الأربعاء، 30 يوليو 2014

الدولة العثمانية و المصريين

الصدر الأعظم سعيد  حليم باشا 
كانت الأحداث  تتصاعد  متجهة  الى  نشوب  الحرب  العالمية الأولى  ..  و  كانت  التحالفات  يتم  اعدادها على  قدم  و  ساق  ..
و  كانت  انكلترا  ترغب فى  بسط  سيطرتها  بالكاملة على  مصر  مستغلة  ان الدولة العثمانية  كانت على الجناح  الأخر  من  دول الحرب  ..
و الدولة العثمانية  ترغب  فى  اعادة  سيطرتها  كاملة  على مصر  و  ان  كانت  هناك  صراعات  داخل الدولة  نفسها  و  بعض  الأطراف  كانوا  يعدون  بمنح  مصر  المزيد من  الامتيازات .
و  كان  الخديو  عباس  فى  ذلك  الوقت  يمضى  وقته فى الأستانة و  يخشى  العودة  الى  مصر  فقد  كان  يعتقد  ان الإنكليز قد  ينفونه  .. و   كذلك  كان  محمد فريد فى الأستانة  ايضا  يحاول  جاهدا  الضغط  لإنتهاز الفرصة  لإعلان  الدستور  فى مصر  أو  استقلالها عن الإنجليز  او البحث  عن  تحالف  ينقذ  مصر  من قبضة الإنجليز .
و فى  وسط  ذلك  كله  قابل  محمد فريد الخديو عباس  ، و يروى  محمد فريد  ما  حدث  قائلا  :

"و فى  صباح الأحد  18  منه  ،  أرسل  لى  يطلب  منى التوجه  الى  جبوقلى  مع  أسماعيل  لبيب  بك لمقابلة  لأمر  هام  فتوجهنا  بعد الظهر  و  مكثنا  معه  مدة  بحضور  يوسف  صديق  باشا  و أحمد  شفيق  باشا  ،  و  سبب  هذا الأجتماع  أن  عمه البرنس  إبراهيم  حلمى  حضر  إليه  يوم  السبت  بعد انصرافنا  و أخبره  بانه  قابل الصدر  الأعظم  (  الصدر  الأعظم هو  منصب أقرب  لرئيس الوزراء فى الدولة العثمانية  )  سعيد  حليم  باشا  و  كلمه بخصوص  مسألة  مصر  ، فقال  له  بكل  حماقة  أن  مصر  لا يمكن أن  تكون  للمصريين  بل  هى  ملك  للترك  ، و المصريون  بها  كالبهائم  و  أن الخديو  مخطئ  فى  اتفاقه  مع  الحزب الوطنى  و  انه  (  ان  دخل الترك  مصر  )  سينفى  كل من يقول  بالوطنية المصرية  إلى السودان  و يحاكم الوزراء  المصريين  على  انصياعهم  للإنكليز  ،  إلى  غير  ذلك  من  السخاف  "
ص 172

أوراق  محمد فريد
المجلد الأول
مذكراتى بعد الهجرة 
( 1904 - 1919 ) 
الهيئة المصرية العامة للكتاب 
سلسلة 
مركز وثائق و تاريخ مصر المعاصر 
   

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية