الأحد، 10 نوفمبر 2013

بيان من الخديو توفيق

نجح الإنجليز فى الإستيلاء على الإسكندرية  فتقهقر  عرابى و  أعاد  تجميع الصفوف  و  نجح فى  الحاق  هزائم  عدة بالإنجليز و  أصبحت  مهمتهم  عسيرة  .
و لما  وجدت القوى الوطنية  ان الخديو  ينحاز  الى  جانب  الإنجليز  أصدرت  بيان  بتوقيف الخديو و  عدم العمل  بأوامره  كما  ذكرنا فى  رسالة  سابقة  ..فأصدر الخديو  بدوره  هذا البيان  بينما المعارك  دائرة  بين  الجيش المصرى  و القوات الإنجليزية  على الأرض  المصرية  .فى  23  رمضان سنة  1299  الموافق  8  أغسطس  سنة 1882
"  نحن  خديو  مصر  نعلن لجميع المصريين أن  عرابى باشا  قد  أرتكب  آثاما  فظيعة جلبت  على  مصر  و أهلها  خسارة لا  وصف  لها و  جعلت الدول  الأوربية ناقمة  عليها فإنها  باتت الأن  تعتبر المصريين  أمة غير  متمدنة فهذه الآثام و الجرائم منحصرة فى  عصيان عرابى  المذكور  و  تحريضه للقوم  على السير  تحت  لواء  العصيان و فى الدسائس  التى  نشأت عنها  مذبحة  طنطا و  غيرها  من البلاد فأوقفت فيها  حركة التجارة و  عطلت أعمال  الزراعة ثم فى  عصيانه  لأوامر  جلالة السلطان المعظم و  هى الأوامر  التى  صدرت  له بالإنقطاعه عن  التظاهر  بالعدوان فى الإستحكامات  و الحصون  مما بات  معلوم النتيجة  من هلاك النفوس  و  تدمير  قلاع  و  خراب  أبنية  .
و بعد  أن  بدد  عرابى  فى  أقل  من  ساعة  شمل سكان  الإسكندرية التى  نهبها  ، أضرم  فيها النار  و  خرج  منها بجيشه  ذاهبا  إلى  كفر  الدوار  حيث  عسكر  بقومه  من  غير  علمنا و غير  إرادتنا  فبعث  ذلك  على  نزول  الإنكليز إلى المدينة  لاطفاء  النار  المضرمة  فيها و  منع النهب و المحافظة  على الراحة  .


و فوق  ذلك  منع المهاجرين  من العودة إلى أوطانهم  و  قطع  ما بين أهلهم و بينهم  وسائل الصلة و العلاقة  و  قطع الماءعن الإسكندرية  و أعلن  جهرا عصيانه بأكاذيبه الظاهرة  فلذلك  عد عاصيا و  مستحقا  لأشد  العقوبات بمقتضى الشرع الشريف  .
و  لا  يزال  مع  ذلك  عاملا على  تعمم الخراب  بمساعدة  جنده  و الاهالى  المتحزبين  معه المنقادين لأدائه الوخيمة  و قد  تجاوز الحدود  بما يفوق  الوصف  فاستولى  على أموال  الضرائب  و  عزل  كثيرين  من  موظفى الحكومة  و  استبدلهم  بغيرهم فى  حالة  كونه  معزولا من  وظيفته  معدا  للعقاب  الصارم الشديد .
و لقد رأينا أن  قلوب  كثير  من رعيتنا  لا  تزال  قاسية  مائلة إلى  عرابى  بالرغم  من  اوامرنا  السابقة  فلذلك  اصدرنا  هذا المنشور  الآخر  معلنين  فيه أن  كل  شخص  يعرف  عنه  انه  ذا  ضلع  مع  عرابى  و  ميل  اليه  عددناه  عاصيا  مستحقا لجزاء  العصيان .
فرحمة  بمصر  و  أهلها نستأنف  الأن   إعلاننا  للمصريين  عموما و الجند  خصوصا  أن  كل  من  أصر  على  عصيانه و  انقياده  لعرابى كان  مذنبا امام  الله  و  غير  مقبول  العذر  لدينا  فنجرده مع  ولده و ذريته من  جميع الرتب  و الرواتب  و  معينات التقاعد و سائر  الإمتيازات التى  كان متمتعا بها  .
و ليعلم  المصريون اننا  نحن  أميرهم و  مولاهم و  ان  لا  يرتكبوا عصيانا علينا و ليعلم كل  منهم ايضا انه اذا  ادى للعاصى  عرابى أو  لأتباعه أموال  الضرائب كانت  تأديته للمال  غير  محسوبة  لدينا بل  اننا  نطالبه بها  يوم تنقشع عن  سماء  مصر  غيوم النكبات العرابية . " 


المصدر  
مذكرات  عرابى
كشف الاستار  عن سر الأسرار  فى النهضة المصرية  المشهورة بالثورة  العرابية
دراسة و  تحقيق عبد المنعم  إبراهيم الجميعى
الجزء الثانى 
ص600

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية