للغرابة عقد فى الأستانة مؤتمر حضرته مجموعة من أهم الدول الأوربية لتقرير مصير مصر .. عقد المؤتمر فى الأستانة لأن مصر تتبع الدولة العثمانية .. و لكن للغرابة و العجب لم تشارك الدولة العثمانية فى المؤتمر المنعقد على أرضها !!! و تركت الدول الأوربية تقرر ما شاءت !!!!
عقد المؤتمر فى 24 يونيو عام 1882
مما ذكره اللورد دوفرين سفير إنجلترا بالأستانة فى هذا المؤتمر
" لا أغالى إن قلت أن الفوضى بكامل ما يحتمل معناها قد تمكنت فى مصر تمكنا شديدا فى الأشهر الأخيرة , فقد رأينا قوما من الجهادية عصوا بلا سبب شرعى صحيح ينشرون به مقاصدهم الخفية فكان أول ما بدى منهم العسف و الشدة و الإعتصاب ثم دفعهم ذلك إلى مخالفة الوامر و منها اتصلوا الى الثورة و العصيان ثم إلى اغتصاب السلطة و الحكم فى البلاد فنشأ عن ذلك اختلال الإدارة و وقوف حركة الأعمال المتجرية المألوفة و بات الفلاح غير قادر على تسديد ما عليه من الأموال ا لأميرية .. . "
ثم نجده فى فقرة أخرى يقول
" و لا تقتصر الإرتباكات الحاصلة فى مصر على هذه الأمور فقط بل تتناول أيضا التعهدات الخصوصية المبرمة بين مصر و حكومتى فرنسا و إنجلترا فإنها قد مست و انكرت و منح المأمورون المعينون لإنفاذها من إجراء وظائفهم و نزعت منهمالحقوق الممنوحة لهم منأجل إجرائها ... "
ثم فى فقرة أخرى يتحدث عن الأخطار المحدقة بحياة الأوربيين فى مصر و تعرضهم للقتل
حتى ينتقل الى خطط المستقبل فيقول
" أما الأول فينحصر فى سرعة إعادة حكومة منظمة إلى مصر و جعلها عادلة مستقيمة نافذة الكلمة تعترف بسلطة الخديوى و تكون حاصلة على إرادة القيام بالتعهدات الدولية المستمرة إلى الأن و الإقتدار على إجراء أحكامها و على ضبط الإدارة و وقاية الأمن و صيانة حياة الأوربيين القاطنين فى القطر المصرى و أملاكهم .
أما الثانى فهو عبارة عن إحتياط و احتراس يضمنان استمرار الراحة و السلم فى المستقبل و عدم وقوع حوادث محزنة من مثل التى حدثت أخيرا فأوجبت إجتماعنا اليوم هنا و لا شك اننا لا نصل بالسرعة إلى التوافق على الأمر الأول و لكن لا يجب أن ننسى أن كل حركة ثورية إذا لم تعارض و تقمع تكتسب قوة و عزما و تمسى راسخة فى أرض نشأتها فلا يعود من السهل إستئصال شافتها و العصاة الجهاديون بمصر هم فى هذا الاسبوع أشد و اقوى من مما كانوا قبله و سيكونون فى الإسبوع القادم أكثر قوة و تقدما مما هم عليه فى الإسبوع الحاضر و فضلا عن ذلك فإن كثيرين من الأوربيين لا يزالون فى مصر و المدن الداخلية رغما عن مهاجرة كثيرين منهم و أرواحهم جميعا كائنة تحت تصرف عرابى باشا المطلق و أحزابه و سلامتهم من الأخطار متوقفة على سرعة إجراء ما ينحط رأينا عليه و ينصرف تبصرنا و تدبيرنا إليه ."
مذكرات عرابى
كشف الاستار عن سر الأسرار فى النهضة المصرية المشهورة بالثورة العرابية
دراسة و تحقيق عبد المنعم إبراهيم الجميعى
الجزء الثانى
ص538
اصدار دار الكتب و الوثائق القومية
عقد المؤتمر فى 24 يونيو عام 1882
مما ذكره اللورد دوفرين سفير إنجلترا بالأستانة فى هذا المؤتمر
" لا أغالى إن قلت أن الفوضى بكامل ما يحتمل معناها قد تمكنت فى مصر تمكنا شديدا فى الأشهر الأخيرة , فقد رأينا قوما من الجهادية عصوا بلا سبب شرعى صحيح ينشرون به مقاصدهم الخفية فكان أول ما بدى منهم العسف و الشدة و الإعتصاب ثم دفعهم ذلك إلى مخالفة الوامر و منها اتصلوا الى الثورة و العصيان ثم إلى اغتصاب السلطة و الحكم فى البلاد فنشأ عن ذلك اختلال الإدارة و وقوف حركة الأعمال المتجرية المألوفة و بات الفلاح غير قادر على تسديد ما عليه من الأموال ا لأميرية .. . "
ثم نجده فى فقرة أخرى يقول
" و لا تقتصر الإرتباكات الحاصلة فى مصر على هذه الأمور فقط بل تتناول أيضا التعهدات الخصوصية المبرمة بين مصر و حكومتى فرنسا و إنجلترا فإنها قد مست و انكرت و منح المأمورون المعينون لإنفاذها من إجراء وظائفهم و نزعت منهمالحقوق الممنوحة لهم منأجل إجرائها ... "
ثم فى فقرة أخرى يتحدث عن الأخطار المحدقة بحياة الأوربيين فى مصر و تعرضهم للقتل
حتى ينتقل الى خطط المستقبل فيقول
" أما الأول فينحصر فى سرعة إعادة حكومة منظمة إلى مصر و جعلها عادلة مستقيمة نافذة الكلمة تعترف بسلطة الخديوى و تكون حاصلة على إرادة القيام بالتعهدات الدولية المستمرة إلى الأن و الإقتدار على إجراء أحكامها و على ضبط الإدارة و وقاية الأمن و صيانة حياة الأوربيين القاطنين فى القطر المصرى و أملاكهم .
أما الثانى فهو عبارة عن إحتياط و احتراس يضمنان استمرار الراحة و السلم فى المستقبل و عدم وقوع حوادث محزنة من مثل التى حدثت أخيرا فأوجبت إجتماعنا اليوم هنا و لا شك اننا لا نصل بالسرعة إلى التوافق على الأمر الأول و لكن لا يجب أن ننسى أن كل حركة ثورية إذا لم تعارض و تقمع تكتسب قوة و عزما و تمسى راسخة فى أرض نشأتها فلا يعود من السهل إستئصال شافتها و العصاة الجهاديون بمصر هم فى هذا الاسبوع أشد و اقوى من مما كانوا قبله و سيكونون فى الإسبوع القادم أكثر قوة و تقدما مما هم عليه فى الإسبوع الحاضر و فضلا عن ذلك فإن كثيرين من الأوربيين لا يزالون فى مصر و المدن الداخلية رغما عن مهاجرة كثيرين منهم و أرواحهم جميعا كائنة تحت تصرف عرابى باشا المطلق و أحزابه و سلامتهم من الأخطار متوقفة على سرعة إجراء ما ينحط رأينا عليه و ينصرف تبصرنا و تدبيرنا إليه ."
مذكرات عرابى
كشف الاستار عن سر الأسرار فى النهضة المصرية المشهورة بالثورة العرابية
دراسة و تحقيق عبد المنعم إبراهيم الجميعى
الجزء الثانى
ص538
اصدار دار الكتب و الوثائق القومية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق