
و لكن يجب أن نذكر أولا ان محمد فريد لم يكن يدخر جهدا للنيل ممن يختلف معه و فى حالتنا هذا ففتحى زغلول بجانب مواقفه الخاصة و التى قد تستدعى الذم فكونه أخ لسعد باشا زغلول ربما جعله هدفا أكبر لكلمات محمد فريد النارية و هو ما سنعرف سببه لاحقا .
فبعد ان يقوم محمد فريد باتهام فتحى زغلول بمحاولة سرقة سندات فى حادثة خاصة .. يبدأ فى ذكر سيرته فيقول :
" فتحى باشا : اسمه فى الأصل فتح الله صبرى و كان تلميذا بالمدارس التجهيزية إبان الثورة العرابية ، و كان من الخطباء الذين يحضون على الثورة مع المرحوم عبد الله النديم و لما دخل الإنكليز مصر و عين المرحوم أحمد خيرى باشا الكبير ناظرا للمعارف ، رفت فتح الله صبرى من المدارس بسبب اشتراكه فى الثورة . و لكن خيرى كان يحبه لنباهته و فصاحته فأراد مساعدته على إتمام دراسته فنصح اليه بتغيير إسمه حتى يتسنى إدخاله المدرسة ثانية كأنه طالب جديد غير فتح الله المرفوت ، فتسمى أحمد فتحى و دخل مدرسة الألسن و كنت بها مع الدكتور صادق رمضان . و فى سنة 1883 أرسل الى اوربا لدرس الحقوق ، فدرسها و عاد فى سنة 1887 و وظف فى قلم قضايا الحكومة . و فى سنة 1889 لما أنشئت المحاكم الأهلية بالوقف عين بها و ترقى الى ان صار رئيس محكمة مصر . و أشتهر عنه الأرتشاء و سوء السلوك و الأنهماك فى القمار ، و لذلك منع و حرم من الترقى مدة ، و كانت النية معقودة على رفته إلا أنه عين قاضيا فى محكمة دنشواى فى يونية سنة 1906 و وافق الإنكليز على حكمهم القاسى المشهور ، فقام الرأى العام ضده و رماه بالخيانة ، فعضده الإنكليز و عينوه وكيلا لنظارة الحقانية ، و لم يزل بها للأن و ينتظر له الترقى فى ظل أعداء البلاد . "
و يروى محقق المذكرات انه ظل فى هذا المنصب حتى توفى سنة 1914
ص 113
أوراق محمد فريد
المجلد الأول
مذكراتى بعد الهجرة
المجلد الأول
مذكراتى بعد الهجرة
( 1904 - 1919 )
الهيئة المصرية العامة للكتاب
سلسلة
مركز وثائق و تاريخ مصر المعاصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق