يخالف رأى التانى لأن  هذه  الأراء  تمثل  رأى الضباط  كل  واحد  حسب  أعتقاده  السياسى و البيئة  بتاعته  و بعضهم  وفديون  و  بعضهم  اخوان  مسلمون



 و بعضهم  مصر  الفتاة  و بعضهم  شيوعيون  و كل  فئة  عاوزة يكون الحكم  تبع  مبادئ  الحزب  او الهيئة  اللى  تتبعها  ، فيه ضباط  كتير  ايضا  لا  تنتمى لحزاب  أو  هيئات كثير  منهم  عاوزين الجيش  هو اللى  يحكم  لا  احزاب  و  لا  دستور  و  لا  برلمان  يعنى  دكتاتورية
 و  طبعا  احنا مش موافقين  على  كده .
ادى بالنسبة  للعسكريين  .ز بالنسبة  للمدنيين  المسألة أخطر  من  كده  .

و يسترسل عبد الناصر  فى شرح  كيف  ان الإخوان المسلمون  يشيعون  انهم من  قام بالحركة و ان  هذا  نتيجة  لتكتيك  خطير  يستغل  ارتباط الناس  بالدين سواء  الشعب  او  افراد الجيش  "  و فيه  ناس  كتير  فى  الجيش  متدينيين بالفطرة " و ان  هؤلاء  و  لم  يجدوا الإخوان  وقد  حكموا فمن الممكن  ان يقوموا بأنقلاب  .  و  خاصة  ان  نجاح  الإنقلاب  أشعر  العديد  من الضباط  ان  الموضوع  سهل  .
ثم  اكد  " و  طبعا  احنا  ناس  بنقول  الدين على  عينا و راسنا و لكن الحكم و  السياسة  مالهوش  دعوة  بالدين  ، يعنى بالعربى  دع  ما  لله  لله  و  ما لقيصر  لقيصر ..  "  و اكد   ان تلك التيارات  قد  تدخل البلاد فى  دوامة  من الإنقلابات العسكرية .و  ان  الإنجليز  يمكن  ان يستغلوا  هذا الموقف و  كذلك  على  ماهر  ( رئيس  الوزراء  فى  هذا الوقت  )  يهمه  ان يحكم بدون  دستور  و  هو يستغل ان  محمد  نجيب  رجل  طيب  و مجامل  و  مش  بتاع  سياسة .فمثلا  هو  معارض  لقانون  تحديد الملكية و اقنع  نجيب  بان يكون فى صفه   .و لذلك  قرروا  اقالة  على  ماهر  و  تكوين  وزارة  محايدة  تعمل انتخابات  و الشعب يختار الحكام بطريقة  ديموقراطية "  و  دى فى  رأيي  الطريقة الوحيدة للأستقرار  "
"  و  علشان  كده  احنا  املنا ان الوفد يتعاون  معانا  باعتباره  اكبر  تنظيم  جماهيرى  ديموقراطى  فى  المسلم  و المسيحى  و العامل  و  الفلاح و  الغنى و الفقير  يعنى فئات الشعب المختلفة  .  و  طبعا  احنا  علشان  نسلم الأمانة  للوفد  اذا  حصل على  الغلبية  فى الإنتخابات  و  ده  هو المنتظر  لازم  نكون  مطمئنين  الى  ان قيادته فوق  مستوى الشبهات  ..  صحيح ان  اكثر  زعماء  الوفد  مشهود  لهم بالنزاهة  و الوطنية  ، لكن برضه  فيه قلائل  انتم  تعرفوهم  واحد  أو  اتنين  أو  ثلاثة او  اكثر  الإشاعات  حواليهم  كتير  و انا طبعا  مش عاوز  أذكر  اسماء  لأنكم  تعرفوهم  اكثر منا  . و ده السر  فى  اننا بنقول  ان الأحزاب تطهر  نفسها  علشان الشعب  يطمئن  الى السياسيين اللى فى الحكم  .."  
ثم  فى  فقرة  اخرى  من الحوار يقول  ان  الملتفين  حول الضباط الأحرار الأن  مع الحكم  الديكتاتورى  و  ضد  رجوع الوفد  للحكم  و  خاصة  انهم  نجحوا (  خصوم الوفد )  فى  استصدار فتوى  من  مجلس  الدولة  تجيز  عدم  دعوة  اخر  برلمان للموافقة  على  اعضاء  مجلس  الوصاية  و  اقرار  عزل الملك "  بيشيعوا  اننا  مش عاوزين الوفد  يرجع  .  احنا مالناش  دعوة  بالحكاية  دى  لأن  اعلى  سلطة  فى القضاء  هى اللى قالت  كده  "  
"  احب كمان اؤكد  اننا  جميعا فى  مجلس  القيادة  بنحب النحاس  باشا  و بنعتبره  زعيم  كبير  و والد  للجميع  ..  كمان  احب اقول -  مش  لأن  فؤاد باشا موجود  -  ان  نزاهته  و وطنيته  فوق  كل شبهه  و  ان  له فضل  كبير  على  حركة الكفاح  ضد الإنجليز  بعد  الغاء  المعاهدة ( 1936  )  . "


صـ 68
مذكرات  ابراهيم  طلعت 
أيام الوفد الأخيرة 
مكتبة الأسرة  2003 

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية