هذا الكتاب الصغير الرخيص يحمل داخله قيمة لا يمكن تثمينها . فى لحظة توقعت اننى قد أعرض إحدى فقراته على أساس انها الأهم بين مواضيع الكتاب و لكن صفحة بعد صفحة أجد كل مواضيعه أهم من بعضها البعض .
مؤلف الكتاب عالم النفس الشهير د. مصطفى سويف أحد أبرز علماء النفس المصريين و والد كل من الروائية هداف سويف و د. ليلى سويف و جد الناشط علاء عبد الفتاح أحد مناضلى الثورة المصرية .
تمت كتابة مقالات الكتاب فى فترة التسعينيات من القرن العشرين خيث تعرض الكاتب للمشاكل التى تعانى منها مصر و لكن بإسلوب شديد التفرد و شديد العمق . و تتجاوز رؤيته حقبة ما قبل الثورة إلى ما بعدها .. و أعتقد أننا بعد ان نتم ثورتنا و تستقر الأمور إلى قيادات مخلصة للبلاد فلابد أن يكون هذا الكتاب دليل نسترشد به فى مواجهة حالنا و الخلاص من مشاكلنا .
قد يبدو لنا أن المؤلف يطرح مواضيع طالما ناقشناها و أنه لم يعد هناك جديد لنراه و لكنه سيعطينا رؤية مختلفة لمشاكل الجامعات المصرية و التعليم و البحث العلمى و الإعلام و علاقته بالمجتمع .
سيطرح عناوين قد تكون جديدة على البعض فى تناولها على الأقل مثل علاج التشرذم الإجتماعى سيطرح لنا عواقب الإنسلاخ من الهوية الوطنية و كيف نفيق من حالة التوهان الحضارى .
سيطرح ألفاظ من قبيل الإفقار و الإرداء ( عكس الإجادة ) سيشرح لنا لماذا لم يعد هناك فخر بالمهنة ..
سيعيد شرح أهمية الثواب و العقاب فى العمل و أهمية الإبداع و لماذا أصبح المجتمع مضاد للإبداع .
كذلك سيتحدث عن القيادة و الرئاسة و كيف نراهم و كيف يجب ان تكون رؤية القائد و ما هى الأمية القيادية و كذلك أهمية التواصل الحضارى و تاريخه فى مجتمعاتنا .. و فى النهاية يعود لأهمية البخث العلمى و دوره فى حركة المجتمع للأمام
يطرح المؤلف كل تلك القضايا المتشعبة و يربطها ببعضها البعض و مع كل مشكلة يعطينا رؤى للحلول و مفاتيح لعلنا نستفيد بها