يتميز كتاب الجبرتى عجايب الأثار في التراجم و الأخبار طبعة مدبولى بالمقدمات و الهوامش و التعليقات و الأبحاث المرفقة بالكتاب و التى تساعد القارئ على فهم نص الجبرتى و الشعور و فهم طبيعة العصر الذى كان يعيش فيه .
و فى مقدمة الجزء الخامس و المتعلق بمرحلة ما بعد الحملة الفرنسية نجد ذلك الجزء الذي يوضح العنف الذي كان يواجهه الفلاح المصرى .
فيقول الكاتب فى مقدمته:
" ... سيقتصر التحليل هنا على توضيح العنف بالنسبة لضريبة الأرض . لقد كانت ضريبة الأرض هي الأداة الأساسية فى عملية التراكم، و قد نتج عنها اعتصار الفلاحين بشكل بالغ القسوة لا يقارن بحكم المماليك و رافق عملية تصعيد ضريبة الأرض استخدام أكثر الأساليب عنفاً و وحشية، و هو ما كان موضعاً لملاحظةو استنكار كل المعاصرين. و لقد اورد سانت جون وصفاً للعنف البالغ، الذي كان يستخدم في جباية الضرائب . و كتب هامون " و إذا مررت بإحدى القرى و وجدت بعض السوة يبكين و ينحن ، و سلت عن السبب قيل لك الضرائب، و إذا تابعت سيرك و وجدت شخصا موثوق اليدين و ملقى على الأرض و الجنود يضربونه بالكرباج ، و سألت عن السبب قيل لك الضرائب . و الحق أنى لأعجب و أتساءل من أين للفلاحين الإتيان بكل ما يطلبه الباشا من ضرائب و هم لا يملكون ياردة واحدة ؟ و ماذا محمد على فاعل بالقري بعد خرابها و هروب الفلاحين منها ؟" و تذكر ه ريفلين " نقلا عن الوثائق البريطانية إنه فى عام 1837 قام عبج الرحمن بك بقتل 37 فلاحاً ضرباً بالنبوت أثناء جباية ضرائب الشرقية . و يذكر أحد الباحثين نقلاً عن الوثائق المصرية ، أن الباشا من أجل نجاح عملية جباية الضرائب ، كان كثيراً ما يأمر بقتل بعض الأهالي و المشايخ ، و صلب البعض الآخر ، و إلقاء البعض الآخر فى النهر أحياء."
و يستمر الكاتب فى ذكر بعض الأحداث التى تتضمن دفن الفلاحين أحياء و إنهاكهم بالعمل و البرد فى سبيل تحقيق بعض الإنشاءات و منها ترعة المحمودية و التى ذكر تفاصيلها الجبرتى.
ص 46 و 47
37\5 صفحات من تاريخ مصر
عبج الرحمن الجبرتي
عجايب الآثار فى التراجم و الأخبار
الجزء الخامس
إعداد و تحقيق عبد العزيز جمال الدين
مكتبة مدبولى