ربما شاهد البعض فيلم بيرتولوتشى الشهير الإمبراطور الأخير و الذى عرض فيه بشكل فنى جانب من حياة بويى اخر اباطرة الصين و الذى تولى الحكم و هو يبلغ من العمر عامان و رحلته فى المدينة المحرمة و حتى تعاونه مع الإستعمار اليابانى للصين و استخدامهم له كغطاء لجرائمهم البشعة . ثم اعتقاله عقب هزيمة اليابان فى الحرب العالمية الثانية و سجنه .
و قد كان من اكثر ما لفت انتباهى فى سيرته الذاتية سرده لعملية التحول داخل السجن فى الصين و هو ما لم يهتم الفيلم بعرضه.
فنرى بويى الإمبراطور السابق و العاجز عن القيام عن اى شئ بنفسه و الذى يتوقع اعدامه فى اى لحظة او على الاقل التنكيل به . و هو يسرد رحلة التحول الإنسانى و الفكرى له داخل السجن و التى استمرت أكثر من عشرة سنوات .
ربما قد يشوب سرده شئ من المثالية فى تصوير الحياة داخل السجن و وصفه لدور الحكم الشيوعى فى اصلاح الصين بقيادة ماو تسى تونج . و لكن يبقى ان هناك عملية تحول نجحت داخل السجن . هل السجون فى الصين تحقق هذا التحول بالفعل حتى الأن ؟ هل هى تجربة قد تستفيد منها مجتمعات اخرى بدلا من ان تكون السجون معمل تفريخ للمزيد من المجرمين ؟
الكتاب صادر عن دار النشر باللغات الأجنبية فى بكين