كان قد تم فرض حظر غير معلن على النحاس باشا .. و لم نرى ما يعكس ان النحاس باشا سعى لمقاومة السلطة الحاكمة الجديدة بعد 52 ، حتى كانت ذكرى سعد زغلول عام 1953 ..
كانت جميع الهيئات و الحزاب تحتفل بذكرى سعد زغلول فى الأعوام السابقة حيث يتوجهون لضريح سعد لقراءة الفاتحة و تجديد العهد على التمسك بمبادئه و السير فى طريقه . و كان الشعب المصرى ينتظر خطاب النحاس باشا دائما
اما هذا العام 1953 فكان الشأن مختلف .. حيث احتفلت الأمة بأعلان الجمهورية فى 23 يونيو من نفس العام
كانت جميع الهيئات و الحزاب تحتفل بذكرى سعد زغلول فى الأعوام السابقة حيث يتوجهون لضريح سعد لقراءة الفاتحة و تجديد العهد على التمسك بمبادئه و السير فى طريقه . و كان الشعب المصرى ينتظر خطاب النحاس باشا دائما
اما هذا العام 1953 فكان الشأن مختلف .. حيث احتفلت الأمة بأعلان الجمهورية فى 23 يونيو من نفس العام
" و كان النحاس باشا يقيم فى فندق سان ستيفانو فى هذه الأيام .. و رفضت الحكومة التصريح بإقامة أى احتفال بذكرى سعد و ذلك لكى تحول بين النحاس و بين اتصاله بالجماهير .. و حتى لا يلقى خطابا يتناول فيه الوضاع السياسية الحاضرة .
و لكن النحاس سافر الى القاهرة قبل الذكرى بيوم واحد . و فى صباح يوم الذكرى فوجئ الناس بالزعيم العجوز الذى تجاوز السبعين يترجل من سيارته أمام ضريح سعد و يدخل الضريح الذى أحيط بسياج كثيف من رجال بلوكات النظام و فى يدهم الهراوات الغليظة و على رؤوسهم الخوذات الحديدية و لم يستطع أحد أن يحول بين الرجل و بين الدخول .. دخل الرجل الضريح و هو يقول السلام عليك يا سعد و رحمة الله و بركاته .
و قرأ الفاتحة فى خشوع
و كانت الجماهير التى علمت بوجود مصطفى النحاس فى ضريح سعد قد اكتظت حول الضريح ، تهتف بحياة النحاس خليفة سعد و استبد بها الحماس .
و لم تستطع قوات الأمن أن تحول بين الجماهير و بين اقتحامها الضريح لتحية النحاس و الهتاف بحياته و تقبيل يده .
و هنا رفع النحاس يده الى الجماهير يطالبها بالصمت و طلب منها قراءة الفاتحة على روح سعد .
و عم الضريح الصمت .. اللهم الا تمتمة خافتة من الذين يقرأون الفاتحة فى خشوع .
و اخرج مصطفى النحاس من جيبه أوراقا قرأ منها كلاما يخاطب به الجماهير ..
كانت هذه الاوراق بها الخطاب الذى اعده النحاس لإلقائه على الناس كعادته فى ذكرى سعد .. القاه فى الضريح بعد أن حالت الحكومة بينه و بين الناس فى اجتماع عام .. كان الخطاب خطيرا للغاية ..
لقد هاجم النحاس - لأول مرة - الثورة ، و الأساليب التى اتبعتها فى القضاء على الحرية الدستورية و الحياة النيابية ، كما هاجم اعتقال الحكومة للناس و طالب بالأفراج فورا عن المعتقلين .
و هاجم أيضا سياسة الحكومة و رجوعها الى مبدأ مفاوضة الإنجليز بعد أن لفظت البلاد هذا الأسلوب . كما ندد بموافقة السلطة الحاكمة على ما عرضه الإنجليز من منح السودانيين الحكم الذاتى تمهيدا للإستفتاء على مبدأ تقرير المصير .
قال النحاس .. إن امانى مصر القومية قد أهدرت تماما على يد الحكام الجدد و حذر من مغبة التفريط فى حقوق البلاد و أن الأمة يقظة لما يدبره لها أعداؤها فى الخفاء و ختم خطابه بقوله :
إن حبل الباطل قصير ، إن طال يشنق صاحبه )
و لم تذكر الصحف فى اليوم التالى شيئا عما حدث
ص 202
من مذكرات ابراهيم طلعت
و لكن النحاس سافر الى القاهرة قبل الذكرى بيوم واحد . و فى صباح يوم الذكرى فوجئ الناس بالزعيم العجوز الذى تجاوز السبعين يترجل من سيارته أمام ضريح سعد و يدخل الضريح الذى أحيط بسياج كثيف من رجال بلوكات النظام و فى يدهم الهراوات الغليظة و على رؤوسهم الخوذات الحديدية و لم يستطع أحد أن يحول بين الرجل و بين الدخول .. دخل الرجل الضريح و هو يقول السلام عليك يا سعد و رحمة الله و بركاته .
و قرأ الفاتحة فى خشوع
و كانت الجماهير التى علمت بوجود مصطفى النحاس فى ضريح سعد قد اكتظت حول الضريح ، تهتف بحياة النحاس خليفة سعد و استبد بها الحماس .
و لم تستطع قوات الأمن أن تحول بين الجماهير و بين اقتحامها الضريح لتحية النحاس و الهتاف بحياته و تقبيل يده .
و هنا رفع النحاس يده الى الجماهير يطالبها بالصمت و طلب منها قراءة الفاتحة على روح سعد .
و عم الضريح الصمت .. اللهم الا تمتمة خافتة من الذين يقرأون الفاتحة فى خشوع .
و اخرج مصطفى النحاس من جيبه أوراقا قرأ منها كلاما يخاطب به الجماهير ..
كانت هذه الاوراق بها الخطاب الذى اعده النحاس لإلقائه على الناس كعادته فى ذكرى سعد .. القاه فى الضريح بعد أن حالت الحكومة بينه و بين الناس فى اجتماع عام .. كان الخطاب خطيرا للغاية ..
لقد هاجم النحاس - لأول مرة - الثورة ، و الأساليب التى اتبعتها فى القضاء على الحرية الدستورية و الحياة النيابية ، كما هاجم اعتقال الحكومة للناس و طالب بالأفراج فورا عن المعتقلين .
و هاجم أيضا سياسة الحكومة و رجوعها الى مبدأ مفاوضة الإنجليز بعد أن لفظت البلاد هذا الأسلوب . كما ندد بموافقة السلطة الحاكمة على ما عرضه الإنجليز من منح السودانيين الحكم الذاتى تمهيدا للإستفتاء على مبدأ تقرير المصير .
قال النحاس .. إن امانى مصر القومية قد أهدرت تماما على يد الحكام الجدد و حذر من مغبة التفريط فى حقوق البلاد و أن الأمة يقظة لما يدبره لها أعداؤها فى الخفاء و ختم خطابه بقوله :
إن حبل الباطل قصير ، إن طال يشنق صاحبه )
و لم تذكر الصحف فى اليوم التالى شيئا عما حدث
ص 202
من مذكرات ابراهيم طلعت
ايام الوفد الأخيرة
مكتبة الأسرة 2003
مكتبة الأسرة 2003
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق