الجمعة، 19 يوليو 2013

نشأة الحزب الوطنى الأولى

عند ذكر الحزب  الوطنى الأن فأول ما يخطر للبال  هو  مبارك ، صفوت الشريف  ،  جمال  مبارك ،  أحمد  عز  !!!!
و لو  رغبنا فى العودة الى الخلف  كثيرا  فسنفكر  فى  مصطفى كامل  بإعتباره  مؤسس  الحزب الوطنى  !
و لكن الحقيقة أن النشأة الأولى  للحزب الوطنى  كانت  فى  نهاية القرن التاسع  عشر  على  يد  أحمد عرابى  و  رفاقه  .. و لكن  من الغريب  أن يسمى  مصطفى  كامل  حزبه بالوطنى أيضا  على  ما  يحمله  من  مشاعرالغضب  تجاه  عرابى .. و الذى  يحمله  وزر  الإحتلال البريطانى لمصر  !
ما علينا  ..
فى الفصل الرابع  من  مذكرات أحمد عرابى و فى  ص 223
و بعنوان
فى  تذمر  الأمة المصرية من التدخل الأجنبى
يقول  عرابى  "لما رأت الأمة المصرية  صيرورة  البلاد  الى  سيطرة الأوربيين  و  نفوذهم  فى  داخليتها  و  ماليتها و  استئثارهم بخيراتها  و  منافعها تذمرت المة  كبيرها و صغيرها من  جراء  ذلك  التداخل  و تألف  حزب  حنفى !!  من العظماء  و الكبراء و العلماء  و النبهاء .. سموا  أنفسهم بالحزب الوطنى و  جعلوا  مركزه فى  مدينة  حلوان و  نشروا  عدة  منشورات  فى الجرائد  الفرنساوية  اشاروا  فيها على الحكومة  بمراعاة منافع  البلاد و  اعلنوا بوجود  الحزب الوطنى و بيان  واجباته و  اظهار  حقوقه و  ان الحكومة لم  تقم  برغائب الأمة  ثم  اعترض  على الدين  لممتاز و  اختصاصه بالضمانة و  طلب  أولا  ان  تعاد الى الحكومة المصرية  جميع  الاملاك  المسماة  بالخديوية ."
و يستمر  عرابى  فى  ذكر  باقى المطالب  و  كانت  كلها  متعلقة  بديون  مصر  و  كيفية  التعامل  معها  للحفاظ  على حقوق  مصر  من النهب  . حتى  يقول
" و لما  علمت الحكومة  بوجود الحزب المذكور  شددت  على  رؤساءه  بالمراقبة و التهديد  فاحتمى  بعضهم  بالدول الأجنبية  كحافظ باشا  و  ولده  محمد  نشأت  بك  فانهما اخذا  حماية  دولة النمسا  و  شاهين  باشا  كنج  فانه  أخذ  حماية  من  حكومة  ايطاليا  و  خرج  من  مصر  خوفا  و  هلعا  و فرارا  و  جبنا  فصدر  امر  الخديوى  فى  14  يونية  سنة  1880  بتجريد  شاهين  باشا  من رتبه  و  القابه الرسمية  بناء  على  تجنسه  بالجنسية الإيطالية "
و يذكر  عرابى  نص  الأمر .

يذكر  محقق  المذكرات  د. عبد المنعم ابراهيم  الجميعى  فى الهامش  .  أن  اعضاء الحزب  قد  نشروا  اول بيان  لهم  فى  4  نوفمبر  عام  1879 و  طبعوا  منه  عشرين  ألف  نسخة و ان  لهذا الحزب  اثر  كبير  فى  ظهور الثورة العرابية  كما  كانت  لجمعية  مصر الفتاة  التى  ظهرت فى الأسكندرية  نفس  الأثر .
و لكن  للأسف  لا  يذكر عرابى فى  مذكراته  تفاصيل  عن  نشأة الحزب  و  لا  كيف  ظهرت الفكرة أو  تفاصيل عن  نشاطه  و  كيف  سارت الأحداث  به  .. و لكن  يرد  ذكره فى المذكرات  من  حين لآخر  .
و لكنه  يذكر  بيان الحزب  فى  ص  403
فنجد فيه  ان  الحزب  حريص  على العلاقات الودادية  الحاصلة بين الحكومة المصرية  و  الباب  العالى  كما  انه  يعترف  بحقوق  الخلافة العثمانية  على  مصر  و لكنه فى  ذات الوقت  يضع  حدودا لها  فيقول  " كما يعتقد هذا الحزب  انه  يحافظ  على امتيازاته  الوطنية  بكل  ما فى  وسعه  و يقاوم  من  يحاول  اخضاع  مصر  و  جعلها  ولاية  عثمانية  " ثم  يؤكد على العلاقات الطيبة  مع أوربا  و  خاصة انجلترا  .. و التى يبدوا  ان  اصحاب الحزب استشعروا  برغبتها فى الهيمنة  .
ثم  أكد الحزب على  خضوعه  للخديوى  ثم  يؤكد  على  رغبة اصحابه فى  ان  تسترد  مصر  ماليتها  من ايدى الأوربيين  حتى  تكون  مصر  للمصريين .
ثم  يؤكد  الحزب  فى البند  الخامس  على  معنى  شديد الأهمية  يعكس  وعى  أصحابه بطبيعة  مصر  و  شعبها  .. فنرى  ان المادة  تقول
" 5- الحزب الوطنى  حزب  سياسى  لا  دينى  فإنه  مؤلف  من رجال  مختلفى  الإعتقاد  و المذهب  و  جميع النصارى  و اليهود  و  من  يحرث  أرض  مصر  و يتكلم  بلغتها  منضم  لهذا الحزب  ، فإنه  لا  ينظر  لاختلاف  المعتقدات و  يعلم  أن الجميع  إخوان  و  حقوقهم فى السياسية  و الشرائع  متساوية  و  هذا  مسلم  عند أخص  مشايخ الزهر  الذين  يعضدون هذا الحزب  و يعتقدون ان الشريعة المحمدية  الحقة  تنهى عن البغضاء  و  تعتبر  الناس  فى المعاملة  سواء  ،و المصريون  لا يكرهون الأورباويين  المقيمين بمصر  من  حيث  كونهم  أجانب  أو  نصارى  ، و إذا  عاشروهم  على  انهم مثلهم  يخضعون  لشرع البلاد  و يدفعون الضرائب  كانوا  من أحب الناس  إليهم  . "
ثم ينتهى البيان  بالتأكيد  على  ان الحزب  يأمل فى  اصلاح البلاد  ماديا  و  أدبيا  و  لا يكون  ذلك  الا  بحفظ الشرائع  و القوانين  و  توسيع  نطاق المعارف  و  إطلاق   الحرية السياسية  التى  يعتبرونها  حياة  للأمة  .



المصدر 
مذكرات الزعيم  أحمد  عرابى
كشف الستار عن الأسرار  فى النهضة  المصرية  المشهورة بالثورة العرابية  
دراسة و  تحقيق  
د.  عبد المنعم  أبراهيم الجميعى  
دار  الكتب  و  الوثائق القومية   

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية