الثلاثاء، 18 يونيو 2024

المواجهة الأخيرة للنحاس باشا - 1

كان  قد  تم فرض  حظر  غير معلن على النحاس  باشا  .. و لم  نرى  ما يعكس ان النحاس  باشا  سعى  لمقاومة السلطة الحاكمة الجديدة بعد  52 ،  حتى كانت  ذكرى  سعد  زغلول  عام 1953  ..
كانت  جميع الهيئات و الحزاب  تحتفل بذكرى  سعد  زغلول فى الأعوام السابقة حيث  يتوجهون  لضريح  سعد  لقراءة الفاتحة و  تجديد العهد  على التمسك بمبادئه  و السير فى  طريقه  . و كان الشعب  المصرى  ينتظر  خطاب النحاس  باشا  دائما
اما  هذا العام  1953  فكان الشأن  مختلف  .. حيث احتفلت  الأمة  بأعلان  الجمهورية  فى  23 يونيو  من  نفس العام
" و كان النحاس  باشا  يقيم فى  فندق  سان  ستيفانو  فى هذه الأيام  .. و  رفضت الحكومة التصريح  بإقامة أى  احتفال بذكرى  سعد  و ذلك  لكى  تحول  بين النحاس  و بين  اتصاله  بالجماهير  .. و  حتى  لا  يلقى  خطابا  يتناول  فيه الوضاع السياسية  الحاضرة  .
و لكن النحاس  سافر  الى القاهرة  قبل الذكرى  بيوم  واحد  . و  فى  صباح  يوم الذكرى  فوجئ  الناس  بالزعيم  العجوز  الذى  تجاوز  السبعين  يترجل  من سيارته  أمام  ضريح  سعد  و يدخل الضريح  الذى أحيط  بسياج  كثيف  من رجال بلوكات النظام و فى  يدهم  الهراوات الغليظة  و  على  رؤوسهم  الخوذات الحديدية  و لم  يستطع  أحد  أن يحول  بين الرجل  و بين الدخول  ..  دخل الرجل الضريح  و  هو يقول  السلام عليك  يا سعد  و رحمة الله  و بركاته  .
و قرأ الفاتحة  فى  خشوع
و  كانت الجماهير  التى  علمت  بوجود  مصطفى النحاس  فى  ضريح  سعد  قد  اكتظت  حول الضريح  ،  تهتف  بحياة النحاس  خليفة  سعد  و  استبد بها الحماس  .
و لم  تستطع  قوات الأمن  أن  تحول  بين الجماهير  و بين  اقتحامها  الضريح  لتحية  النحاس  و الهتاف بحياته  و تقبيل  يده  .
و  هنا رفع النحاس  يده  الى الجماهير  يطالبها  بالصمت  و  طلب  منها  قراءة الفاتحة  على  روح  سعد .
و  عم الضريح الصمت ..  اللهم  الا  تمتمة  خافتة  من الذين  يقرأون الفاتحة  فى  خشوع  .
و  اخرج  مصطفى النحاس  من  جيبه  أوراقا  قرأ  منها  كلاما  يخاطب  به الجماهير  ..
كانت  هذه الاوراق  بها الخطاب الذى  اعده  النحاس  لإلقائه  على الناس  كعادته  فى  ذكرى  سعد  .. القاه فى الضريح  بعد أن  حالت  الحكومة  بينه و بين  الناس فى  اجتماع عام  ..  كان الخطاب  خطيرا  للغاية ..
لقد  هاجم النحاس  - لأول  مرة -  الثورة  ، و الأساليب  التى اتبعتها فى القضاء  على الحرية الدستورية  و الحياة النيابية  ،  كما  هاجم  اعتقال الحكومة  للناس  و  طالب  بالأفراج  فورا  عن المعتقلين .
و  هاجم  أيضا  سياسة الحكومة  و  رجوعها الى  مبدأ  مفاوضة الإنجليز  بعد  أن  لفظت  البلاد هذا الأسلوب  .  كما  ندد  بموافقة  السلطة الحاكمة  على  ما عرضه الإنجليز  من منح السودانيين الحكم الذاتى  تمهيدا  للإستفتاء  على مبدأ  تقرير المصير  .
قال النحاس  .. إن  امانى  مصر القومية  قد  أهدرت  تماما  على  يد الحكام الجدد  و  حذر  من مغبة التفريط  فى  حقوق  البلاد  و  أن الأمة  يقظة لما  يدبره  لها  أعداؤها  فى الخفاء  و  ختم  خطابه  بقوله  :
إن  حبل الباطل  قصير  ، إن  طال  يشنق  صاحبه  )

و لم  تذكر  الصحف فى اليوم التالى  شيئا عما  حدث

ص 202
من مذكرات  ابراهيم  طلعت 
ايام الوفد الأخيرة
مكتبة الأسرة  2003
  

السبت، 1 فبراير 2020

رجل المتناقضات

من بين  سطور  كتاب  رسائل  طه  حسين  و  من  بين  كل  مؤلفات طه حسن  نجد سطور  نادرة  يصف  به  طه  حسين  نفسه


  
   من  أهم الأشياء التى تعجبنى فى  حياتى  كلها و تلذ  لى : المتناقضات ، و وقوعها عندى فى وقت واحد. ما يحفزنى على الكتابة و التآليف فى شئون  عربية بحتة، ان  أكون فى  بيئة  اوربية  صرفة، فاعيش  حياة القرن العشرين مع القرن الثانى فى  وقت  واحد"


العبارة  من  مقال  بالأهرام نشر فى  7  أكتوبر 1938 
كتاب رسائل  طه حسين  لإبراهيم  عبد العزيز 
دار  ميريت 
2000

الجمعة، 7 يونيو 2019

الموت

أن من الممكن ان يموت الإنسان ميتة بلهاء  في لحظة كانت فكرة الموت فيها أبعد ما تكون عن خياله.
ديستويفسكي
رواية الفقراء
ترجمة سامي الدروبي

الاثنين، 3 يونيو 2019

الجبرتي و هلال رمضان

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%88%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%85%D8%B1




مع تكرار  أزمة  تحديد  هلال  العيد  قد  يكون  من الطريف  ان  نلقي  نظرة  على  جزء من تاريخ  هذه الأزمة  .
كان  الجبرتى  مهتما فى  كتابه   بتدوين  وقائع  تحديد  بداية  شهر  رمضان و التى  يبدو انها كانت  تحوذ  النصيب الأكبر من الخلافات  لما لشهر  رمضان  المعظم  من  مكانة  خاصة  و  كذلك كان تحديد  نهايته و يوم  العيد لا  يخلو من الخلافات و  كان  الجبرتى  يهتم بتلك الشكلة  اهتماما خاصا  لكونه كان  من المهتمين  بعلوم الفلك  تحديد بدايات الشهور العربية  . بالطبع لم تكن  تلك الخلافات تتكرر  سنويا  و لكن دعونا  نستعرض  جانبا  منها.
في بداية  شهر رمضان  عام  1217 هـ  يقول الجبرتى: عملت الرؤية ليلة الأحد، و ركب المحتسب و مشايخ الحرف على العادة و لم ير  الهلال و كان غيما مطبقا فلزم إتمام عدة  شعبان ثلاثين  يوما،  فإنتبذ  بعض  الفقها و  تبعه  آخر  و شهدا انهما رأيا هلال شعبان ليلة الجمعة،  فقبله القاضي  و  حكم به  تلك الليلة ، على ان ليلة الجمعة التي  شهدوا برويته فيها لم يكن  للهلال  وجود ألبتة،  و  كان الإجتماع  في  سادس  ساعة  من ليلة الجمعة المذكورة بإجماع الساب  و الدساتير المصرية و الرومية،  على انه لم  ير  الهلال  ليلة السبت إلا  حديد  البصر في غاية العسر و العجب ، و شهر  رجب  كان أوله  الجمعة و  كان عسر  الرؤية  أيضا، و أن الشاهد بذلك لم  يتفوه  به  إلا تلك الليلة فلو  كانت شهادته صحيحة لأشاعها في  او ل الشهر  ليوقع ليلة النصف التي هي من المواسم الإسلامية في  محلها  حيث  كان  حريصا على إقامة  شعاير الإسلام.
ثم يكمل الجبرتى  فى بداية شهر  شوال سنة  1217 : كان أوله الحقيقي يوم التلات و جزم  غالب الناس المفطرين  بقضا يوم الاثنين
  : في  نهاية  شهر  رمضان  عام  1219 يروي الجبرتى الوقائع التالية 
و فيه  حضر  صالح اغا و صحبته  جانم أفندي  الدفتردار  فأسكنه الباشا بالقلعة، و  ذكر  جانم أفندى  المذكور  و  من معه للباشا أنهم رأوا هلال  رمضان ليلة الإثنين  صاموه بإسكندرية ذلك اليوم و  كذلك صاموه في  رشيد و فوة و  غالب بلاد بحري ، و  حضر  أيضا اشيخ سليمان الفيومي  قبل  ذلك بايام، و  حكى ذلك فلم يعمل به القاضي ، و قال إن رؤى الهلال ليلة الأرب أفطرنا، و إن لم يُر فهو من رمضان، فلما كان بعد عصر ذلك اليوم ضربت مدافع من القلعة فاشتبه على الناس الأمر و ذهب  جماعة إلى القاضي و سألوه فقال  لا  علم لي بذلك. و أرسل فى المسا جماعة  من أتباعه و باش  كاتب  إلى منارة المارستان فصعدوا  إليها و  طلع معهم  آخرون و ترقبوا رؤية الهلال  فلم يروه، و أخبروا القاضي  بذلك فأمر بالصوم و  نادوا به، و أوقدوا المنارات و القناديل  و  صلوا التراويح بالمساجد و  تحقق الناس الصيام  من  الغد.  فلما كان بعد العشا الأخيرة ضربت مدافع  كثيرة من القلعة  و  صواريخ و شنط فوقع الارتباك . فأرسل القاضي ينادي  بالصوم و ذكروا  ان هذا  المسموع شنك لأخبار  وردت بملك المنية و  حضر  المبشر بذلك لابن السيد أحمد المحروقي ، و  خلع  عليه  خلعة و  كذلك بقية الأعيان. و  بعد حصة مر  الوالي  ينادي  بالفطر  و العيد  فزاد الارتباك و ركب بعض المشايخ إلى القاضي و سأله فأخبر أنه  لم يأمر بذلك  و لم يثبت  لديه  رؤية الهلال و إن غدا  من رمضان فخرجوا من  عنده  يقولون  ذلك للناس ويأمرونهم بالصوم و  انحط الأمر  على ذلك و  طاف المسحرون على العادة . فلما كان في سادس  ساعة  من الليل  أرسل الباشا إلى القاضي و  طلبه فطلع إليه فعرفه بشهادة الجماعة الواصلين من بحري و  أحضرهم بين  يديه فشهدوا برؤية هلال  اول  الهر  ليلة الإثنين  هم  نحو العشرين شخصا، فما  وسع القاضي  إلا قبول شهادتهم و  خصوصا لكونهم  اتراكا. و نزل القاضي ينادي  بالفطر و يأمر بطفي  القناديل من المنارات و  أصبح  كثير من الناس لا  علم له  بما  حصل  آخرا في جوف الليل
عجايب الآثار فى التراجم و الأخبار 
عبد الرحمن الجبرتى 
الجزء الخامس 
مكتبة مدبولي 1997 .   

الاثنين، 26 نوفمبر 2018

العنف و تراكم الثروة فى عهد محمد على

يتميز  كتاب الجبرتى  عجايب الأثار  في التراجم و  الأخبار  طبعة  مدبولى  بالمقدمات و  الهوامش  و التعليقات  و  الأبحاث المرفقة بالكتاب  و التى تساعد  القارئ على  فهم  نص  الجبرتى و  الشعور  و  فهم  طبيعة العصر الذى  كان  يعيش  فيه .  
و فى  مقدمة  الجزء الخامس و  المتعلق  بمرحلة  ما بعد الحملة الفرنسية  نجد  ذلك  الجزء  الذي  يوضح العنف  الذي  كان  يواجهه الفلاح  المصرى  . 
 فيقول  الكاتب  فى  مقدمته:
" ... سيقتصر  التحليل هنا على توضيح العنف  بالنسبة  لضريبة الأرض .  لقد  كانت ضريبة الأرض  هي  الأداة  الأساسية  فى  عملية  التراكم، و  قد  نتج  عنها  اعتصار الفلاحين  بشكل  بالغ القسوة لا  يقارن بحكم المماليك و رافق  عملية  تصعيد ضريبة الأرض  استخدام  أكثر  الأساليب  عنفاً  و وحشية، و  هو  ما  كان  موضعاً  لملاحظةو  استنكار  كل  المعاصرين.  و لقد اورد  سانت  جون وصفاً  للعنف  البالغ،  الذي  كان يستخدم في جباية  الضرائب . و كتب  هامون " و إذا  مررت بإحدى القرى و وجدت بعض  السوة  يبكين و ينحن ، و سلت  عن السبب قيل لك الضرائب، و  إذا  تابعت  سيرك و وجدت شخصا موثوق  اليدين و  ملقى  على الأرض و  الجنود يضربونه بالكرباج ، و سألت  عن السبب قيل لك الضرائب . و الحق أنى لأعجب  و  أتساءل من أين  للفلاحين الإتيان بكل  ما  يطلبه الباشا من ضرائب و  هم  لا  يملكون ياردة  واحدة ؟  و  ماذا محمد على  فاعل بالقري بعد  خرابها و  هروب  الفلاحين منها ؟"  و  تذكر ه ريفلين "  نقلا  عن الوثائق البريطانية  إنه فى  عام  1837 قام  عبج الرحمن  بك  بقتل  37  فلاحاً  ضرباً  بالنبوت أثناء  جباية ضرائب الشرقية . و يذكر  أحد الباحثين  نقلاً  عن  الوثائق  المصرية ، أن  الباشا  من  أجل  نجاح  عملية  جباية  الضرائب  ،  كان  كثيراً  ما يأمر  بقتل  بعض  الأهالي  و المشايخ ، و صلب  البعض  الآخر  ، و إلقاء  البعض  الآخر فى النهر أحياء."
 و يستمر  الكاتب  فى ذكر  بعض الأحداث التى  تتضمن  دفن  الفلاحين أحياء  و إنهاكهم بالعمل  و البرد فى  سبيل تحقيق  بعض  الإنشاءات  و  منها ترعة المحمودية و  التى ذكر  تفاصيلها الجبرتى. 
 ص 46 و 47
37\5 صفحات  من  تاريخ  مصر  
عبج الرحمن  الجبرتي 
عجايب الآثار  فى التراجم و  الأخبار  
الجزء  الخامس  
إعداد  و  تحقيق عبد العزيز  جمال  الدين 
مكتبة  مدبولى

الجمعة، 5 يناير 2018

مذكرات دافيد كيلى - الأمير محمد على

لازلنا مع  كتاب  سبعة  باشاوات  من مصر  و  عرضه  لجانب  من  مذكرات  دافيد كيلى  المستشار  بالسفارة البريطانية  فى الفترة من  عام 1934  و  حتى  1938
يعرض  دافيد  كيلى هذه المرة  جانبا  من  شخصية الأمير  محمد على.
المير  محمد على  هو ابن  الخديو  توفيق  و طمع اكثر  من مرة فى  تولى حكم  مصر  و و  قد  كان  ان يقترب  من  مبتغاه  عندما  كان وليا  للعهد فى عهد الملك  فؤاد  . و لدرجة انه  قام  بعمل  قاعة  للعرش  فى  قصره  الشهير بالمنيل  الا  ان  الملك فؤاد انجب  ابنه فاروق  الذى اصبح  وليا للعهد  بدلا  من محمد على.
يروى عنه  دافيد كيلى  :
"  كان  محمد على أميرا واسع الثراء  يعيش  بقلبهو  عواطفه  فى الماضى و كان يروى لى  و هو بادى الحزن  أنه  و هو  صغير كان هناك ثلاثون  ألفا  .. أى  كل رجال السراى و  الحكومة  يتكلمون اللغة التركية  كلغتهم الأصلية ،و أن  اول  ما يتمناه  و  يحلم  به و ما يود لو  يستطيع أن  يحققه  هو أن  تعود مصر  إلى  الخديوية القديمة فى  ظل التبعية لتركيا و  إذا تعذر  هذا فهو  يتمنى  نظام كرومر  و  عهده ."
 

سبعة باشاوات و صور  أخرى
محمد عودة
الكتاب الذهبى  \ مؤسسة  روز اليوسف
ابريل 1971


 

الخميس، 4 يناير 2018

مذكرات دافيد كيلى - سر الجلاء عن مصر ؟

لازلنا مع كتاب  سبع باشاوات من  مصر  و الذى  يعرض  فى اخر  فصوله  جانبا  من  مذكرات  دافيد  كيلى  مستشار فى السفارة البريطانية  فى الفترة من  1934  و  حتى  1938 .
 كانت  قضية  جلاء الإستعمار البريطانى  عن  مصر  هى القضية المحورية  للشعب المصرى  منذ  بداية الإحتلال و  حتى اتمام الجلاء  بشكل فعلى  و نهائى  و خاصة  عقب  عدوان 1956 .
و لكن  لماذا  وقع البريطانيون  معاهدة  1936  و لماذا تم  الجلاء  عقب  يوليو  1952  و الدولة المصرية لم تكن فى افضل حالاتها ؟ 
هل  كان ذلك اعادة  لتقسيم القوى فى العالم  عقب الحرب العالمية الأولى ؟
يعرض دافيد كيلى  رؤية اخرى  من  الجانب البريطانى  .و  حسب  كتاب  سبعة باشاوات  من مصر  فان دايفيد  كيلى يقول:



"  و لم  يمض  على  وقت  طويل  فى مصر  حتى اصطدمت  بحقيقة  واقعة  واضحة  كان  كل  انصار  عدم الإتفاق  مع  مصر  يتجاهلونها ، و  هى  أنه  اذا  ما  وقعت  الحرب  فان  مركزنا  فى مصر  هذه  المرة  سيكون  مختلفا  تماما  عن  مركزنا  خلال الحرب العالمية الأولى .  ذلك انه  خلال  تلك الحرب  كان كل الجهاز الإدارى الذى أنشأه اللورد  كرومر  قائما  و فى ايدينا  و كان الشعور  الوطنى  لازال  جنينا على اية حال  -  أما الأن -  فإن  علينا  أن  نعتمد  كليا  على المصريين  فى  مواصلاتنا  و فى كل شئ ما عدا أقلية  من الموظفين البريطانيين  الكبار  فى البوليس  أبقيت لأغراض  الأمن الداخلى  .  و  نتيجة لشعور الشعب  السائد  نحونا  لم يكن  هناك  من  يقف  إلى  جانبنا .  و  لقد  كان  هناك  بضعة مستشارين  فى وزارتين  او  ثلاث  وزرات ، و  كان هناك  مفتش  عام إنجليزي  للجيش  المصرى  .  و لكن  كان من المؤك  انه  حتى فى  حالة مقاومة الشعب السلبية لنا  -  و  هى  مؤكدة  -  و قد  تتطور  إلى الأسوأ  فان حاميتنا  الضئيلة  فى مصر  لن  تستطيع  الإستيلاء  على المواصلات و  إدارتها  و لهذا  خرجت بنتيجة  هى أن جلاء قواتنا عن القاهرة  الذى  يمكن ان يتم  عن طريق  معاهدة لن تكون له  النتائج الخطيرة  التى  حاول  بعضهم اقناعى  بها  . "



ثم  يشرح دافيد  كيلى لاحقا  انه على الرغم  من  اصرار  البعض  على فكرة  خطورة الجلاء  الا  انه  كانت هناك  حجج  سياسية و عسكرية تؤيد  ضرورة الجلاء  عن  القاهرة  .
ثم  يشرح  لاحقا الوضع السئ  لثكنات  قصر  النيل  و  الحصار الذى  يعانى  منه الجنود على العكس  من الضباط الذين ينعمون فى  نادي  الجزيرة .
و فى فقرة  اخرى  يروى  كيف  انه  ارسل  تقرير بذلك  الى  وزارة الخارجية البريطانية الا  انه تم  رفضه و  قال له  احدهم ان من الأفضل  له ان  ينسى  ذلك الموضوع  . الا  ان مظاهرات 1935  الواسعة  اجبرت الحكومة البريطانية على تقبل تلك الفكرة  و تم  بالفعل  توقيع  معاهدة 1936  مع حزب الوفد.

سبعة باشاوات و صور  أخرى
محمد عودة
الكتاب الذهبى  \ مؤسسة  روز اليوسف
ابريل 1971

 

بحث هذه المدونة الإلكترونية