نعلم ان الإحتلال البريطانى لمصر تم عام 1882 .. و نعلم انه بسبب ديون الخديو اسماعيل كانت مصر تعانى من التدخل الأجنبى و لكن الى اى حد كان هذا التدخل ؟
و السؤال الأهم الأن لمن يعتقدون فى اهمية الخلافة العثمانية .. ماذا كان جور الخلافة العثمانية فى اى من المشاكل التى تعرضت لها مصر سواء مشاكل أقتصادية حرصت خلالها الخلافة على ان تحصل على جزيتها غير عابئة بأى أعباء تتعرض لها مصر و بدون تقديم اية خدمات للدولة المصرية .. او خلال احتلالين الفرنسى و الإنجليزى والتى لم تبذل الخلافة العثمانية أى جهد لحماية مصر الخاضعة لها من الوقوع فى اسرهم .
هذا جزء من حوار تم بين جريدة التايمز البريطانية و الخديو توفيق عام 1879
" قال المكاتب - تشرفت بمقابلة الجناب الخديو فذكرته فى أحوال مصر الحاضرة .
فقال لى أولا ، انه لا يبرح مقيد اليد عن العمل حتى يرد الفرمان( فرمان الخليفة العثمانى بإسناد الخديوية إليه ) ثم قال أما الوزارة الحالية ( وزارة شريف باشا ) فليست بردسيئة . بل هى مؤلفة من أحسن من لدى من الرجال ، الا انه يقال لى انه لابد من فصل شريف باشا . و هو أمر يسير قول و لكن أين أجد وزارة جديدة ؟
قال المكاتب فذكرت له أسم نوبار باشا فأجاب كلا . فإنى و إن اسفت على ما كتبت اليه بالتلغراف ( كان قد كتب اليه ليأمره بالبقاء فى أوربا إلى حين صدور أوامر أخرى ) و إن ابطلت تلك الكتابة إلا انى لا ارى من الملائم أن يعود حالا بل أرى ( مراعاة لمجرد الملائمة السياسية ) أن يبقى الأن بعيدا . و أما رياض باشا فهو صديقى . بل صديقى العزيز و قد إشتغلت معه مدة طويلة فلا مانع من رجوعه متى شاء و لكنه الان غائب فمن ترى غيرهما صالحا للرئاسة ؟ . و لا ينبغى ان ننسى ان شريف و نوبار يتناقلانها منذ أعوام و ان الفتيان من رجالنا ليس لهم اختبار و ان الإختبار ضرورى . فلو امكن الصبر عشرة أعوام اما كان الأمر كذلك فإن فينا كثيرا من الفتيان ذوى الأهلية و لكن لابد لهم من الإختبار . و اما الوزراء الأوربيون فلا يصح الرجوع إلى مسألتهم ، فان فى إعادتهم خطأ جسيما. و لقد اشتغلت مدة مع وزارة ويلسون و دى بلينبار و كان لى معهما علائق ودادية وقد علما انى لم أخدعهما بل سلكت مسلك الأمانة على انهما لا ينكران انى انذرتهما أول الأمر ان المسلك الذى يرومان سلوكه يؤدى الى الخطأ و إن ذلك الخطأ ، لا يكون الأخير فكان ذلك أمرا مفعولا . و بناء عليه فلا فائدة فى الوزارة الأوربية و لكن فلتثق بى الدول قليلا و تمهلنى مدة ما . فإذا لم أنجح و اذا لم تصلح الأحوال بعد بضعة أعوام و لك يكن الفلاح راضيا و البلاد ناجحة فلترسل الوزراء أو ما شاءت من مثل ذلك أما الأن فنحن فى مقام الامتحان فلا يحسن بأوربا أن تمسك على و على مصر طرق النجاح ...
المصدر
مذكرات الزعيم أحمد عرابى
كشف الستار عن الأسرار فى النهضة المصرية المشهورة بالثورة العرابية
دراسة و تحقيق
د. عبد المنعم أبراهيم الجميعى
دار الكتب و الوثائق القومية
و السؤال الأهم الأن لمن يعتقدون فى اهمية الخلافة العثمانية .. ماذا كان جور الخلافة العثمانية فى اى من المشاكل التى تعرضت لها مصر سواء مشاكل أقتصادية حرصت خلالها الخلافة على ان تحصل على جزيتها غير عابئة بأى أعباء تتعرض لها مصر و بدون تقديم اية خدمات للدولة المصرية .. او خلال احتلالين الفرنسى و الإنجليزى والتى لم تبذل الخلافة العثمانية أى جهد لحماية مصر الخاضعة لها من الوقوع فى اسرهم .
هذا جزء من حوار تم بين جريدة التايمز البريطانية و الخديو توفيق عام 1879
" قال المكاتب - تشرفت بمقابلة الجناب الخديو فذكرته فى أحوال مصر الحاضرة .
فقال لى أولا ، انه لا يبرح مقيد اليد عن العمل حتى يرد الفرمان( فرمان الخليفة العثمانى بإسناد الخديوية إليه ) ثم قال أما الوزارة الحالية ( وزارة شريف باشا ) فليست بردسيئة . بل هى مؤلفة من أحسن من لدى من الرجال ، الا انه يقال لى انه لابد من فصل شريف باشا . و هو أمر يسير قول و لكن أين أجد وزارة جديدة ؟
قال المكاتب فذكرت له أسم نوبار باشا فأجاب كلا . فإنى و إن اسفت على ما كتبت اليه بالتلغراف ( كان قد كتب اليه ليأمره بالبقاء فى أوربا إلى حين صدور أوامر أخرى ) و إن ابطلت تلك الكتابة إلا انى لا ارى من الملائم أن يعود حالا بل أرى ( مراعاة لمجرد الملائمة السياسية ) أن يبقى الأن بعيدا . و أما رياض باشا فهو صديقى . بل صديقى العزيز و قد إشتغلت معه مدة طويلة فلا مانع من رجوعه متى شاء و لكنه الان غائب فمن ترى غيرهما صالحا للرئاسة ؟ . و لا ينبغى ان ننسى ان شريف و نوبار يتناقلانها منذ أعوام و ان الفتيان من رجالنا ليس لهم اختبار و ان الإختبار ضرورى . فلو امكن الصبر عشرة أعوام اما كان الأمر كذلك فإن فينا كثيرا من الفتيان ذوى الأهلية و لكن لابد لهم من الإختبار . و اما الوزراء الأوربيون فلا يصح الرجوع إلى مسألتهم ، فان فى إعادتهم خطأ جسيما. و لقد اشتغلت مدة مع وزارة ويلسون و دى بلينبار و كان لى معهما علائق ودادية وقد علما انى لم أخدعهما بل سلكت مسلك الأمانة على انهما لا ينكران انى انذرتهما أول الأمر ان المسلك الذى يرومان سلوكه يؤدى الى الخطأ و إن ذلك الخطأ ، لا يكون الأخير فكان ذلك أمرا مفعولا . و بناء عليه فلا فائدة فى الوزارة الأوربية و لكن فلتثق بى الدول قليلا و تمهلنى مدة ما . فإذا لم أنجح و اذا لم تصلح الأحوال بعد بضعة أعوام و لك يكن الفلاح راضيا و البلاد ناجحة فلترسل الوزراء أو ما شاءت من مثل ذلك أما الأن فنحن فى مقام الامتحان فلا يحسن بأوربا أن تمسك على و على مصر طرق النجاح ...
المصدر
مذكرات الزعيم أحمد عرابى
كشف الستار عن الأسرار فى النهضة المصرية المشهورة بالثورة العرابية
دراسة و تحقيق
د. عبد المنعم أبراهيم الجميعى
دار الكتب و الوثائق القومية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق