يروى ابراهيم طلعت فى مذكراته كيف ان قيادات حركة يوليو استمروا فى طريقهم نحو الديكتاتورية و قد زين لهم ( حسب قوله ) ذلك سليمان حافظ الذى كان بمثابرة رئيس الحكومة الفعلى و السنهورى و باقى المجموعة التى ذكرناها فى الرسالة السابقة .
أصدرت الحركة قانون الإصلاح الزاعى و قانون تنظيم الأحزاب و الذى كان الهدف منه تفجير الأحزاب من داخلها و خاصة حزب الوفد .
يروى ابراهيم طلعت كيف انه أصبح يعتقد أن عبد الناصر انما يتلاعب بهم ( هو و ابو الفتح )
" الراجل ده كان بيسرح بينا و يخدعنا " و لكن ابو الفتح كان يعتقد بخلاف ذلك.
و صول الأمر بأبراهيم طلعت ان فكرفى اغتيال بعض أعضاء الوزارة المدنيين و تقابل مع مجوعة من زملاءه لتحقيق ذلك .. الا ان احدهم أبلغ عبد الفتاح باشا الطويل ، فاتصل عبد الفتاح باشا الطويل بابراهيم طلعت ليبلغه بأن رفعة الباشا يريد ان يراه.. فتوجه ابراهيم طلعت لمقابلة النحاس باشا ..
" ففوجئت بعبد الفتاح باشا الطويل يشكونى الى النحاس باشا و اننى اعتزم ممارسة حركات ارهابية .. الخ .
و ثار النحاس باشا رحمه الله فى وجهى و قال انه لا يوافق اطلاقا على الإرهاب و أن هذه الأعمال منافية للديموقراطية و للأخلاق فى نفس الوقت قائلا :
يا اخى سبحان الله .. هو انت ربنا ؟ .. ازاى تبقى خصم و حكم فى نفس الوقت .. افرض ان خصمك ضدك فى الرأى .. ازاى تسمح لنفسك انك تحاكمه ، و تحكم عليه بالإعدام من غير ما تسمع دفاعه .. مش يجوز ان خصمك ده رأيه هو اللى صح و انت اللى غلط .. لالا يا سى ابراهيم .. انا ماحبش اسمع الكلام ده ابدا .. و بعدين على اى اساس تثق فى الناس ، أهو واحد من اللى انت واثق فيهم راح قال لعبد الفتاح باشا و كتر خيره اللى عمل كده .. ممكن واحد تانى يروح يقول للحكومة يبقى العمل ايه ؟ .. يا ابنى ده جيش .. عارف يعنى ايه جيش ؟ الجيش زى قطر السكة الحديد تقف قدامه و تقول له يا تدوسنى يا ادوسك .. طبعا حيدوسك و تموت .. يبقى كسبنا ايه يا سى ابراهيم .. اسمع .. انت تروح تتوضا و تصلى ركعتين لله و تستغفر ربنا و تقول يا رب ، ربنا هو الكبير و كلنا نتركها لله "
صــ 102
ايام الوفد الأخيرة
مذكرات ابراهيم طلعت
مكتبة الأسرة 2003
أصدرت الحركة قانون الإصلاح الزاعى و قانون تنظيم الأحزاب و الذى كان الهدف منه تفجير الأحزاب من داخلها و خاصة حزب الوفد .
يروى ابراهيم طلعت كيف انه أصبح يعتقد أن عبد الناصر انما يتلاعب بهم ( هو و ابو الفتح )
" الراجل ده كان بيسرح بينا و يخدعنا " و لكن ابو الفتح كان يعتقد بخلاف ذلك.
و صول الأمر بأبراهيم طلعت ان فكرفى اغتيال بعض أعضاء الوزارة المدنيين و تقابل مع مجوعة من زملاءه لتحقيق ذلك .. الا ان احدهم أبلغ عبد الفتاح باشا الطويل ، فاتصل عبد الفتاح باشا الطويل بابراهيم طلعت ليبلغه بأن رفعة الباشا يريد ان يراه.. فتوجه ابراهيم طلعت لمقابلة النحاس باشا ..
" ففوجئت بعبد الفتاح باشا الطويل يشكونى الى النحاس باشا و اننى اعتزم ممارسة حركات ارهابية .. الخ .
و ثار النحاس باشا رحمه الله فى وجهى و قال انه لا يوافق اطلاقا على الإرهاب و أن هذه الأعمال منافية للديموقراطية و للأخلاق فى نفس الوقت قائلا :
يا اخى سبحان الله .. هو انت ربنا ؟ .. ازاى تبقى خصم و حكم فى نفس الوقت .. افرض ان خصمك ضدك فى الرأى .. ازاى تسمح لنفسك انك تحاكمه ، و تحكم عليه بالإعدام من غير ما تسمع دفاعه .. مش يجوز ان خصمك ده رأيه هو اللى صح و انت اللى غلط .. لالا يا سى ابراهيم .. انا ماحبش اسمع الكلام ده ابدا .. و بعدين على اى اساس تثق فى الناس ، أهو واحد من اللى انت واثق فيهم راح قال لعبد الفتاح باشا و كتر خيره اللى عمل كده .. ممكن واحد تانى يروح يقول للحكومة يبقى العمل ايه ؟ .. يا ابنى ده جيش .. عارف يعنى ايه جيش ؟ الجيش زى قطر السكة الحديد تقف قدامه و تقول له يا تدوسنى يا ادوسك .. طبعا حيدوسك و تموت .. يبقى كسبنا ايه يا سى ابراهيم .. اسمع .. انت تروح تتوضا و تصلى ركعتين لله و تستغفر ربنا و تقول يا رب ، ربنا هو الكبير و كلنا نتركها لله "
صــ 102
ايام الوفد الأخيرة
مذكرات ابراهيم طلعت
مكتبة الأسرة 2003