السبت، 6 فبراير 2010

أمريكا و اللعب بالبيضة و الحجر





من خلال تقرير للجنة بايك المقدم للكونجرس الأمريكى فى 19 يناير عام 1976 و التى كانت تحقق فى النشاط السرى للمخابرات الأمريكية يروى محمد حسنين هيكل القصة التالية :
عام 1971 إتصل الملا مصطفى البرزانى قائد الحركة الكردية وقتها بقائد محطة المخابرات الأمريكية بإيران ( وقت حكم الشاه ) طالبا معونة أمريكية تساعده فى حربه ضد الحكومة العراقية ..
و من الواضح أنه قد تم تجاهل الطلب الكردى
فى مايو 1972 أعاد شاه إيران فتح الموضوع مع الرئيس الأمريكى نيكسون قائلا انه وعد الملا مصطفى بان الولايات المتحدة سوف تساعده ..
فى أول يونية 1972 أصدرت الحكومة العراقية قرارها بتأميم البترول العراقى
فى 16 يونية 1972 و فى إجتماع خاص بين الرئيس نيكسون و كسينجر تقرر إعتماد 16 مليون دولار لتغطية نفقات الشحنة الأولى من الأسلحة الأمريكية للأكراد

( قالت لجنة بايك أن الأدلة التى تجمعت لهم توحى بأن القرار أتخذ كمجاملة للحليف الإيرانى و الذى يكن للعراق عداء تقليديا و لم يكن الهدف منه مساعد الأكراد على تحقيق نصر يمكن لهم الحصول و لو على حكم ذاتى فقد كان من شأن ذلك أن يؤثر على أكراد إيران و يسبب مشاكل للشاه و بالتالى كان المطلوب ضبط المساعدات عند مستوى معين يستطيع إستنزاف قوة الجيش العراقى و إنهاك أسلحته و قيادته و أفراده )
و بالطبع إستنزاف ثروته التى قد تعود له بعد تأميم البترول العراقى
فى أكتوبر 1973 إتصلت إسرائيل بمصطفى البرزانى لتحفزه على القيام بهجوم شامل شمال العراق مستغلا إشتراك بعض القوات من الجيش العراقى فى حرب أكتوبر بسوريا
فبعث كسينجر برسالة إلى الملا مصطفى البرزانى ينصحه فيها بعدم إستغلال الفرصة و يدعى بأن السبب فى تلك النصيحة أن ذلك الهجوم لو تم قد يعقد المشكلة الكردية ..
و كان السبب الحقيقى فى رأى كسينجر أن الملا مصطفى قد ينجح بأكثر مما هو مناسب لمصالحنا !!

فى فبراير 1974 تقرر إعتماد 25 مليون دولار لشراء أسلحة من بلد شيوعى عن طريق طرف ثالث لكى ترسل إلى الأكراد .. فقد رأى كسينجر أن نشاط الأكراد ضد الحكومة العراقية سيساعد على تخفيف المعارضة العراقية لإتفاقية فك الإشتباك بين سوريا و مصر و إسرائيل
فى مارس 1975 توصلت إيران و العراق إلى إتفاق من شأنه أن توقف إيران مساعداتها لأكراد العراق
و قد سجلت لجنة بايك فى تقريرها قول لهنرى كسينجر يقول فيه " إننا سوف نتخلى عن الأكراد لكى نمكن العراقيين من أن يتفرغوا للسوريين , لأن السوريين يرفضون الدخول فى مفاوضات من اجل مرحلة ثانية من فض الإشتباك "
يقول تقرير لجنة بايك " لقد كانت سياستنا غير أخلاقية إزاء الأكراد فلا نحن ساعدناهم و لا نحن تركناهم يحلون مشاكلهم بالمفاوضات مع الحكومة العراقية ... لقد حرضناهم ثم تخلينا عنهم "
و بعد إنتهاء الحرب الكردية العراقية كانت الأسلحة الشيوعية لا تزال تحت تصرف المخابرات الأمريكية فتقرر عام 1976 إرسالها إلى لبنان أثناء الحرب الأهلية !!!

المرجع
الحل و الحرب محمد حسنين هيكل الطبعة الرابعة 1984 الناشر شركة المطبوعات للتوزيع و النشر بيروت

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية