الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

نظام الملك يتحدث عن إسناد عملين لشخص واحد

طلب أحد الملوك  من  أعوانه تأليف  كتاب  يكون  دليلا  للحاكم  و من بين الكتب الموضوعة بأمره إختار  هذا الكتاب  ليكون  هو  المرشد له  و لمن  بعده  و  كان قد  قام  بتأليفه  وزيره  نظام الملك  الطوسى  وزير السلاجقة  ( 408 - 485  هـ )
الكتاب  يدعى  سياست  نامة أو  سير الملوك
الكتب  ملئ  بالأفكار  المهمة  للحكم و مع الإعتبار  بإنتماء  تلك الأفكار  لطبعة الحكم فى  هذذا العصر إلا  ان  بعضها  و  خاصة  بما يتعرض  لأساليب الإدارة  قد ي كون  صالحا  حتى وقتنا  هذا  ..

فى الفصل  الحادى  و الأربعون من الكتاب
يقول  المؤلف

" لم يسند  أحد  من الملوك  الأيقاظ  و الوزراء  الأذكياء ، فى  اى  عصر من العصور ،  عملين  إلى  شخص  واحد ، او  عملا  واحدا  أنيط  إلى  شخصين  قط .  فكانت  شؤونهم ، لهذا  منظمة ذات  بهاء  و  رونق  . لأنه  إذا  ما أنيط  عملان  بشخص  واحد  فلا  مناص  من أن  يتسرب  الخلل  إلى  أحدهما  أو  يتوانى  فيه على  حساب الأخر  . إذ  ان  المتصدى  إذا  أراد  القيام  بواجبه  نحو  أح
هما  خير  قيام  و  تعهده  و الإهتمام  به  بجد  فلا  مندوحة  من  تسرب الإختلال  و التقصير إلى الأخر  و بالعكس  ..  "
ثم يكمل لاحقا
" أما  فى هذه   الأيام  فثمة  من  يتسنم  سدة  عشرة  مناصب ،  دون أن  تكون فيه  أية كفاية . و إذا  ما جد منصب جديد ، فإنه  لا  يألو جهدا فى  إتخاذه  لنفسه و لو  أدى به الأمر  إلى  دفع  المال  مقابل  ذلك .. "
ثم  يشير  فى  وقت  لاحق  إلى ما  ينتج  عن  هذا  من  بطالة ذوى الكفاءات  ..
كان  هذا الحديث يدور  منذ  1000  عام !!!

المصدر

سياست  نامة  أو  سير الملوك
تأليف  نظام الملك الطوسى
ترجمة  د. يوسف  حسين بكار
نشر  و  توزيع دار الثقافة  -  الدوحة  - قطر  

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية