الصدر الأعظم سعيد حليم باشا |
و كانت انكلترا ترغب فى بسط سيطرتها بالكاملة على مصر مستغلة ان الدولة العثمانية كانت على الجناح الأخر من دول الحرب ..
و الدولة العثمانية ترغب فى اعادة سيطرتها كاملة على مصر و ان كانت هناك صراعات داخل الدولة نفسها و بعض الأطراف كانوا يعدون بمنح مصر المزيد من الامتيازات .
و كان الخديو عباس فى ذلك الوقت يمضى وقته فى الأستانة و يخشى العودة الى مصر فقد كان يعتقد ان الإنكليز قد ينفونه .. و كذلك كان محمد فريد فى الأستانة ايضا يحاول جاهدا الضغط لإنتهاز الفرصة لإعلان الدستور فى مصر أو استقلالها عن الإنجليز او البحث عن تحالف ينقذ مصر من قبضة الإنجليز .
و فى وسط ذلك كله قابل محمد فريد الخديو عباس ، و يروى محمد فريد ما حدث قائلا :
"و فى صباح الأحد 18 منه ، أرسل لى يطلب منى التوجه الى جبوقلى مع أسماعيل لبيب بك لمقابلة لأمر هام فتوجهنا بعد الظهر و مكثنا معه مدة بحضور يوسف صديق باشا و أحمد شفيق باشا ، و سبب هذا الأجتماع أن عمه البرنس إبراهيم حلمى حضر إليه يوم السبت بعد انصرافنا و أخبره بانه قابل الصدر الأعظم ( الصدر الأعظم هو منصب أقرب لرئيس الوزراء فى الدولة العثمانية ) سعيد حليم باشا و كلمه بخصوص مسألة مصر ، فقال له بكل حماقة أن مصر لا يمكن أن تكون للمصريين بل هى ملك للترك ، و المصريون بها كالبهائم و أن الخديو مخطئ فى اتفاقه مع الحزب الوطنى و انه ( ان دخل الترك مصر ) سينفى كل من يقول بالوطنية المصرية إلى السودان و يحاكم الوزراء المصريين على انصياعهم للإنكليز ، إلى غير ذلك من السخاف "
ص 172
أوراق محمد فريد
المجلد الأول
مذكراتى بعد الهجرة
المجلد الأول
مذكراتى بعد الهجرة
( 1904 - 1919 )
الهيئة المصرية العامة للكتاب
سلسلة
مركز وثائق و تاريخ مصر المعاصر