فى تاريخ العلاقة بين العرب و إسرائيل أصبح من المسلمات ان العرب رفضوا كل محاولات التسوية السلمية ( مع تحفظى على الكلمة ) و كانوا شديدى التعنت تجاه توجهات السادات فى مرحلة ما بعد الحرب و حتى تم توقيع معاهدة السلام بين مصر و إسرائيل ..
و لكن هل هذه المسلمة صحيحة و الأخذ بها كما هى أمر محتوم ؟؟؟
فى أحد احاديث هيكل و التى تم كتابتها فى الفترة ما بين 1976 و 1977 أى قبل معاهدة السلام و قبل زيارة السادات للقدس
و التى تم نشرها فى كتاب الحل و الحرب سنجد الأتى
" قبل سنوات : كان المطلب إسرائيل الأساسى هو مجرد الجلوس مع العرب وجها لوجه على مائدة المفاوضات , و كان العرب يرفضون و وجهة نظرهم " أنهم لا يجلسون إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل إلا إذا عرفوا مقدما ماذا عندها , و ما هو إستعدادها للإنسحاب من اراضيهم المحتلة " و الأن ( و الكلام مكتوب عام 1977 على الأكثر ) فإن مطلب العرب الأساسى هو الجلوس مع إسرائيل وجها لوجه على مائدة المفاوضات فى جنيف , و إسرائيل هى التى تتمنع و وجهة نظرها أنها لا تجلس إلى المفاوضات مباشرة مع العرب إلا إذا عرفت مقدما ماذا عندهم و ما هو إستعدادهم بالنسبة للمطلوب منهم من ضمانات السلام "
ثم يضيف هيكل فى فقرة لاحقة
" و تطورت الحوادث بشكل يثير القلق . زاد إلحاحنا على "الشكل" .. مجرد إنعقاد مؤتمر جنيف
و أدرك الأخرون مدى العجلة و اللهفة فى إلحاحنا فبدأوا يطلبون منا مقدما دفع الثمن فى " الموضوع "
و كذلك يضيف هيكل فى مقاله
" كان النقاش بين إسرائيل و الولايات المتحدة :
إسرائيل تقول - ما هو وجه العجلة فى الذهاب إلى جنيف .. إن الأوضاع العربية العامة سوف تزداد ضعفا و لا تزداد قوة مع مرور الأيام و ذلك سوف يظهر تأثيره دون شك على الموقف التفاوضى العربى "
و ترد الولايات المتحدة على إسرائيل :
الفرصة الأن مناسبة و الظروف متاحة ... و صحيح أن الأوضاع العربية العامة قد تزداد ضعفا , و لكن احتمالات الخطر تلوح وراء هذا الضعف المتزايد .. فقد تحدث مفاجآت ليست فى الحسبان . "
الأسئلة ..
1 ماذا حدث و جعل العرب يرفضون توجهات السادات للسلام فيما بعد ؟
2 لماذا يتم التركيز تاريخيا على إضاعة العرب للفرصة التى حققها السادات و لا يتم ذكر باقى القصة ؟
3 كيف تنبأت إسرائيل بتدهور المستقبل العربى و تم نشر ذلك فى كتاب هيكل على لأقل إن لم نضع فى الحسبان مقالات مفكرين أخرين كثر و لم ينتبه لهذا التدهور أحد ؟؟ و يقاومه
بالطبع لم يكن التنبؤ الإسرائيلى قراءة للطالع فعلى الأقل كان توجه العرب للحضن الأمريكى و طردهم للحليف السوفيتى فى ذلك الوقت إشارة لما يمكن أن يحدث و علامة على ترك العرب لمصائرهم فى أيدى عدوهم ..
المرجع
كتاب الحل و الحرب محمد حسنين هيكل الطبعة الرابعة
الناشر شركة المطبوعات للتوزيع و النشر بيروت - لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق