عندما تم سن قانون الإصلاح الزراعى فى الخمسينيات من القرن ال 20 إعتبر البعض و خاصة من ملاك الأراضى ان ما تم انما هو سرقة لآراضيهم التى ورثوها ابا عن جد ، لم يكن يعنيهم حال الفلاح و لا اى نوع من أشكال العدالة الإجتماعية .. فى المقابل كان هناك سؤال ، كيف حصل كبار الملاك على كل تلك المساحات من الأراضى الزراعية الخصبة و خاصة ان بعضهم لم يكونوا أصلا من الفلاحين ؟
سنجد جانب من الإجابة فى مذكرات احمد عرابى
بعد تولى إسماعيل باشا ولاية مصر"
تم حشد العساكر و اجتمعت الالايات البيادة و السوارى و الطوبجية فى ميدان طرة بسفح جبل المقطم و قاموا بعمل بعض التمرينات الحربية فحصل للخديوى نشوة و سرور فدعى جميع الظباط العظام من رتبة بكباشى فما فوقها الى مأدبة فوق ظهر سفينته البخارية فلما أخذ كل واحد من المدعوين مجلسه وجد على المائدة عدة زجاجات مملؤة بأنواع من المشروبات الخمرية المحرمة فى ديننا و انواع من الكاسات المزخرفة المختلفة المقدار و تلك حالة لم يسبقى لنا رؤيتها لأنها غير المألوف و المعروف عندنا ، و لما تقدمت الأطعمة أكل المدعوون طعاما شهيا لذيذا ، و شرب من أراد الشرب منهم من تلك الخمور بتلك الكئوس ، و تعفف من كره ذلك . و بعد الفراغ من تناول الطعام أعلن الخديو سروره و شكره لضباط الجيش على ما أبدوه من النشاط و حسن الترتيب فى أثناء التمرينات الحربية و أمر لكل واحد من الباشوات بخمسمائة فدان و لكل واحد من الأمراء الالايات بمائتى فدان و لكل واحد من القائمقامات بمائة و خمسين فدان من زيادة المساحة التى توجد فى بلاد مديريتى الغربية و المنوفية . و خرجت الأوامر من المعية الخديوية الى المديريتين المذكورتين بتسليم الأراضى المذكورة الى أصحاب الرتب المذكورة و كان أسمى من ضمن المنعم عليهم بمائة و خمسين فدانا .. "
قد لا يبدو ان هناك مشكلة فى توزيع الأراضى فى حد ذاته .. و لكن كيف تم انتقاء الأراضى التى تم توزيعها ؟ هل كانت من أراضى الدولة اللتى لا مالك لها ؟
يستكمل عرابى قائلا " و عند الشروع فى استلام تلك الأطيان ظهر الظلم و تجسم بأكمل معانيه ، حيث كان يتوجه كل واحد من المندوبين من طرف المنعم عليهم بأمر من المديرية الى بلد يختارها من أحسن البلاد تربة . و يطلب تحديد المقدار المعين له قطعة واحدة فى اخصب حوض من الأراضى المملوكة لأربابها فيجاب الى طلبه و يحيلوا اولئك المساكين الضعفاء على الحيضان الأخرى التى توجد بها زيادة المساحة و قد لا توجد .. و فى هذه الحالة يخصص مقدار الأرض المأخوذة منهم على جميع الأفدنة الموجودة فى البلد فيخص الفدان الواحد قيراطين أو ثلاثة او اربعة قراريط فتؤخذ من الكل و تتجنب فى جهة , و تعطى لأولئك المساكين بدلا من أراضيهم التى كانوا يملكونها و قد تكون هذه الأراضى المفروزة لهم من أردئ أنواع الأرض و تلك أول مظلمة من المظالم الكثيرة فى عهد الخديوى إسماعيل باشا . و قد حمانى الله من الوقوع فى شرك هذه المأثم على غير ارادة منى و ذلك ان خسرو باشا أمير اللواء ... أخبر ناظر الجهادية المذكور بأنى قوى الرأى شرس الأخلاق لا أنقاد إلى اوامره و لا أحفل بأوامر ديوان الجهادية ... و طلب منه توقيف تسليمى الأطيان المنعم بها على لحين تحقيق ما افتراه على ..
 |
| الخديو إسماعيل فى مرحلة متأخرة من حياته |
 |
| أحمد عرابى فى المنفى |
المصدر
صـ 101 : 102
مذكرات الزعيم أحمد عرابى
كشف الستار عن الأسرار فى النهضة المصرية المشهورة بالثورة العرابية
دراسة و تحقيق
د. عبد المنعم أبراهيم الجميعى
دار الكتب و الوثائق القومية
ثم ثورة ثقافية تقلب البلد رأسا على عقب مرة أخرى كل هذا و انت تحاول ان تنجو بأسرتك و ان تبقى حيا
