عندما غزت القوات الإسرائيلية لبنان عام 1982 ، نظر الكثير من المصريين إلى مشاهد الغزو بحزن شديد و قال بعضهم لو كان السادات عايش مكانتش إسرائيل تقدر تعمل كده .. و استمر المشهد فى وسط عجز و قبول عربى كبير ..
فهل كان السادات بقادر على منع غزو لبنان حقا ؟
فلنعد الى عام 1981 قبل غزو لبنان بعام تقريبا ..
و من كتاب سلام الأوهام . أوسلو و ما قبلها و ما بعدها ثالث كتب مجموعة المفاوضات السرية بين العرب و إسرائيل
يروى هيكل:
" و يوم 2 فبراير 1981 اتصل ضابط المخابرات المصرية المكلف بالاتصال بالفلسطينيين بالسيد سعيد كمال ممثل منظمة التحرير الفلسطينية فى القاهرة ليخطره أن الرئيس السادات قد حدد له موعدا صباح الغد فى الساعة العاشرة صباحا . و حاول سعيد كمال أن يتصل بسرعة بالسيد ياسر علافات فى بيروت ليخطره و يتلقى منه أى تعليمات قد تكون لديه . و لم يصل رد من عرفات ،و لم يكن سعيد كمال متأكدا من السبب الذى يدعو الرئيس السادات إلى طلبه بهذه السرعة .
و طبقا لرواية سعيد كمال فإنه دخل إلى أحد الغرف فى بيت الرئيس الذى أقبل بعد قليل و صافحه ثم ظل واقفا يبلغه بما أستدعاه من أجله. كان الرئيس السادات يريد أن يقول كلمةو يمشى و قد بادر بها بغير إنتظار فقال " اسمع يا ابنى الدنيا فيها حياة و فيها موت ، و أنا لا أعرف متى يجئ أجلى ، و لكنى أريد أن أعطيكم نصيحة أخيرة قبل أن يفوت الأوان . إننى أستطيع أن أرى الدماء تسيل فى لبنان ، و سوف يخرجونكم منها مهما فعلتم ، ثم تضطرون بعد الخروج إلى البحث عن حل سلمى فى ظروف أسوأ. و أريد أن أعطيكم بعض الخطوط أو بعض الجسور إذا فكرتم فى المشى عليها ... ابعث لأبو عمار و قل له :
المصدر
المفاوضات السرية بين العرب و اسرائيل
الكتاب الثالث
سلام الأوهام
أوسلوا ما قبلها و ما بعدها
محمد حسنين هيكل
دار الشروق
الطبعة الخامسة
فهل كان السادات بقادر على منع غزو لبنان حقا ؟
فلنعد الى عام 1981 قبل غزو لبنان بعام تقريبا ..
و من كتاب سلام الأوهام . أوسلو و ما قبلها و ما بعدها ثالث كتب مجموعة المفاوضات السرية بين العرب و إسرائيل
يروى هيكل:
" و يوم 2 فبراير 1981 اتصل ضابط المخابرات المصرية المكلف بالاتصال بالفلسطينيين بالسيد سعيد كمال ممثل منظمة التحرير الفلسطينية فى القاهرة ليخطره أن الرئيس السادات قد حدد له موعدا صباح الغد فى الساعة العاشرة صباحا . و حاول سعيد كمال أن يتصل بسرعة بالسيد ياسر علافات فى بيروت ليخطره و يتلقى منه أى تعليمات قد تكون لديه . و لم يصل رد من عرفات ،و لم يكن سعيد كمال متأكدا من السبب الذى يدعو الرئيس السادات إلى طلبه بهذه السرعة .
و طبقا لرواية سعيد كمال فإنه دخل إلى أحد الغرف فى بيت الرئيس الذى أقبل بعد قليل و صافحه ثم ظل واقفا يبلغه بما أستدعاه من أجله. كان الرئيس السادات يريد أن يقول كلمةو يمشى و قد بادر بها بغير إنتظار فقال " اسمع يا ابنى الدنيا فيها حياة و فيها موت ، و أنا لا أعرف متى يجئ أجلى ، و لكنى أريد أن أعطيكم نصيحة أخيرة قبل أن يفوت الأوان . إننى أستطيع أن أرى الدماء تسيل فى لبنان ، و سوف يخرجونكم منها مهما فعلتم ، ثم تضطرون بعد الخروج إلى البحث عن حل سلمى فى ظروف أسوأ. و أريد أن أعطيكم بعض الخطوط أو بعض الجسور إذا فكرتم فى المشى عليها ... ابعث لأبو عمار و قل له :
- هناك غزو للبنان إذا لم تلينوا أمام الطلبات الإسرائيلية التى يتحدث عنها بعض موارنة لبنان الأن . انهم طلبوا منكم ،و سوف يصرون على الطلب ، بأن تجمعوا سلاح المنظمات كلها و تضعوه تحت إشراف قوات الجيش التحرير الفلسطينى فى لبنان ، ثم تضعوت هذا الجيش نفسه تحت سلطة الجيش اللبنانى لكى يمكن ضيط الأمن.
- ليس فى مقدوركم أن تقاوموا ما هو مخطط لكم . سلموا السلاح الأن لأن بقاءكم فى لبنان مهم و مفيد للتسوية . و تستطيعون أن تعاندوا ، لكن عليكم أن تتذكروا العامل اللبنانى الداخلى ،و العامل السورى ،و العامل الإسرائيلى . هذه العوامل الثلاثة سوف تقوم بفعصكم فيما بينها . و فى النهاية سوف تخرجون من لبنان - سوف تخرجون ."
- ثم نصح السادات بأنهم اذا فكروا فى التسوية فعليهم أن يتجهوا الى المؤسسة .. الى اليهود فى امريكا . و اعطاه اسم ستيفن كوهين و هو مقرر لجنة اليهود الأمريكيين و يعمل مباشرة مع رئيس مجلس الرؤساء اليهود الأمريكيين و قال انهم هم الذين يقدرون على الكلام مع اسرائيل .. و عندما تفتحون الخط مع امريكا سكون الخط مع هؤلاء اولا . هؤلاء هم المؤسسة . هم ليسوا صناع قرار و لكنهم الذين يهيئون له الجو .
- ارسل لآبوعمار ( ياسر عرفات ) و قل له عن لبنان و الدم الذى سوف يسيح و عن ستيفن كوهين اذا اضطررتم فى يوم من الأيام ..
و انتهت المقابلة
كان الفلسطينييون على علم بتلك المؤسسة و كانوا قد بدأوا الحركة فى اتجاهها . ولكنهم لم يكونوا يعلمون عن ما سوف يحدث فى لبنان
و قبيل الغزو حذرهم ستيفن كوهين من الغزو و كذلك المخابرات المصرية
و لكن الغزو تم فى النهاية و قاوم الفلسطينييون و اللبنانيون مقاومة باسلة و لكن خرج الفلسطينيين فى النهاية.
المصدر
المفاوضات السرية بين العرب و اسرائيل
الكتاب الثالث
سلام الأوهام
أوسلوا ما قبلها و ما بعدها
محمد حسنين هيكل
دار الشروق
الطبعة الخامسة