الصورة الوحيدة التى عثرت عليها لمحمد عبيد من جروب بأسمه على الفاسبوك |
من تلك الشخصيات الأميرالاى محمد بك عبيد .
كان احمد عرابى و عبد العال حلمى و على بك فهمى قد تقدموا بعريضة الى رئيس النظار ( الوزراء ) مصطفى رياض باشا بتكليف من مجموعة ضخمة من الضباط المصريين بالجيش للشكوى من سوء معاملة الضباط المصريين و تفضيل الضباط الجراكسة عليهم ..و طالبوا بعزل ناظر ( وزير ) الجهادية و زيادة عدد افراد الجيش الى 18000 جندى .
بالطبع كانت العريضة شديدة الجرأة و الخطر .. و لنا ان نتخيل أن أساليب التخلص من المعارضين فى تلك المرحلة هو قتلهم خفية أو وضعهم فى صناديق حديدية و إغراقهم فى النيل و على أفضل الأحوال يمكن الإكتفاء بسجنهم ثم نفيهم ..
و من ثم انعقد فى غرة ربيع الأول سنة 1298 \ 31 يناير 1881م مجلس برئاسة الخديو بعابدين حضره جميع الباشوات المستخدمين و المتقاعدين من الترك و الجركس و قرروا اعتقال أحمد عرابى و رفيقيه و محاكمته فى مجلس عسكرى فوق العادة و مجازاتهم بعقاب صارم على ان يكون من أعضاء هذا المجلس .. رئيس الأركان أستون باشا ( أمريكى ) و ناظر المدرسة الحربية لارمى باشا ( فرنسى ) .
فأرسل ناظر الجهادية دعوة للثلاثة بالحضور الى ديوان الجهادية بقصر النيل فى صباح 2 ربيع اول 1298 \ أول فبراير 1881 .للأحتفال بزفاف شقيقته جميلة هانم .. و توقع احمد عرابى و رفيقيه و زملائهم ان هناك مؤامرة ضدهم.. و بالفعل ذهبوا فى الوقت المعين الى ديوان الجهادية فوجدوه " غاصا بجميع الجراكسة من رتبة الملازم فما فوقها الى رتبة الفريق من الباشوات و امراء العسكرية ، و رأينا شبانهم و بأيديهم الطبنجات و كلهم فى فرح و مرح . فانعقد المجلس المؤلف من الباشوات المذكوريين سابقا و تلى علينا الأمر الخديوى المؤذن بتوقيفنا و محاكمتنا ثم نزعت منا سيوفنا و ساقونا الى السجن فى قاعة بقصر النيل و كان مرورنا بين صفين من الضباط الجراكسة المسلحين بالطبنجات ثم جاء خسرو باشا كبير الجراكسة و وقف خارج باب سجننا و صار يهزأ بنا بقوله ( ايه زنبللى هارف لا ) يعنى فلاحين شغالين بالمقاطف ) احتقارا بالمصريين و حين قفل علينا باب الغرفة قال رفيقى على بك فهمى متأوها لا نجاة لنا من الموت و أولادنا صغار و تأثر تأثرا شديدا حتى كاد يرمى بنفسه فى النيل من نافذة السجن "
يذكر محقق مذكرات عرابى د. عبد المنعم الجميعى أن عرابى ذكر انه كانت هناك خطة لإغتياله هو و من معه عن طريق استحضار وابور الى قصر النيل قيل انه كان به ثلاث صناديق من صاج بها ثقوب بقصد وضعهم فيها و رميهم فى البحر حسب عادة الحكومة فى مدة الخديو اسماعيل .
ربما كان سرد تلك المقدمة الطويلة عن الأحداث ضروريا لكى نتخيل الأجواء التى تحرك فيها الأميرالاى محمد بك عبيد .
يروى عرابى فى الفصل الثالث من مذكراته ص 232 تحت عنوان
فى كيفية إخراجنا من السجن
انه قد تم تعيين ضباط أخرين بدلا من الثلاثة المقبوض عليهم .. "فلما علم ضابطان الاى الحرس المذكور ( حرس الخديوى و الذى كان يتولاه الاميرالاى على بك فهمى ) بما لحقنا من الاهانة و السجن و تعيين غيرنا بدلا منا، هاجوا و ماجوا و ثارت الحمية فى رؤوسهم و فى الحال أمر محمد افندى عبيد البكباشى بضرب نوبة طابور للعساكر فاعترضه خورشيد بك بسمى قائمقام الألاى المذكور و هدده بقطع رأسه و قال له انا امير الالاى فلم يلتفت اليه بل أمر بعض العساكر بوضعه فى محله محفظا عليه و كانت الجنود قد أصطفت تحت السلاح فأخذهم و قصد قصر النيل لانقاذنا من السجن فاعترضه راشد باشا حسنى الفريق فلم يجد ذلك نفعا و كان الخديوى مشرفا على العساكر من شرفة السلاملك فامر ( بروجى قره قول السراى ) بأن يضرب نوبة حضور الضباط عند الخديوى فلم يحضر أحد بل وقفت الأورطة الأولى حكمدارية البكباشى احمد افندى فرج فى ساحة عابدين و معها بيرق الألاى و كان وقوفها فى هيئة الطابور لأجل حفظ الخديوى مما عسى أن يطرأ من الأمور . و أستمرت الأورطتان الأخريان فى سيرهما إلى ان وصلا إلى قصر النيل . فاصدر البكباشى محمد عبيد امره الى حكمدار الورطة الثالثة على افندى عيسى البكباشى بأن يذهب بأورطة غلى الجهة الخلفية من قصر النيل و ذهب هو بأورطة الى الجهة الأمامية ثم عين فرقة من العساكر لاقتحام الديوان الذى أوصدت ابوابه و منافذه للبحث عنا و اخراجنا من السجن فوقع الرعب فى قلوب امراء الجهادية الموجودين بالديوان و اعضاء المجلس المعينين لمحاكمتنا من الأورباويين و الجركس و طلب كل منهم لنفسه النجاة و فى جملتهم عثمان باشا رفقى ناظر الجهادية . و هكذا كل الشكر و الفخر لبطل المقدام و الشجاع الهمام محمد أفندى عبيد الذى كان أنقاذنا من الهلاك على يديه و البطل المقدام على افندى عيسى البكباشى و الوطنى الغيور احمد افندى فرج البكباشى "
و يستمر عرابى فى ذكر أسماء كل من شارك فى انقاذهم من الضباط
كما ذكر البكباشى خضر افندى خضر الذى قام باعتقال خورشيد باشا طاهر و الأميرالاى خورشيد بك نعمان و احمد بك حمدى الياور الخديوى و تحرك بالألاى و توجه به من طرة الى قصر الني لإنقاذ عرابى و رفاقه .. و لكن محمد افندى عبيد كان أسبق الى انقاذ عرابى و رفاقه .
و يكاد يختفى ذكر محمد عبيد باشا على مدار ا لمذكرات الى ان يظهر مرة اخرى بعد بدء المعارك ضد الإنجليز للدفاع عن استقلال مصر . (و لنا مع تلك المعارك رسالة أخرى )
و يستمر عرابى فى ذكر أسماء كل من شارك فى انقاذهم من الضباط
كما ذكر البكباشى خضر افندى خضر الذى قام باعتقال خورشيد باشا طاهر و الأميرالاى خورشيد بك نعمان و احمد بك حمدى الياور الخديوى و تحرك بالألاى و توجه به من طرة الى قصر الني لإنقاذ عرابى و رفاقه .. و لكن محمد افندى عبيد كان أسبق الى انقاذ عرابى و رفاقه .
و يكاد يختفى ذكر محمد عبيد باشا على مدار ا لمذكرات الى ان يظهر مرة اخرى بعد بدء المعارك ضد الإنجليز للدفاع عن استقلال مصر . (و لنا مع تلك المعارك رسالة أخرى )