يقول الجبرتى تعليقا على ما حدث و قبل أن يسرد وقائع التحقيق مع سليمان الحلبى .
" و قد كنت قد أعرضت عن ذكرها لطولها و ركاكة تركيبها لقصورهم فى اللغة ، ثم رأيت كثيرا من الناس تتشوق نفسه إلى الإطلاع عليها لتضمنها خبر الواقعة و كيفية الحكومة (يقصد المحكمة ) ، و لما فيها من الإعتبار و ضبط الاحكام من هؤلاء الطايفة الذين يحكمون ا لعقل و لا يتدينون بدين ، و كيف و قد تجارى على كبيرهم و يعسو بهم رجل آفاقى أهوج و غدره و قبضوا عليه و قرروه و لم يعجلوا بقتله و قتل من أخبر عنهم بمجرد الإقرار بعد ان عثروا عليه و وجدوا معه ألة القتل مضمخة بدم سارى عسكرهم و أميرهم ، بل رتبوا حكومة و محاكمة و أحضروا القاتل و كرروا عليه السؤال و الإستفهام مرة بالقول و مرة بالعقوبة ( التعذيب ) ، ثم أحضروا من أخبر عنهم و سألوهم على انفرادهم و مجتمعين ثم نفذوا الحكومة فيهم بما أقتضاه التحكيم ، و أطلقوا مصطفى أفندى الرصلى الخطاط حيث لم يلزمه حكم و لم يتوجه عليه قصاص كما يفهم جميع ذلك من فحوى المسطور بخلاف ما رأيناه بعد ذلك من أفعال أوباش العساكر الذين يدعون الإسلام ( يقصد المماليك ) و يزعمون أنهم مجاهدون و قتلهم الأنفس و تجاريهم على هدم البنية الإنسانية بمجرد شهواتهم الحيوانية ، مما سيتلى عليك بعضه بعد و صورة ترجمة الأوراق المذكورة .
المصدر
عجايب الآثار فى التراجم و الأخبار
عبد الرحمان الجبرتى
الجزء الرابع الغزوة الفرنسية
اعداد و تحقيق عبد العزيز جمال الدين
الناشر : مكتبة مدبولى
ص 463
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق