الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

عبد الناصر و الديموقراطية من مذكرات ابراهيم طلعت - 1

قصة غريبة فعلا  !!!  لولا  ان  كاتب المذكرات  هاجم  بحدة فى ذات المذكرات التوجه الديكتاتورى  ليوليو  52  و  سياسات عبد الناصر  اللاحقة  ضد الديموقراطية  لأعتبرت ان تلك القصة  كذبة  للدفاع عن عبد الناصر  !!  و لكن  صاحب المذكرات ابراهيم  طلعت  كان  من اشد المدافعين عن الديموقراطية  و  شخصية محترمة  جدا  كما  فهمت  مما روى عنه  !!

لن أنقل القصة  كنص  و لكن  سأذكرها بإختصار  ..
فى  ص 74  من مذكرات  أبراهيم  طلعت  يروى الأتى
ان  ابراهيم  طلعت  و  احمد  ابوالفتح  (  رئيس  تحرير و صاحب  جريدة المصرى الموالية للوفد  )  تواصلوا مع عبد الناصر  لما  كان لهم  من صداقة  سابقة  و لأنهم  أدركوا  انه  الرئيس الحقيقى لمجلس  قيادة الثورة  و  كان هدفهم  ان  يتمسك المجلس  بالديموقراطية   و  كان  ذلك فى  مواجهة فريق  اخر  يطالب  بدستور  جديد  يناسب الأوضاع الجديدة و  يطالب  بتعطيل الحياة النيابية لفترة  .. و  كان على  رأس  هذا التوجه   سليمان  حافظ و الدكتور السنهورى  و فتحى رضوان و  حسن الهضيبى  و كان  ذلك  يصادف  هوى فى  نفس  على  ماهر  رئيس الوزراء  .
و  كانوا  جميعهم  من أعداء  الوفد التقليديين حسب  كلام  ابراهيم  طلعت  ..  و  كان  من المتوقع  انه فى حال اجراء  اية انتخابات  فإن الوفد سيفوز  بها  ..
كان عبد الناصر  يحدث  ابراهيم  طلعت  و  احمد ابو الفتح  تلميحا  عن  خطر المجموعة السابقة على الديموقراطية  و  يطالبهم بكتابة  مقالات  تدافع عن الديموقراطية  بشدة و  أن يحذروا  من  خطر الدكتاتورية العسكرية .  و  كذلك استعان  عبد لاناصر  برئيس  تحرير المصور  أ.  حلمى سلام  ..
يقول  ابراهيم  طلعت  " لم نكن نظن أن   الخلاف  بين عبد الناصر  و  أكثر  زملائه كان  من الحدة و  الخشونة  بالدرجة التى  كنا نتصورها  .  و التى تبينا بعد  ذلك  بكثير انها  تفاقمت  لدرجة  كان  يمكن  أن  تؤدى  إلى القبض  عليه  و  إقصائه و لكن  استطعت ان  اتبين ذلك  من مشاهدة عابرة  ."

ثم يروى  انهم  فى تلك  الأيام الأولى  من الثورة  كانوا فى
"  و  طرقنا الباب .. و  بعد  قليل  فتح  هو الباب  و  كان  يرتدى البيجاما و يضع  حول  رقبته  فوطة .. و رحب  بنا  و  دعانا  للدخول  و  اعتذر  بأنه قد عاد لتوه من مجلس  القيادة  .
و بعد  ان  جلسنا  قال لنا بالحرف  الواحد  :
-  خضيتونى يا  جماعة  ..  تصدقوا  انا  كنت  فاكر  انهم  جايين  يقبضوا  على .. فظننت  انه  يمزح  ،و  أجبته  ضاحكا  :
- مين  ده اللى يقدر  يقبض  عليك  ؟  ..  و أجاب  : كل  شئ  جايز  ..  إخوانا  فاكرين  إن  أنا  دسيسة عليهم  و  انى  خدعتهم  و أن الإنقلاب  كان علشان الوفد  يرجع  و بيتهمونى  بأنى عميل للوفد  ..  اتبسطوا بقى يا  وفديين  !!
كان عبد الناصر  يتكلم  بمرارة  واضحة  ، و  علمت  منه  ان  خالج محيى الدين  لا  يحضر أكثر  اجتمعاتهم  فى  ذلك لاوقت  (  لأنه  قاعد فى اسكندرية  بيستحمه فى البحر  )  و يوسف  صديق  مش  عضو فى المجلس  و كان كلاهما من أنصار  عودة الحياة البرلمانية و بسرعة . "


ثم يروى لاحقا ان  حسن الشافعى مدير تحرير المصرى (  كان مع  ابراهيم  طلعت فى زيارتهم  لعبد الناصر  )  قد  ذكره بعد  نشر هذه الحلقة من المذكرات ان عبد الناصر  قد  فتح  لهم الباب  و  هو يمسك بيده  مسدسا فى  جرابه الجلدى  !!

أيام الوفد الأخيرة
مذكرات  ابراهيم  طلعت
مكتبة الأسرة  2003  

 جريدة المصرى و  كانوا بصدد  نشر  خبر  غير  مؤكد  ..  فتوجهوا  لعبد الناصر  فى منزله  للتأكد  من صحة الخبر  و  كان ذلك فى حوالى الرابعة  عصرا  ..

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية