السبت، 14 سبتمبر 2013

ضد عرابى ..

هناك  شخصيات  ما  ان  تقترب  من السلطة  او  من  تحقيق  هدف  ما  حتى  و  حين  تعجز  كل الظروف المحلية  عن  ازاحته  يستنفر الغرب قوته  ليزيحه  بنفسه  و ليهدم  مشروع كان يمكن  ان  يحقق  شيئا  ..
رأينا  هذا فى  حالات  كثيرة  أقربها  للأذهان  تجربة  محمد  على  و  عبد الناصر  ..
فى  مصر  شاعت  تعبيرات  هوجة  عرابى  ..  ثورة  عرابى على  الخديو  و  الجمل المأثورة  و لكن  هناك  أسطر  ربما  لا  تكون  خفية و لكنها  لا  تأخذ  صدارة الصورة ..
فلنرى  ما  جاء  ذكره فى  مذكرات  عرابى
 فى  فصل  ثالث
و  تحت  عنوان  " فى  ذكر  قدوم الأسطولين  "
يذكر  عرابى الأتى
" و  جاء  فى  جريدة التايمس  حينذاك  أن  ارسال  الدوارع  الى  مياه  مصر  لم  يقصد  به إلا تعزيز  الخديو و  تأييد  سلطته  فأول  شئ  يجب  إجراؤه هو  حمل  عرابى باشا على التنحى عن الإدارة  و السياسة  و قلب  الوزارة  و إذا  لم يكف  إرسال  الدوارع لبلوغ الغاية  ترتب  على  ذلك  إستخدام  القوة لإكراه  عرابى  باشا  و أعوانه على  تنفيذ ؤمطالب  الدولتين  و يتم  ذلك  بإرسال  بع  الجنود إلى  القطر  المصرى  و  مجانبة  لمس  إستقلال  مصر  و يجب  أن تكون  تلك الجنود  عثمانية  و إذا  تمرد  المصريون  عليها عدت  مصر  عاصية  على الدولة  فيترتب  إذ ذاك  على الدول  أن  تنظر  فى  هذا الأمر  و  هو  :  إلى  اى  حد يقضى  بقاء إستقلال  السلطنة العثمانية  على الدول  الأوربية  بعدم  التداخل  فى المسألة المصرية  بالنفوذ و القوة ."
و فى  حين  أن  الحجة  هى  تعزيز الخديو  و  ان يتم  ذلك  من  خلال  سيطرة الدولة العثمانية  على مصر  و  على ان  يقوم الجيش  العثمانى بفرض  سيطرته  إلا  اننا فى  الفقرة التالية  نجد  أن  عرابى  يذكر  الأتى  (  و  هو  من  كان  يعتقد  ان  السلطان العثمانى يسانده فى  كل  مواقفه  )
" و فى  خلال  ذلك  طلب الباب  العالى  من فرنسا  و  إنكلترا  أن  تستردا  أسطوليهما فأجابتنا  أنهما لا تسترجعانهما  إلا  بعد  ان  تعود إلى مصر  راحتها  و يستقر فيها  النظام  "
طبعا  كان  قد  تم  استخدام  حادثة الإسكندرية الشهيرة و  أحداث  الشغب  التى  حدثت  و  أمتدت  الى  بعض  المحافظات المجاورة  ..  تلك الحادثة  التى  كان يعتقد البعض  انها فى الغالب  كانت مدبرة  من الخديو  أو  من القوى  الإستعمارية  .
يتابع  عرابى قائلا

"  و فى  25  مايو  تقدمت  لائحة الدولتين  المشتركتين  بالبلاغ  الأخير  للوزارة المصرية  بطريقة  رسمية  و  مآلها  طلب  سقوط  الوزارة و  خروج  عرابى  باشا  من القطر المصرى  فتضمن  له الدولتان  حفظ  رتبته  و  مرتباته  و إقامة  عبد العال باشا حلمى  و  على  باشا  فهمى  فى الأرياف  بجهات  لا يخرجان  منها  و  تضمن  لهما الدولتان  رتبهما و  نياشينهما  و رواتبهما  و  تفكيك  صفوف  العسكر  فلا يبقى  منها الا  القدر  اللازم  لحفظ الحدود القبلية  .!!
اى  الهدف  تفكيك الجيش  المصرى  أيضا  !!
تقدمت  وزارة  البارودى بالإستقالة  احتجاجا  على التدخل الأجنبى  .. فقبل  الخديو  الإستقالة  و  أصدر  منشورا  ذكر فيه من ضمن  ما ذكر  " كما  انه  من حيث  أن المراكب الحربية  الأجنبية  التى  حضرت إلى الإسكندرية  لم يكن حضورها إلا  بوجه  سلمى فقط و لم يكن  هناك شئ  آخر خلاف  ذلك فليس  هناك  لزوم  لإرسال  أحد من  عساكر الإمدادية  الذين  صار  طلبهم أخيرا بمعرفة الجهادية بل أن  الموجود  منهم تحت  الحضور  من البلاد يتنبه بصرف النظر عن  حضوره و إعلان  المراكز و الأقسام بالتنبيه على مشايخ  و  عمد البلاد بهذا المضمون ... "
و لكن فى  إحتفال  أقامه  الخديوى يوم  27  مايو  سنة  1882  حضره المشايخ و رؤساء  الجهادية  كان  لأحد قادة الجيش  المصرى  رأى  أخر  ..  فأعلن  طلبة  باشا  عصمت  ان  تلك اللائحة  مرفوضة  و أن  الجيش  لن يقبل  بقائد  غير  عرابى فصادق على قوله  جميع المشايخ  كما  يذكر  عرابى  و  انسحب  طلبة  من  حفل الخديو  و  تبعه  جميع الحاضرين .
كما  هدد ضابطان  الايات الإسكندرية فى  تلغرافات بأنه  إن لم  يعد  عرابى فى  ظرف  12  ساعة فإنهم  غير  مسئولين  عما يحدث  مما  لا  يستحب  وقوعه  ..
 المصدر  مذكرات  أحمد  عرابى
كشف الاستار  عن سر الأسرار  فى النهضة المصرية  المشهورة بالثورة  العرابية
دراسة و  تحقيق عبد المنعم  إبراهيم الجميعى
الجزء الأول 
ص 487
اصدار  دار  الكتب  و الوثائق القومية

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية