الاثنين، 1 أكتوبر 2012

الشوارع العارية

لا  أعرف  شيئا  عن الكاتب  !!  كل  ما  أعرفه  انه إيطالى  بالتأكيد .. فأحداث الرواية  تدور  فى  إيطاليا  قبل  الحرب  العالمية الثانية  و  تنتهى  مع  صعود الفاشيين  .. الرواية تبدو  شديدة  البساطة  فنحن  بإزاء  مجموعة  من الأطفال المراهقين  يسكنون فى  أحد  المناطق الفقيرة  ..  نراهم و  هم  يعانون  من  طيش  الشباب  و  غروره  ببرائة شديدة،   ثم  كيف  تأخذهم  الحياة  فتفرق  بينهم أحيانا و  تجمعهم  أحيانا أخرى ، نراهم على  اعتاب  النضج  بعد  ان عانوا  بعض  من قساوة  الحياة  ..  كل  هذا ببساطة  و برقة  شديدة .  لن نجد من المفاجآت  سوى  ما  نراها فى  حياتنا ، و لتنتهى الرواية  ببساطة و هدوء  و  متعة  و  عبقرية  خفية  ..
 ملحوظة  ..  الترجمة  رائعة
إسم الرواية  الشوارع العارية
الكاتب  فاسكو  براتولينى
ترجمة  إدوار  خراط
الناشر  دار  إلياس

الأحد، 30 سبتمبر 2012

إحنا و persepolis

عندما شاهدت الفيلم  لأول  مرة  من  سنوات  إنبهرت  بمستوى الكرتون .. و بمستوى القصة و السرد  و  بأن المخرجة  (  هى  نفسها  مؤلفة الكتاب المرسوم الذى  تم إقتباس  الفيلم منه ) نجحت  فى  أن  تسرد  سيرتها  الذاتية  بهذا الشكل الكرتونى الجميل  ..
و بعد  هذا  كانت  هناك  قصة  إيران  فى الفيلم  ايران فى  عهد الشاه و المعتقلات و الثورة  و  كيف  كانت ثورة  شعبية و  كيف وصلت القوى الإسلامية  للحكم و قمعت  شركائها فى الثورة ،
 و  كيف  تغير  شكل الحياة فى  إيران  ..  عند عرض  الفيلم فى  فنون  جميلة  إبرى  بعض  الطلبة  للدفاع  عن المشروع الإسلامى  و إعتبر البعض  الفيلم  مناهضا  للإسلام  بشكل  ما  و رغم  ذلك كانوا  معجبين  بالفيلم  فالفيلم  حقيقة  ساحر  ..
مرت السنوات و صنعنا  ثورتنا  و وصل الإخوان للحكم  و شاهدت الفيلم  منذ  أيام  قليلة  و  تختلف  المشاهدة  ..
رأيت  فى  بطلة الفيلم  مرجان  ساترابى  التى  شهدت الثورة فى  طفولتها  كل  أطفالنا المصريين  الذين  كانوا يهتفون  بشعارات لم  يدركوا  أبعادها  و إندمجوا  فى  لعبة  سياسية  سيدركون فيما  بعد  ماذا  كانت  تعنيه
كذلك  رأيت  فى الفيلم  نسخة  تطابق  ما شاهدناه  فى  مراحل  كثيرة ..
فهل  سينتهى  حالنا  كما  انتهى الفيلم  ؟
هل  ستضطر  بناتنا و أبنائنا الى  الهجرة  من  مصر  كما  هاجرت  مرجان سترابى  ؟  



الاثنين، 18 يونيو 2012

قصة ثورية من الصين

كانت الحرب  الأهلة  محتدمة  بين  الشيوعيين و اليمينيين فى الصين  ..  و بطبيعة الحال  كانت المناطق  التى  تقع  تحت  سيطرة الشيوعيون  هى المناطق  الزراعية الأكثر  فقرا  ..  و كان الناس  يعيشون فى  ظروف  اقتصادية  صعبة  و  كذلك  تمويل الحرب  ..  كان  من البديهى  ان  يتم التفكير فى  التنمية الإقتصادية  و لكن  خرج  بعض  الثوريون  المخلصون بأصوات  محتجة بقوة  .. كيف  لنا  ان  نلتفت  إلى التنمية الإقتصادية و  نحن فى  غمار  حرب  ثورية  عنيفة  يجب أن  تحوذ  على كل اهتمامنا و ان  الإهتمام بالإقتصاد  هو  رفاهية فى  ظل  ظروف  الحرب  الثورية   .. كان رد ماو  كيف نتجاهل التنمية الإقتصادية و الناس  يعيشون فى  فقر  مدقع  و  حياتهم  صعبة  و الطعام غير  مستقر ا لأسعار و  المزارعين  يسقطون  تحت رحمة التجار و  إستغلالهم  فهم  يشترون  المحصول  و  يبيعونه  بسبعة  أمثال  ثمنه  فى المناطق الأخرى  .. و لو  إستمرينا  على  هذا الحال  فلن  نستطيع تمويل  حربنا الثورية  ....

الثلاثاء، 12 يونيو 2012

ثقافة النظام العشوائى .. تكفير العقل و عقل التكفير


كتاب  أخر  لا  يمكننى الإكتفاء  بإقتباس  جزء  منه  فهو  يتسم  بالتنوع  و الثراء
و برغم  تنوع مواضيعه  إلا  أنها  ترتبط بخيط واحد  يظهر فى  إسم  الكتاب  .
الكتاب  حقا  يليق  بمدونة  نبش  الخرابة  فهو  حقا  ينبش فى  خرابة  المجتمع  و  البلد  ليكتشف  أسباب  تحولها إلى  خرابة  .  و  برغم  أن الكتاب  مأخوذ  من  مقالات  منشورة بين عامى 1993 و 1994  إلا اننا سنجد  فى  تلك المقالات  أسبابا  للتخبط  و التوهان الذى  نعيشه  بعد  19  عاما  و بعد  ثورة مستمرة  و  لا  تزال  تعانى  من  نظام الخرابة  .
سيعرض الكاتب إلى كتب قيمة تناقش نشأة الدولة المصرية  الحديثة ثم يعرض  بنا  إلى أزمة الهوية التى  نصر  على  الإحتفاظ  بها  و  تطور  حركة المثقفين فى  مصر .سيبحث  فى مسألة الطوائف و  هل  المجتمع المصرى  ينقسم  طولا  بين عنصريه  المسلم  و  المسيحى ؟ ام  ينقسم  عرضا  بين  الطبقات المختلفة   ؟
و لنرى  تطور النظام العشوائى فى الدولة  .. 
و لنرى  الدول  التى عانت  من الإنقسامات العرقية  و  الحروب  الطائفية  و علاقتها بالنظام العالمى  و هل  ساند  تلك الإنقسامات  أم  وقف  ضدها  و  لماذا  ؟ 

و  ماذا  عن  علاقة  الدول  الحديثة  بالإسلام و توظيفه لمصالحها  فى  مصر  مع السادات  و  ليبيا  مع القذافى   ؟
و  هل شكل الإسلام السياسى  الذى  يرى  بعضنا أننا  نعانى  منه  و  الذى  يرى بعضنا الأخر  أنه  طوق النجاة -  هل  هو تطور  لممارسة العقيدة  مثلا  و  إختيار  نمط  إسلامى  حقا أم  ان  هذا  النمط  إنما  هو  نتيجة لنمط الحياة الإستهلاكية  ..  (  هل  من  رابط  ) دعونا إذن  نرى  شركات  توظيف الأموال  و  مرجعياتها الدينية  ..
دعونا  نرى  إرهاب  الدولة  و  إستغلالها للدين .
ثم  ماذا  عن التكفير  و الذى  كان  ظاهرة  قوية  فى الثمانينات  و  التسعينات  و ماذا  عن  تاريخ التكفير  و  عواقبه فى العالم  ؟
و لنرى  إغتيال الشيخ الذهبى  و  تكفير  فرج فودة و إغتياله  و  هل  كان  دفاع الشيخ الغزالى  عن قتلة  فرج فودة  مبررا  أم  أن  فى  تاريخ الشيخ الغزالى  ما يبرر  هذا القتل  ؟
و  ماذا  عن  عمرعبد الكافى و  أزمته الشهيرة  فى التسعينات  و التى ينكرها و ينكرها  مريديه الأن   ..  لنرى تفاصيلها  و  دفاع  فهمى  هويدى  عن الرجل  و  لماذا  دافع  عنه  ؟
و لنسأل  فى النهاية السؤال  الذى  لم  يطرحه الكاتب  ما علاقة  كل  هذا  بما  نعيشه بعد  الثورة و كل  ما  نعيشه  من  عشوائية  و  هل  من  سبيل  ؟

السبت، 17 مارس 2012

مصر . الحاضر و المستقبل

هذا الكتاب الصغير الرخيص يحمل داخله قيمة لا يمكن تثمينها . فى لحظة توقعت اننى قد أعرض إحدى فقراته على أساس انها الأهم بين مواضيع الكتاب و لكن صفحة بعد صفحة أجد كل مواضيعه أهم من بعضها البعض .
مؤلف الكتاب عالم النفس الشهير د. مصطفى سويف أحد أبرز علماء النفس المصريين و والد كل من الروائية هداف سويف و د. ليلى سويف و جد الناشط علاء عبد الفتاح أحد مناضلى الثورة المصرية .

تمت كتابة مقالات الكتاب فى فترة التسعينيات من القرن العشرين خيث تعرض الكاتب للمشاكل التى تعانى منها مصر و لكن بإسلوب شديد التفرد و شديد العمق . و تتجاوز رؤيته حقبة ما قبل الثورة إلى ما بعدها .. و أعتقد أننا بعد ان نتم ثورتنا و تستقر الأمور إلى قيادات مخلصة للبلاد فلابد أن يكون هذا الكتاب دليل نسترشد به فى مواجهة حالنا و الخلاص من مشاكلنا .
قد يبدو لنا أن المؤلف يطرح مواضيع طالما ناقشناها و أنه لم يعد هناك جديد لنراه و لكنه سيعطينا رؤية مختلفة لمشاكل الجامعات المصرية و التعليم و البحث العلمى و الإعلام و علاقته بالمجتمع .
سيطرح عناوين قد تكون جديدة على البعض فى تناولها على الأقل مثل علاج التشرذم الإجتماعى سيطرح لنا عواقب الإنسلاخ من الهوية الوطنية و كيف نفيق من حالة التوهان الحضارى .
سيطرح ألفاظ من قبيل الإفقار و الإرداء ( عكس الإجادة ) سيشرح لنا لماذا لم يعد هناك فخر بالمهنة ..
سيعيد شرح أهمية الثواب و العقاب فى العمل و أهمية الإبداع و لماذا أصبح المجتمع مضاد للإبداع .
كذلك سيتحدث عن القيادة و الرئاسة و كيف نراهم و كيف يجب ان تكون رؤية القائد و ما هى الأمية القيادية و كذلك أهمية التواصل الحضارى و تاريخه فى مجتمعاتنا .. و فى النهاية يعود لأهمية البخث العلمى و دوره فى حركة المجتمع للأمام
يطرح المؤلف كل تلك القضايا المتشعبة و يربطها ببعضها البعض و مع كل مشكلة يعطينا رؤى للحلول و مفاتيح لعلنا نستفيد بها

الاثنين، 30 يناير 2012

السادات وشاه ايران و حرب أكتوبر و شهادة كسينجر

اعتذر ان التعليقات هنا على مواضيع ليست ذات صلة مباشرة بما يحدث فى مصر ... و لكن عذرى ان المواضيع مرتبطة بما أقرأه و أستعجل كتابته فى المدونة قبل أن أنساه .. أو يؤجل ثم اتكاسل عن مشاركته .

فى الماضى و بعد ان بدأ السادات فى قطع علاقته مع العرب و الإتحاد السوفيتى عقب حرب 73 و مع بدأ جهوده من أجل السلام .. وطد السادات علاقته مع شاه إيران بشدة حتى إستضافه بعد الثورة الإيرانية و دفن بمصر و كان لهذا الفعل دور كبير فى إضعاف العلاقات المصرية الإيرانية .. برر السادات هذا التحيز للشاه بأنه رد للجميل و أن الشاه ساندنا فى الحرب حين تخلى عنا الجميع .. و كانت هناك كذبتان الأولى بخصوص تخلى الجميع عنا .. و الثانية بخصوص مساعدة الشاه لنا و ما ذكره السادات من ان الشاه حول لنا سفينة محملة بالبترول بعد ان إستنجد السادات به .. هناك رد على تلك الكذبة فى مجموعة من الكتب العربية و من ضمنها بالطبع كتب هيكل المختلفة و لكننى فضلت الإستعانة بمذكرات كسينجر فى هذا الشأن بإعتباره ( كسينجر صديقى ) كما كان يلقبه السادات .

يقول كسينجر فى مذكراته صـ 390 - 391

" و إقتربت أخيرا من شاه إيران الذى كانت بلاده بمثابة مرساة شرقية لسياستنا الشرق أوسطية . و تسليحنا لقواته كان يحول دون مطامع العراق بإتجاه الخليج "الفارسى " و يضع حدا لقوات هذا القطر المتطرف من إستخدامها فى حرب الشرق الأوسط ( يقصد حرب أكتوبر 73 ) ... "
و بعد بضعة سطور يقول : " بالإضافة لمساهماته فى حماية جميع الأنظمة القائمة على طول الخليج الفارسى من جميع الإنقلابات التى تتعرض لها .لأن ثبات أنظمة الحكم القائم فيها هو حيوى بالنسبة لنا "
" إن الكابوس الدائم الجاثم على الخليج الفارسى منذ سقوط الشاه يوضح بجلاء شجاعة المساهمة التى كان يقدمها لأمن العالم الحر ( القوى الإستعمارية الغربية ؟ ) و بدا البرهان واضحا خلال حرب تشرين الأول ( أكتوبر ) : لأن العراق لم يجرؤ على إرسال سوى فرقة واحدة إلى سورية "
" و كانت إيران البلد الوحيد الذى إستطاع رفض تحليق الطيران الروسى فوق أراضيه ( يقصد الجسر الجوى الذى يحمل الأسلحة لمصر و سوريا ) و هناك قلة من حلفائنا فى حلف شمال الأطلسى ما جرؤوا على مثل هذا العمل . و أسطولنا فى المحيط الهندى من كان يزوده بالوقود ؟ إنها إيران و على الرغم من ذلك فقد بقى الشاه على صلة وثقى بالسادات "

النصوص بهذا اللون بين قوسين تعليق من عندى عل النص الأصلى

المصدر مذكرات كسينجر فى البيت الأبيض
الجزء الرابع
ترجمة خليل فريحات
دار طلاس
"

الاثنين، 9 يناير 2012

السادات أم كسينجر ؟


بينما كنت أقرأ مذكرات كسينجر فوجئت بهذا التعليق الذى لم أتمكن من منع نفسى من مقارنته مع جملة السادات الشهيرة أن 99% من أوراق اللعبة بين أيدى أمريكا !!! هل كان السادات يدرك ما لم يدركه كسينجر ام أن العكس هو الصحيح ؟؟!!
يقول كسينجر فى تعليقه على الأحداث فى الفترة ما بين 1967 و حتى 1973 " و أصبح فى يد مصر مفتاح دبلوماسية الشرق الأوسط و كانت الضرورات الأساسية تعزز من موقفها. لأنها تغلبت بهيبتها و تقاليدها و نفوذها الأدبى و تضحياتها العديدة فى سلسلة من الحروب الإسرائيلية العربية . و هى أكثر عدد بين سكان الدول العربية ، و نقطة الإنطلاق الفكرى فى المنطقة و يشكل مدرسوها العمود الفقرى للتنظيم الثقافى فى العالم العربى . و تستقطب جامعاتها طلابا من المنطقة بكاملها . و ليس هناك أى بلد بإستثناء الصين تملك تنظيما سياسيا قديم الأيام مثل ما تملك ( مصر ) "
تنتهى فقرة كسينجر و لا أمنع نفسى من مقارنة حال مصر وقت الهزيمة مع حالها الأكثر تدهورا طوال الثلاثون عاما الماضية و حتى قيام الثورة و هو نفس الحال الذى يحاول بعض العسكر بمساعدة الأمريكان الحفاظ عليه .
و يبقى السؤال من كان يرى الصورة الصحيحة لتوازنات القوى فى المنطقة ؟ السادات أم كسينجر ؟


من ( مذكرات هنرى كسينجر فى البيت الأبيض )
الجزء الثالث
ترجمة خليل فريحات دار طلاس للدراسات و الترجمة و النشر ط 1985

بحث هذه المدونة الإلكترونية