الاثنين، 21 أكتوبر 2013

عزل عرابى و رفض المجلس العام لقرارات الخديو و ابطالها

كانت  صف المصريون  فى  حربهم  دفاعا  عن  مصر  ضد  الإنجليز  مخترقا  من قبل الخديو  و  الدولة العثمانية  ..
فقد  أعلن  الخديو  عصيان  عرابى  و  خروجه عن الملة  مما سبب إرباكا شديدا  فى  صفوف  المصريين  و خاصة بعد  تأييد  الخلافة فى الأستانة  لما  ادعاه الخديوى  .
على الجهة الأخرى لم  يكن  عرابى  وحيدا فى  قيادته  للجيش  و الشعب  المصرى ..و لم يكن  يتحرك  بمحض  رغبته  بل  كان  هناك  مجلس  نواب  يتخذ القرارات
فنرى فى  مذكرات عرابى  أمر الخديو  بعزل  عرابى
" إلى  أحمد باشا عرابى فى  4  رمضان سنة 1299 و  20 يوليو  سنة 1882 م
ان سفرك إلى  كفر  الدوار  مصحوبا  بالجند و  خروجك من الإسكندرية  بعد القتال  بدون  أن  تؤمر  بالخروج منها و  تعطيلك  للخطوط الحديدية و البريد  و  منعك لمهاجرى الإسكندرية  من العودة الى  أوطانهم و استمرارك  على  اعداد  التجهيزات الحربية و  عدم  قدومك الى الإسكندرية يوم  استقدمتك اليها  .  كل ذلك  ألجأنى الى  عزلك من  وظيفتك فانت  بمقتضى هذا الأمر  المرسل  إليك معزول  منذ الأن من  نظارة الجهادية و  البحرية "
و  تم تعليق  هذا المنشور  بشوارع المدينة و معه أسباب التى  دعت لعزل  عرابى  و منها  " ان نزول العساكر الإنجليزية الى المدينة لم  يكن بقصد  التبوؤ  و الإستيلاء فإن  مؤتمر القسطنطينية  لا يوافق  على  ذلك بل  ان الإنجليز يعودون  إلى بلادهم بعد استتباب  الأمن و الراحة فى البلاد المصرية و بعد  إعادة السلطنة الخديوية "

فكان الرد من القوى الوطنية  كالآت  

"انعقد المجلس  العام فى  ديوان الداخلية  فى  22  يوليو  سنة 1882  (  يؤكد  محقق لمذكرات ان التاريخ الفعلى كان  26 يوليو  و كلا  التاريخين  ذو  دلالة  لما سيحدث  فيهما  لاحقا  بعد  70 عاما  بالضبط  )  و  6 رمضان  عام 1299  و بعد  تلاوة  الأوراق  المعروضة  صدرت  صورة  فتوى  شرعية  من الشيخ العارف بالله و شيخ الإسلام و المسلمين السيد محمد عليش  و شيخ  الإسلام  الشيخ حسن العدوى و الشيخ الخلفاوى و  غيرهم من العلماء  بمروق  الخديوى توفيق  باشا  من الدين كمروق  السهم من الرمية لخيانته دينه و وطنه و امته و انحيازه  الى  الجيش  المحارب  لبلده فقر  قرار المجلس  بما يأتى
بعد  تلاوة الأوامر الصادرة  من الخديو أولا  و  آخرا  و فيها الأمر  الصادر بعزل  أحمد باشا  عرابى و  تلاوة  منشورات  عرابى  باشا  و بعد سماعنا  ما عرضه  وكيل الجهادية بصفته  بهذه الوظيفة  و  كونه رئيس  المجلس المشكل  لإدارة أشغال  الحكومة   على المجلس  و  هو  :  هل وجود الخديو  فى الإسكندرية  هو  ونظاره  تحت  محافظة  عساكر الإنجليز  يقتضى  عدم  تنفيذ أوامره أم  لا  و إذا  صدرت  له أوامر  الخديو  هل  يعمل  بها  أم  لا  ؟ رأينا   ان  وجود العساكر  الإنكليزية فى الإسكندرية  و بقاء  مراكبهم الحربية  فى السواحل  المصرية  و وقوف  عرابى  باشا  لمدافعة  العدو يقتضى  وجوب  بقاء الباشا  المشار  إليه  فى نظارة الجهادية و البحرية  مداوما على  قيادة العساكر  و  متبعا  فى أوامرهالمتعلقة بالعسكرية  و  عدم  إنفصاله من  تلك الوظيفة . و رأينا  وجوب  توقيف أوامر الخديو  و  ما يصدر  من  نظلرة  الموجودين معه فى اسكندرية كائنة  ماكانت لآى  جهة من  الجهات و  عدم  تنفيذها  حيث  أن الخديو  خرج من قواعد الشرع الشريف و القانون المنيف  و يلزم  عرض  قرارنا  هذا  على الأعتاب  الشاهانية  بواسطة  وكلاء النظارات .
المصدر  
مذكرات  عرابى
كشف الاستار  عن سر الأسرار  فى النهضة المصرية  المشهورة بالثورة  العرابية
دراسة و  تحقيق عبد المنعم  إبراهيم الجميعى
الجزء الثانى 
ص597
 الصور  من  مجلة المصور العدد  409 



ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية