الجمعة، 18 أكتوبر 2013

فى مؤتمر الأستانة

للغرابة  عقد فى الأستانة  مؤتمر  حضرته  مجموعة من  أهم الدول  الأوربية  لتقرير  مصير  مصر  ..  عقد  المؤتمر فى الأستانة  لأن  مصر  تتبع  الدولة العثمانية  .. و لكن  للغرابة و  العجب  لم تشارك  الدولة  العثمانية فى المؤتمر المنعقد على أرضها  !!! و  تركت  الدول الأوربية  تقرر  ما شاءت  !!!!
عقد المؤتمر فى  24  يونيو  عام 1882
مما ذكره اللورد  دوفرين  سفير  إنجلترا بالأستانة فى  هذا المؤتمر

" لا  أغالى  إن قلت  أن الفوضى  بكامل  ما يحتمل  معناها  قد  تمكنت  فى  مصر  تمكنا  شديدا  فى الأشهر الأخيرة  , فقد  رأينا  قوما  من الجهادية  عصوا بلا سبب  شرعى  صحيح  ينشرون  به  مقاصدهم  الخفية  فكان أول  ما بدى  منهم العسف و الشدة  و الإعتصاب  ثم  دفعهم  ذلك  إلى  مخالفة  الوامر  و  منها  اتصلوا الى الثورة و  العصيان  ثم إلى اغتصاب  السلطة  و الحكم فى البلاد  فنشأ  عن ذلك  اختلال الإدارة  و وقوف  حركة الأعمال  المتجرية  المألوفة  و بات الفلاح  غير  قادر  على  تسديد  ما  عليه  من الأموال ا لأميرية  .. . "
ثم  نجده فى  فقرة أخرى  يقول
"  و لا  تقتصر الإرتباكات الحاصلة  فى  مصر  على  هذه الأمور  فقط  بل  تتناول أيضا  التعهدات الخصوصية  المبرمة بين  مصر و  حكومتى  فرنسا و إنجلترا  فإنها قد  مست  و  انكرت  و  منح المأمورون  المعينون  لإنفاذها  من إجراء  وظائفهم و  نزعت  منهمالحقوق  الممنوحة لهم منأجل  إجرائها  ... "

ثم فى فقرة  أخرى  يتحدث  عن الأخطار المحدقة بحياة الأوربيين فى مصر  و  تعرضهم  للقتل
حتى  ينتقل الى خطط المستقبل فيقول

" أما الأول  فينحصر فى  سرعة  إعادة  حكومة  منظمة  إلى  مصر  و  جعلها  عادلة  مستقيمة  نافذة الكلمة  تعترف  بسلطة الخديوى و  تكون  حاصلة  على  إرادة القيام  بالتعهدات الدولية  المستمرة  إلى الأن  و الإقتدار على  إجراء  أحكامها  و  على  ضبط  الإدارة و وقاية الأمن و صيانة  حياة الأوربيين  القاطنين  فى القطر المصرى  و أملاكهم .
أما الثانى  فهو  عبارة  عن  إحتياط  و  احتراس  يضمنان   استمرار  الراحة و السلم فى المستقبل  و  عدم  وقوع  حوادث  محزنة  من  مثل  التى  حدثت أخيرا  فأوجبت  إجتماعنا اليوم  هنا و لا  شك  اننا  لا نصل  بالسرعة  إلى  التوافق  على الأمر الأول  و لكن  لا  يجب  أن  ننسى  أن  كل  حركة ثورية  إذا  لم  تعارض  و  تقمع  تكتسب  قوة و  عزما  و تمسى  راسخة  فى أرض  نشأتها  فلا  يعود  من السهل  إستئصال شافتها و العصاة الجهاديون  بمصر  هم  فى  هذا الاسبوع  أشد و  اقوى  من مما  كانوا قبله و سيكونون فى  الإسبوع القادم أكثر  قوة  و  تقدما  مما  هم  عليه فى الإسبوع الحاضر  و فضلا  عن ذلك  فإن  كثيرين  من الأوربيين  لا يزالون  فى  مصر  و المدن الداخلية  رغما عن  مهاجرة  كثيرين  منهم  و أرواحهم  جميعا  كائنة  تحت  تصرف عرابى  باشا  المطلق  و أحزابه و سلامتهم من الأخطار  متوقفة على  سرعة إجراء  ما ينحط رأينا عليه و  ينصرف  تبصرنا  و  تدبيرنا إليه ." 


مذكرات  عرابى
كشف الاستار  عن سر الأسرار  فى النهضة المصرية  المشهورة بالثورة  العرابية
دراسة و  تحقيق عبد المنعم  إبراهيم الجميعى
الجزء الثانى 
ص538


اصدار  دار  الكتب  و الوثائق القومية

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية