السبت، 27 ديسمبر 2014

موقف النحاس باشا من العنف السياسى

يروى  ابراهيم  طلعت  فى  مذكراته  كيف  ان قيادات  حركة  يوليو  استمروا فى  طريقهم  نحو الديكتاتورية  و قد  زين  لهم  (  حسب  قوله  )  ذلك  سليمان  حافظ  الذى  كان بمثابرة  رئيس الحكومة الفعلى  و  السنهورى  و  باقى المجموعة  التى  ذكرناها فى الرسالة السابقة .
أصدرت الحركة  قانون الإصلاح الزاعى  و  قانون  تنظيم الأحزاب  و الذى  كان  الهدف  منه  تفجير الأحزاب من  داخلها  و خاصة  حزب الوفد .
يروى  ابراهيم  طلعت  كيف  انه  أصبح  يعتقد  أن  عبد الناصر انما يتلاعب بهم  (  هو  و  ابو  الفتح )

" الراجل  ده  كان بيسرح  بينا  و يخدعنا  " و لكن  ابو الفتح  كان  يعتقد بخلاف  ذلك.
و صول الأمر  بأبراهيم  طلعت  ان  فكرفى  اغتيال  بعض  أعضاء  الوزارة المدنيين و تقابل  مع  مجوعة  من  زملاءه لتحقيق  ذلك  ..  الا  ان  احدهم أبلغ  عبد الفتاح  باشا الطويل  ، فاتصل  عبد الفتاح  باشا الطويل  بابراهيم  طلعت  ليبلغه بأن  رفعة الباشا يريد ان يراه..  فتوجه  ابراهيم  طلعت لمقابلة النحاس  باشا ..
"  ففوجئت بعبد الفتاح باشا الطويل  يشكونى الى  النحاس  باشا  و  اننى اعتزم  ممارسة  حركات  ارهابية  .. الخ .
و ثار النحاس  باشا رحمه الله  فى  وجهى  و  قال  انه  لا  يوافق  اطلاقا  على الإرهاب  و أن  هذه الأعمال  منافية  للديموقراطية  و  للأخلاق  فى  نفس الوقت  قائلا :
يا  اخى  سبحان الله  ..  هو  انت  ربنا  ؟  ..  ازاى  تبقى  خصم  و  حكم فى  نفس الوقت  .. افرض  ان  خصمك  ضدك فى الرأى  ..  ازاى  تسمح  لنفسك انك  تحاكمه ، و  تحكم  عليه  بالإعدام  من  غير  ما  تسمع  دفاعه ..  مش  يجوز  ان  خصمك  ده رأيه  هو  اللى  صح  و  انت اللى  غلط ..  لالا  يا  سى  ابراهيم  ..  انا  ماحبش  اسمع الكلام  ده  ابدا .. و بعدين  على اى  اساس  تثق فى الناس  ،  أهو  واحد  من اللى انت  واثق فيهم  راح قال لعبد الفتاح  باشا و  كتر  خيره  اللى عمل  كده ..  ممكن  واحد  تانى يروح يقول  للحكومة  يبقى العمل  ايه  ؟  .. يا ابنى  ده  جيش  ..  عارف  يعنى  ايه  جيش  ؟  الجيش  زى  قطر السكة الحديد  تقف قدامه  و  تقول له  يا  تدوسنى يا ادوسك  ..  طبعا حيدوسك  و  تموت  ..  يبقى  كسبنا  ايه يا  سى ابراهيم  .. اسمع  ..  انت تروح تتوضا  و  تصلى  ركعتين  لله  و  تستغفر  ربنا و  تقول  يا رب  ، ربنا  هو الكبير  و  كلنا نتركها لله  "

صــ  102
ايام الوفد الأخيرة
مذكرات  ابراهيم  طلعت
مكتبة الأسرة  2003    

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية