عند ذكر الحزب الوطنى الأن فأول ما يخطر للبال هو مبارك ، صفوت الشريف ، جمال مبارك ، أحمد عز !!!!
و لو رغبنا فى العودة الى الخلف كثيرا فسنفكر فى مصطفى كامل بإعتباره مؤسس الحزب الوطنى !
و لكن الحقيقة أن النشأة الأولى للحزب الوطنى كانت فى نهاية القرن التاسع عشر على يد أحمد عرابى و رفاقه .. و لكن من الغريب أن يسمى مصطفى كامل حزبه بالوطنى أيضا على ما يحمله من مشاعرالغضب تجاه عرابى .. و الذى يحمله وزر الإحتلال البريطانى لمصر !
ما علينا ..
فى الفصل الرابع من مذكرات أحمد عرابى و فى ص 223
و بعنوان
فى تذمر الأمة المصرية من التدخل الأجنبى
يقول عرابى "لما رأت الأمة المصرية صيرورة البلاد الى سيطرة الأوربيين و نفوذهم فى داخليتها و ماليتها و استئثارهم بخيراتها و منافعها تذمرت المة كبيرها و صغيرها من جراء ذلك التداخل و تألف حزب حنفى !! من العظماء و الكبراء و العلماء و النبهاء .. سموا أنفسهم بالحزب الوطنى و جعلوا مركزه فى مدينة حلوان و نشروا عدة منشورات فى الجرائد الفرنساوية اشاروا فيها على الحكومة بمراعاة منافع البلاد و اعلنوا بوجود الحزب الوطنى و بيان واجباته و اظهار حقوقه و ان الحكومة لم تقم برغائب الأمة ثم اعترض على الدين لممتاز و اختصاصه بالضمانة و طلب أولا ان تعاد الى الحكومة المصرية جميع الاملاك المسماة بالخديوية ."
و يستمر عرابى فى ذكر باقى المطالب و كانت كلها متعلقة بديون مصر و كيفية التعامل معها للحفاظ على حقوق مصر من النهب . حتى يقول
" و لما علمت الحكومة بوجود الحزب المذكور شددت على رؤساءه بالمراقبة و التهديد فاحتمى بعضهم بالدول الأجنبية كحافظ باشا و ولده محمد نشأت بك فانهما اخذا حماية دولة النمسا و شاهين باشا كنج فانه أخذ حماية من حكومة ايطاليا و خرج من مصر خوفا و هلعا و فرارا و جبنا فصدر امر الخديوى فى 14 يونية سنة 1880 بتجريد شاهين باشا من رتبه و القابه الرسمية بناء على تجنسه بالجنسية الإيطالية "
و يذكر عرابى نص الأمر .
يذكر محقق المذكرات د. عبد المنعم ابراهيم الجميعى فى الهامش . أن اعضاء الحزب قد نشروا اول بيان لهم فى 4 نوفمبر عام 1879 و طبعوا منه عشرين ألف نسخة و ان لهذا الحزب اثر كبير فى ظهور الثورة العرابية كما كانت لجمعية مصر الفتاة التى ظهرت فى الأسكندرية نفس الأثر .
و لكن للأسف لا يذكر عرابى فى مذكراته تفاصيل عن نشأة الحزب و لا كيف ظهرت الفكرة أو تفاصيل عن نشاطه و كيف سارت الأحداث به .. و لكن يرد ذكره فى المذكرات من حين لآخر .
و لكنه يذكر بيان الحزب فى ص 403
فنجد فيه ان الحزب حريص على العلاقات الودادية الحاصلة بين الحكومة المصرية و الباب العالى كما انه يعترف بحقوق الخلافة العثمانية على مصر و لكنه فى ذات الوقت يضع حدودا لها فيقول " كما يعتقد هذا الحزب انه يحافظ على امتيازاته الوطنية بكل ما فى وسعه و يقاوم من يحاول اخضاع مصر و جعلها ولاية عثمانية " ثم يؤكد على العلاقات الطيبة مع أوربا و خاصة انجلترا .. و التى يبدوا ان اصحاب الحزب استشعروا برغبتها فى الهيمنة .
ثم أكد الحزب على خضوعه للخديوى ثم يؤكد على رغبة اصحابه فى ان تسترد مصر ماليتها من ايدى الأوربيين حتى تكون مصر للمصريين .
ثم يؤكد الحزب فى البند الخامس على معنى شديد الأهمية يعكس وعى أصحابه بطبيعة مصر و شعبها .. فنرى ان المادة تقول
" 5- الحزب الوطنى حزب سياسى لا دينى فإنه مؤلف من رجال مختلفى الإعتقاد و المذهب و جميع النصارى و اليهود و من يحرث أرض مصر و يتكلم بلغتها منضم لهذا الحزب ، فإنه لا ينظر لاختلاف المعتقدات و يعلم أن الجميع إخوان و حقوقهم فى السياسية و الشرائع متساوية و هذا مسلم عند أخص مشايخ الزهر الذين يعضدون هذا الحزب و يعتقدون ان الشريعة المحمدية الحقة تنهى عن البغضاء و تعتبر الناس فى المعاملة سواء ،و المصريون لا يكرهون الأورباويين المقيمين بمصر من حيث كونهم أجانب أو نصارى ، و إذا عاشروهم على انهم مثلهم يخضعون لشرع البلاد و يدفعون الضرائب كانوا من أحب الناس إليهم . "
ثم ينتهى البيان بالتأكيد على ان الحزب يأمل فى اصلاح البلاد ماديا و أدبيا و لا يكون ذلك الا بحفظ الشرائع و القوانين و توسيع نطاق المعارف و إطلاق الحرية السياسية التى يعتبرونها حياة للأمة .
المصدر
مذكرات الزعيم أحمد عرابى
كشف الستار عن الأسرار فى النهضة المصرية المشهورة بالثورة العرابية
دراسة و تحقيق
د. عبد المنعم أبراهيم الجميعى
دار الكتب و الوثائق القومية
و لو رغبنا فى العودة الى الخلف كثيرا فسنفكر فى مصطفى كامل بإعتباره مؤسس الحزب الوطنى !
و لكن الحقيقة أن النشأة الأولى للحزب الوطنى كانت فى نهاية القرن التاسع عشر على يد أحمد عرابى و رفاقه .. و لكن من الغريب أن يسمى مصطفى كامل حزبه بالوطنى أيضا على ما يحمله من مشاعرالغضب تجاه عرابى .. و الذى يحمله وزر الإحتلال البريطانى لمصر !
ما علينا ..
فى الفصل الرابع من مذكرات أحمد عرابى و فى ص 223
و بعنوان
فى تذمر الأمة المصرية من التدخل الأجنبى
يقول عرابى "لما رأت الأمة المصرية صيرورة البلاد الى سيطرة الأوربيين و نفوذهم فى داخليتها و ماليتها و استئثارهم بخيراتها و منافعها تذمرت المة كبيرها و صغيرها من جراء ذلك التداخل و تألف حزب حنفى !! من العظماء و الكبراء و العلماء و النبهاء .. سموا أنفسهم بالحزب الوطنى و جعلوا مركزه فى مدينة حلوان و نشروا عدة منشورات فى الجرائد الفرنساوية اشاروا فيها على الحكومة بمراعاة منافع البلاد و اعلنوا بوجود الحزب الوطنى و بيان واجباته و اظهار حقوقه و ان الحكومة لم تقم برغائب الأمة ثم اعترض على الدين لممتاز و اختصاصه بالضمانة و طلب أولا ان تعاد الى الحكومة المصرية جميع الاملاك المسماة بالخديوية ."
و يستمر عرابى فى ذكر باقى المطالب و كانت كلها متعلقة بديون مصر و كيفية التعامل معها للحفاظ على حقوق مصر من النهب . حتى يقول
" و لما علمت الحكومة بوجود الحزب المذكور شددت على رؤساءه بالمراقبة و التهديد فاحتمى بعضهم بالدول الأجنبية كحافظ باشا و ولده محمد نشأت بك فانهما اخذا حماية دولة النمسا و شاهين باشا كنج فانه أخذ حماية من حكومة ايطاليا و خرج من مصر خوفا و هلعا و فرارا و جبنا فصدر امر الخديوى فى 14 يونية سنة 1880 بتجريد شاهين باشا من رتبه و القابه الرسمية بناء على تجنسه بالجنسية الإيطالية "
و يذكر عرابى نص الأمر .
يذكر محقق المذكرات د. عبد المنعم ابراهيم الجميعى فى الهامش . أن اعضاء الحزب قد نشروا اول بيان لهم فى 4 نوفمبر عام 1879 و طبعوا منه عشرين ألف نسخة و ان لهذا الحزب اثر كبير فى ظهور الثورة العرابية كما كانت لجمعية مصر الفتاة التى ظهرت فى الأسكندرية نفس الأثر .
و لكن للأسف لا يذكر عرابى فى مذكراته تفاصيل عن نشأة الحزب و لا كيف ظهرت الفكرة أو تفاصيل عن نشاطه و كيف سارت الأحداث به .. و لكن يرد ذكره فى المذكرات من حين لآخر .
و لكنه يذكر بيان الحزب فى ص 403
فنجد فيه ان الحزب حريص على العلاقات الودادية الحاصلة بين الحكومة المصرية و الباب العالى كما انه يعترف بحقوق الخلافة العثمانية على مصر و لكنه فى ذات الوقت يضع حدودا لها فيقول " كما يعتقد هذا الحزب انه يحافظ على امتيازاته الوطنية بكل ما فى وسعه و يقاوم من يحاول اخضاع مصر و جعلها ولاية عثمانية " ثم يؤكد على العلاقات الطيبة مع أوربا و خاصة انجلترا .. و التى يبدوا ان اصحاب الحزب استشعروا برغبتها فى الهيمنة .
ثم أكد الحزب على خضوعه للخديوى ثم يؤكد على رغبة اصحابه فى ان تسترد مصر ماليتها من ايدى الأوربيين حتى تكون مصر للمصريين .
ثم يؤكد الحزب فى البند الخامس على معنى شديد الأهمية يعكس وعى أصحابه بطبيعة مصر و شعبها .. فنرى ان المادة تقول
" 5- الحزب الوطنى حزب سياسى لا دينى فإنه مؤلف من رجال مختلفى الإعتقاد و المذهب و جميع النصارى و اليهود و من يحرث أرض مصر و يتكلم بلغتها منضم لهذا الحزب ، فإنه لا ينظر لاختلاف المعتقدات و يعلم أن الجميع إخوان و حقوقهم فى السياسية و الشرائع متساوية و هذا مسلم عند أخص مشايخ الزهر الذين يعضدون هذا الحزب و يعتقدون ان الشريعة المحمدية الحقة تنهى عن البغضاء و تعتبر الناس فى المعاملة سواء ،و المصريون لا يكرهون الأورباويين المقيمين بمصر من حيث كونهم أجانب أو نصارى ، و إذا عاشروهم على انهم مثلهم يخضعون لشرع البلاد و يدفعون الضرائب كانوا من أحب الناس إليهم . "
ثم ينتهى البيان بالتأكيد على ان الحزب يأمل فى اصلاح البلاد ماديا و أدبيا و لا يكون ذلك الا بحفظ الشرائع و القوانين و توسيع نطاق المعارف و إطلاق الحرية السياسية التى يعتبرونها حياة للأمة .
المصدر
مذكرات الزعيم أحمد عرابى
كشف الستار عن الأسرار فى النهضة المصرية المشهورة بالثورة العرابية
دراسة و تحقيق
د. عبد المنعم أبراهيم الجميعى
دار الكتب و الوثائق القومية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق