لازلنا مع كتاب سبع باشاوات من مصر و الذى يعرض فى اخر فصوله جانبا من مذكرات دافيد كيلى مستشار فى السفارة البريطانية فى الفترة من 1934 و حتى 1938 .
كانت قضية جلاء الإستعمار البريطانى عن مصر هى القضية المحورية للشعب المصرى منذ بداية الإحتلال و حتى اتمام الجلاء بشكل فعلى و نهائى و خاصة عقب عدوان 1956 .
و لكن لماذا وقع البريطانيون معاهدة 1936 و لماذا تم الجلاء عقب يوليو 1952 و الدولة المصرية لم تكن فى افضل حالاتها ؟
هل كان ذلك اعادة لتقسيم القوى فى العالم عقب الحرب العالمية الأولى ؟
يعرض دافيد كيلى رؤية اخرى من الجانب البريطانى .و حسب كتاب سبعة باشاوات من مصر فان دايفيد كيلى يقول:
" و لم يمض على وقت طويل فى مصر حتى اصطدمت بحقيقة واقعة واضحة كان كل انصار عدم الإتفاق مع مصر يتجاهلونها ، و هى أنه اذا ما وقعت الحرب فان مركزنا فى مصر هذه المرة سيكون مختلفا تماما عن مركزنا خلال الحرب العالمية الأولى . ذلك انه خلال تلك الحرب كان كل الجهاز الإدارى الذى أنشأه اللورد كرومر قائما و فى ايدينا و كان الشعور الوطنى لازال جنينا على اية حال - أما الأن - فإن علينا أن نعتمد كليا على المصريين فى مواصلاتنا و فى كل شئ ما عدا أقلية من الموظفين البريطانيين الكبار فى البوليس أبقيت لأغراض الأمن الداخلى . و نتيجة لشعور الشعب السائد نحونا لم يكن هناك من يقف إلى جانبنا . و لقد كان هناك بضعة مستشارين فى وزارتين او ثلاث وزرات ، و كان هناك مفتش عام إنجليزي للجيش المصرى . و لكن كان من المؤك انه حتى فى حالة مقاومة الشعب السلبية لنا - و هى مؤكدة - و قد تتطور إلى الأسوأ فان حاميتنا الضئيلة فى مصر لن تستطيع الإستيلاء على المواصلات و إدارتها و لهذا خرجت بنتيجة هى أن جلاء قواتنا عن القاهرة الذى يمكن ان يتم عن طريق معاهدة لن تكون له النتائج الخطيرة التى حاول بعضهم اقناعى بها . "
ثم يشرح دافيد كيلى لاحقا انه على الرغم من اصرار البعض على فكرة خطورة الجلاء الا انه كانت هناك حجج سياسية و عسكرية تؤيد ضرورة الجلاء عن القاهرة .
ثم يشرح لاحقا الوضع السئ لثكنات قصر النيل و الحصار الذى يعانى منه الجنود على العكس من الضباط الذين ينعمون فى نادي الجزيرة .
و فى فقرة اخرى يروى كيف انه ارسل تقرير بذلك الى وزارة الخارجية البريطانية الا انه تم رفضه و قال له احدهم ان من الأفضل له ان ينسى ذلك الموضوع . الا ان مظاهرات 1935 الواسعة اجبرت الحكومة البريطانية على تقبل تلك الفكرة و تم بالفعل توقيع معاهدة 1936 مع حزب الوفد.
سبعة باشاوات و صور أخرى
محمد عودة
الكتاب الذهبى \ مؤسسة روز اليوسف
ابريل 1971
كانت قضية جلاء الإستعمار البريطانى عن مصر هى القضية المحورية للشعب المصرى منذ بداية الإحتلال و حتى اتمام الجلاء بشكل فعلى و نهائى و خاصة عقب عدوان 1956 .
و لكن لماذا وقع البريطانيون معاهدة 1936 و لماذا تم الجلاء عقب يوليو 1952 و الدولة المصرية لم تكن فى افضل حالاتها ؟
هل كان ذلك اعادة لتقسيم القوى فى العالم عقب الحرب العالمية الأولى ؟
يعرض دافيد كيلى رؤية اخرى من الجانب البريطانى .و حسب كتاب سبعة باشاوات من مصر فان دايفيد كيلى يقول:
" و لم يمض على وقت طويل فى مصر حتى اصطدمت بحقيقة واقعة واضحة كان كل انصار عدم الإتفاق مع مصر يتجاهلونها ، و هى أنه اذا ما وقعت الحرب فان مركزنا فى مصر هذه المرة سيكون مختلفا تماما عن مركزنا خلال الحرب العالمية الأولى . ذلك انه خلال تلك الحرب كان كل الجهاز الإدارى الذى أنشأه اللورد كرومر قائما و فى ايدينا و كان الشعور الوطنى لازال جنينا على اية حال - أما الأن - فإن علينا أن نعتمد كليا على المصريين فى مواصلاتنا و فى كل شئ ما عدا أقلية من الموظفين البريطانيين الكبار فى البوليس أبقيت لأغراض الأمن الداخلى . و نتيجة لشعور الشعب السائد نحونا لم يكن هناك من يقف إلى جانبنا . و لقد كان هناك بضعة مستشارين فى وزارتين او ثلاث وزرات ، و كان هناك مفتش عام إنجليزي للجيش المصرى . و لكن كان من المؤك انه حتى فى حالة مقاومة الشعب السلبية لنا - و هى مؤكدة - و قد تتطور إلى الأسوأ فان حاميتنا الضئيلة فى مصر لن تستطيع الإستيلاء على المواصلات و إدارتها و لهذا خرجت بنتيجة هى أن جلاء قواتنا عن القاهرة الذى يمكن ان يتم عن طريق معاهدة لن تكون له النتائج الخطيرة التى حاول بعضهم اقناعى بها . "
ثم يشرح دافيد كيلى لاحقا انه على الرغم من اصرار البعض على فكرة خطورة الجلاء الا انه كانت هناك حجج سياسية و عسكرية تؤيد ضرورة الجلاء عن القاهرة .
ثم يشرح لاحقا الوضع السئ لثكنات قصر النيل و الحصار الذى يعانى منه الجنود على العكس من الضباط الذين ينعمون فى نادي الجزيرة .
و فى فقرة اخرى يروى كيف انه ارسل تقرير بذلك الى وزارة الخارجية البريطانية الا انه تم رفضه و قال له احدهم ان من الأفضل له ان ينسى ذلك الموضوع . الا ان مظاهرات 1935 الواسعة اجبرت الحكومة البريطانية على تقبل تلك الفكرة و تم بالفعل توقيع معاهدة 1936 مع حزب الوفد.
سبعة باشاوات و صور أخرى
محمد عودة
الكتاب الذهبى \ مؤسسة روز اليوسف
ابريل 1971
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق