النيل حياة نهر .. كتاب هام ل إميل لودفيج Emil Ludwig . الصحفى ذو الأصل البولندى .
تم الإنتهاء من تأليف الكتاب سنة 1936 و غالبا تمت الترجمة على يد عادل زعيتر فى وقت قريب من هذا .. يبدو هذا من اللغة المستخدمة و شرح بعض الكلمات فى الهامش برغم انها كلمات تبدو لنا بديهية لا تحتاج لشرح مثل البخار أو المنضدة و كذلك لإستخدام بعض الكلمات الغريبة المهجورة ..
فى البداية قد نظن أن الكتاب عبارة شرح لمسار نهر النيل و جغرافيا الأماكن التى يمر بها .. ولكننا بعد قليل نجد نفسنا و قد واجهنا سرد لقصص عن بعض القبائل الإفريقية و عاداتها و من ثم سرد لبعض الأحداث التاريخية بتفاصيل قد لا نجدها متاحة فى العديد من الكتب الأخرى ..
تم الإنتهاء من تأليف الكتاب سنة 1936 و غالبا تمت الترجمة على يد عادل زعيتر فى وقت قريب من هذا .. يبدو هذا من اللغة المستخدمة و شرح بعض الكلمات فى الهامش برغم انها كلمات تبدو لنا بديهية لا تحتاج لشرح مثل البخار أو المنضدة و كذلك لإستخدام بعض الكلمات الغريبة المهجورة ..
فى البداية قد نظن أن الكتاب عبارة شرح لمسار نهر النيل و جغرافيا الأماكن التى يمر بها .. ولكننا بعد قليل نجد نفسنا و قد واجهنا سرد لقصص عن بعض القبائل الإفريقية و عاداتها و من ثم سرد لبعض الأحداث التاريخية بتفاصيل قد لا نجدها متاحة فى العديد من الكتب الأخرى ..
و سأنقل باختصار شديد ما ذكره اميل لودفيغ عن تجارة العاج و النخاسة فى افريقيا .
يتحول صيد الفيل الى صيد الإنسان
اميل لودفيغ مع شارلى شابلن |
من الأدميين ألوف كانوا يقضون حياة فردوسية فغدوا أسارى أو خصيانا لدى اناس آخرين و ذلك لأن رجلين من أبناء الطبقة الوسطى يحتاجان الى ثلاث كرات على البساط الأخضر لمنضدة البلياردو .
فى البداية يفكر تاجر عربى عبقرى أنه من الممكن مقايضة اللؤلؤ الزجاجى فى مقابل عاج الفيل ، فيفتن التاجر السودانى فيعطيه العاج فى مقابل خمسة لآلئ كبيرة .
و لكن فى مرة لا يجد السودانى من العاج ما يمكن ان يقايض به فى مقابل اللآلئ فماذا يفعل و هو رئيس قبيلة زنجية فقير لا يملك غير أنعام و عبيد ؟ فيقايض التاجر مقابل بعض العبيد و يحصل على اللآلئ . و كان رئيس القبيلة يحصل على عبيده رجالا و نساء من القبائل المغلوبة حربا لإستخدامهم فى أعمال الحقول .
فى المقابل نجد رئيس قبيلة أخر يحتاج الى ثلاثين إمرأة للقيام بأمور الزراعة و إلى ثلاثين راعيا و لكنه لا يريد الحرب عن خوف أو عن بلادة أو عن شيبة . و يبصر بضع مئات من الآدميين مزروبين فى حظيرة صديقه العربى فيعرض عليه عاج الفيل فى مقابل ثلاثة عبيد .
و المعاوضة فى القرن التاسع عشر و بوجوهها المتقلبة التى يحبها الشرقى حولت تاجر العاج الى تاجر رقيق ثم الى صائد رقيق ليعود تاجر عاج ، و هكذا وقع سباق بين صيد الإنسان و صيد الفيل فى النيل الأعلى . و كان يقيم فى الخرطوم تجار من العرب فعقد هؤلاء التجار معاهدات مع رؤساء القبائل مستفيدين من تنافسهم و صاروا يشترون أناسا من رعاياهم سالكين مثل السبيل التى سلكتها انكلترة فى سواء المانية فى القرن الثامن عشر .
كان هذا جانب من جارة الرقيق فى افريقيا .. و برغم محاولة الكاتب ان يبدوا محايدا و منتقدا للحضارة الغربية فى بعض وجوهها . الا ان النزعة العنصرية كانت اقوى و لم يذكر بوضوح دور الأوربيين فى نزح مئات المختطفين من أفريقيا و بيعهم كعبيد و خاصة فى امريكا فى ظروف شديدة القسوة و العنف .. و ركز أكثر على دور الأوربيين فى مكافحة تجارة الرقيق خلال القرن التاسع عشر و العشرين و ان أوضح ان الثورة الصناعية كانت صاحبة الفضل الأعظم فى تخلى أوربا و أمريكا عن العبيد و تحريرهم .
و من الملفت أيضا ذكره لكيف استمرت تجارة الرقيق فى الجزيرة العربية و مكة خاصة حتى الثلاثينات من القرن العشرين .
المصدر
النيل حياة نهر
تأليف إميل لودفيغ
ترجمة عادل زعيتر
مكتبة الأسرة 1997
فى البداية يفكر تاجر عربى عبقرى أنه من الممكن مقايضة اللؤلؤ الزجاجى فى مقابل عاج الفيل ، فيفتن التاجر السودانى فيعطيه العاج فى مقابل خمسة لآلئ كبيرة .
و لكن فى مرة لا يجد السودانى من العاج ما يمكن ان يقايض به فى مقابل اللآلئ فماذا يفعل و هو رئيس قبيلة زنجية فقير لا يملك غير أنعام و عبيد ؟ فيقايض التاجر مقابل بعض العبيد و يحصل على اللآلئ . و كان رئيس القبيلة يحصل على عبيده رجالا و نساء من القبائل المغلوبة حربا لإستخدامهم فى أعمال الحقول .
فى المقابل نجد رئيس قبيلة أخر يحتاج الى ثلاثين إمرأة للقيام بأمور الزراعة و إلى ثلاثين راعيا و لكنه لا يريد الحرب عن خوف أو عن بلادة أو عن شيبة . و يبصر بضع مئات من الآدميين مزروبين فى حظيرة صديقه العربى فيعرض عليه عاج الفيل فى مقابل ثلاثة عبيد .
و المعاوضة فى القرن التاسع عشر و بوجوهها المتقلبة التى يحبها الشرقى حولت تاجر العاج الى تاجر رقيق ثم الى صائد رقيق ليعود تاجر عاج ، و هكذا وقع سباق بين صيد الإنسان و صيد الفيل فى النيل الأعلى . و كان يقيم فى الخرطوم تجار من العرب فعقد هؤلاء التجار معاهدات مع رؤساء القبائل مستفيدين من تنافسهم و صاروا يشترون أناسا من رعاياهم سالكين مثل السبيل التى سلكتها انكلترة فى سواء المانية فى القرن الثامن عشر .
كان هذا جانب من جارة الرقيق فى افريقيا .. و برغم محاولة الكاتب ان يبدوا محايدا و منتقدا للحضارة الغربية فى بعض وجوهها . الا ان النزعة العنصرية كانت اقوى و لم يذكر بوضوح دور الأوربيين فى نزح مئات المختطفين من أفريقيا و بيعهم كعبيد و خاصة فى امريكا فى ظروف شديدة القسوة و العنف .. و ركز أكثر على دور الأوربيين فى مكافحة تجارة الرقيق خلال القرن التاسع عشر و العشرين و ان أوضح ان الثورة الصناعية كانت صاحبة الفضل الأعظم فى تخلى أوربا و أمريكا عن العبيد و تحريرهم .
و من الملفت أيضا ذكره لكيف استمرت تجارة الرقيق فى الجزيرة العربية و مكة خاصة حتى الثلاثينات من القرن العشرين .
المصدر
النيل حياة نهر
تأليف إميل لودفيغ
ترجمة عادل زعيتر
مكتبة الأسرة 1997
الهيئة العامة للكتاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق