ابن الخشاب شخصية من التاريخ العربى و الإسلامى سنذكر مقتطفات تخصه من كتاب الحروب الصليبية كما رآها العرب لأمين معلوف
يذكر أنه فى يوم الجمعة من عام 1111 م دخل إبن الخشاب مسجد السلطان بصحبة نفر من الحلبيين و بعض الزهاد المتصوفين و الفقهاء و التجار فأنزلوا الخطيب من على المنبر و منعوا الناس من الصلاة و صاحوا و بكوا لما لحق الإسلام من الفرنجة و لقتل النساء و الأطفال.. و أخذ حرس السلطان يبعدونهم عنه و يعدونهم بإنفاذ العساكر و الإنتصار للإسلام …و فى الجمعة التالية أعادوا الكرة و لكن فى مسجد الخليفة و عندما إعترضهم الحرس ألقوا بهم أرضا و كسروا المنبر و كالوا الشتائم لأمير المؤمنين .. .. و بعد فترة وصلت زوجة الخليفة إلى بغداد من أصفهان و معها الجواهر و الأموال و الأصناف و الجوارى و الغلمان و مالا يدركه عد فيذكر …فكرر إبن الخشاب و أتباعه فعلتهم .. و إنزعج الخليفة لا لإعتراض زوجته و لكن لذلك الشعار الذى تعالى فى الشوارع بأن سلطان الروم أكثر إسلاما من أمير المؤمنين ..
و يروى أمين معلوف العديد من الأحداث حتى إلى أبريل عام 1112 حيث حدث هياج شعبى فى بغداد و عصيان مسلح فى عسقلان و مقاومة فى صور ثم بدأت الثورة تهب .. و زاد عدد العرب الذين كانوا يحقدون على الغزاة و على معظم حكام المسلمين المتهمين بالخمول بل و الخيانة .. حتى قرر سكان حلب بقيادة القاضى إبن الخشاب أن يقبضوا زمام مصيرهم بأيديهم فيختارون حكامهم و يفرضون عليهم السياسة الواجب إتباعها ..
و يروى أمين معلوف أنه سيكون هناك بعد ذلك الكثير من الهزائم و كثير من خيبات الأمل فإنتشار الفرنج لم ينته و صلفهم لا حدود له .. و لكن ستشهد من الأن فصاعدا منطلقة من شوارع حلب ولادة بطيئة لموجة ستغرق شيئا فشيئا الشرق العربى و تحمل ذات يوم إلى سدة الحكم رجالا عادلين شجعانا مخلصين قادرين على إستعادة الملك المفقود .
الحروب الصليبية كما رآها العرب أمين معلوف دار الفارابى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق