إنفجرت أزمة القمح فى مصر...و كان التساؤل لماذا لا نكتفى ذاتيا من القمح فكانت الإجابة على لسان الحكومة المصرية ان الإكتفاء الذاتى مستحيل و غير مجدى إقتصاديا و انه لا خوف من الإعتماد على الإستيراد ففى النهاية الموضوع موضوع تجارة لا أكثر و الحكومة تملك القدرة على الإستيراد من دول مختلفة ( برغم أننا دولة مثقلة بالديون ) .. ثم فجر بعض الصحفيين القضية بشكل مختلف حيث أوضحوا كيف أن الحكومات المصرية تعمل ضد الإكتفاء الذاتى من القمح وإلى أن فجرت الكاتبة سكينة فؤاد من خلال برنامج مانشيت على قناة أون تى فى الجريمة الكبرى و المتمثلة فى إجهاض مشروع يهدف إلى تحقيق الإكتفاء الذاتى من القمح بعد ان كاد المشروع ان يتحقق على يد علماء مصريين من وزارة الزراعة و كان ذلك فى حوالى العام 1996 ...
هل التوجه الحكومى صدفة ؟؟
فى كتاب الإنفجار للكاتب محمد حسنين هيكل و الذى يروى فييه وقائع حرب 1967 فصل كامل بعنوان معركة القمح
ورد فى ذلك الفصل ما يأتى نقلا عن وثيقة أمريكية هى محضر إجتماع بتاريخ 11 مايو 1965 بين وزير الخارجية الأمريكى دين راسك و بين زعماء المجموعات البرلمانية فى مجلس النواب .. و من خلال المحضر تتضح الخطوط الرئيسية التالية
1 – إن المساعدات الغذائية تتم و ضمن أهدلفها خلق "حالة إعتياد " تتحول بالتدريج إلى " حالة إعتماد "
2- عندما تظهر بوادر حالة الإعتماد تقوم السياسة الأمريكية عن طريق الإيحاء بالإشارة إلى رغبات لها يزداد تكرارها مناسبة بعد مناسبة
3- إذا لم يحقق إسلوب الإيحاء هدفه فإن الإيحاء بتكرار الإلحاح و بالطلب الصريح يتحول إلى ضغط
4- إذا لم يتوصل الضغط إلى بلوغ مقاصده فإن الضغط يتحول إلى شرط مسبق يرى من حقه إملاء إرادته و إلا حل اتلعقاب إبتدلء من التوقف عن التوريد إلى التوقف عن التوقيع .
كان القمح فى ذلك الفصل سلاح فى معركة أرادت من خلالها الولايات المتحدة فرض إرادتها على مصر .
إن الإعتماد على الإستيراد فى السلع الإستراتيجية ليس مجرد شأن تجارى و لكنه يرتبط إرتباطا وثيقا بالسياسة
المرجع
الإنفجار محمد حسنين هيكل ص 178
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق