لماذا لم يستعمل الزعماء العرب هذا الموقف لكى يضغطوا من اجل انسحاب اسرائيلى كامل ؟
طرح كسينجر هذا السؤال خلال حوار مع بعض زعماء اسرائيل و كانت إسرائيل تئن عقب الأسابيع الأولى من حرب أكتوبر برغم التقدم الذى حققته ، و كان كسينجر يحاول اقناعهم بأهمية محادثات فض الإشتباك .
قال كسينجر فى هذا الإجتماع " انه فى دهشة من تصرف الزعماء العرب ، لأنهم حتى الأن لا يستعملون كل قوتهم السياسية الناشئة عن الموقف الدولى الجديد و لا يدخلونها فى حسابهم و هم يتفاوضون .
يكمل كسينجر " الزعماء العرب كان فى وسعهم استعمال الموقف الدولى لتحقيق تسوية سلمية على شروطهم ، و كان أقصى ما يمكن أن يتعرضوا له هو مخاطرة تجدد القتال ، و هى مخاطرة كان العالم بأسره سيقف فيها معهم ضد إسرائيل.
ثم يطرح السؤال " لماذا لم يستعمل الزعماء العرب هذا الموقف لكى يضغطوا من اجل انسحاب اسرائيلى كامل ؟ "
و يرد هو على نفسه .. ان الزعماء العرب وقعوا ضحية ضعف انسانى .. و هى سيكولوجية الساسة الذين يريدون أن يروا أنفسهم ، و بأسرع ما يمكن ، يركبون عربات مكشوفة فى موكب نصر يخترق شوارع مدن عربية بينما الجماهير تحييهم . لقد كان أمام الزعماء العرب خياران .. الأول : ان يحاولوا الوصول الى اتفاق بمساعدة الولايات المتحدة و فى جو مريح ، و الثانى : هدفهم بمعونة السوفيت و البريطانيين و الفرنسيين و اليابانيين و فى جو من التوتر العالمى يرغم الولايات المتحدة على جر خطاها وراء الآخرين .
يشرح هيكل فى كتابه الحل و الحرب كيف ان اسرائيل برغم ان موقفها التفاوضى كان فى ا لحضيض سعت الى الإستفادة من تلك الرؤية و جرت العرب الى مجموعة من الإتفاقيات خففت بها الأعباء التى كانت تعانى منها بسبب الحرب ثم حسنت موقفها التفاوضى .
الحوار من كتاب " اسرار محادثات هنرى كسينجر أثناء دبلوماسية الخطوة خطوة فى الشرق الأوسط "
تأليف ماتى جولان
المصدر
كتاب الحل و الحرب
لمحمد حسنين هيكل
اصدار شركة المطبوعات للتوزيع و النشر
طرح كسينجر هذا السؤال خلال حوار مع بعض زعماء اسرائيل و كانت إسرائيل تئن عقب الأسابيع الأولى من حرب أكتوبر برغم التقدم الذى حققته ، و كان كسينجر يحاول اقناعهم بأهمية محادثات فض الإشتباك .
قال كسينجر فى هذا الإجتماع " انه فى دهشة من تصرف الزعماء العرب ، لأنهم حتى الأن لا يستعملون كل قوتهم السياسية الناشئة عن الموقف الدولى الجديد و لا يدخلونها فى حسابهم و هم يتفاوضون .
يكمل كسينجر " الزعماء العرب كان فى وسعهم استعمال الموقف الدولى لتحقيق تسوية سلمية على شروطهم ، و كان أقصى ما يمكن أن يتعرضوا له هو مخاطرة تجدد القتال ، و هى مخاطرة كان العالم بأسره سيقف فيها معهم ضد إسرائيل.
ثم يطرح السؤال " لماذا لم يستعمل الزعماء العرب هذا الموقف لكى يضغطوا من اجل انسحاب اسرائيلى كامل ؟ "
و يرد هو على نفسه .. ان الزعماء العرب وقعوا ضحية ضعف انسانى .. و هى سيكولوجية الساسة الذين يريدون أن يروا أنفسهم ، و بأسرع ما يمكن ، يركبون عربات مكشوفة فى موكب نصر يخترق شوارع مدن عربية بينما الجماهير تحييهم . لقد كان أمام الزعماء العرب خياران .. الأول : ان يحاولوا الوصول الى اتفاق بمساعدة الولايات المتحدة و فى جو مريح ، و الثانى : هدفهم بمعونة السوفيت و البريطانيين و الفرنسيين و اليابانيين و فى جو من التوتر العالمى يرغم الولايات المتحدة على جر خطاها وراء الآخرين .
يشرح هيكل فى كتابه الحل و الحرب كيف ان اسرائيل برغم ان موقفها التفاوضى كان فى ا لحضيض سعت الى الإستفادة من تلك الرؤية و جرت العرب الى مجموعة من الإتفاقيات خففت بها الأعباء التى كانت تعانى منها بسبب الحرب ثم حسنت موقفها التفاوضى .
الحوار من كتاب " اسرار محادثات هنرى كسينجر أثناء دبلوماسية الخطوة خطوة فى الشرق الأوسط "
تأليف ماتى جولان
المصدر
كتاب الحل و الحرب
لمحمد حسنين هيكل
اصدار شركة المطبوعات للتوزيع و النشر