لم اعلم من قبل عن علاقة عزيز بك المصرى بليبيا .. و كان ما سرده محمد فريد فى مذكراته مفاجاة على الأقل بالنسبة لى ..
يروى محمد فريد
يروى محمد فريد
عزيز بك المصرى |
"27 يوليو 1913 من الأخبار الموثوق بها التى وردت لى اليوم ، ان الخديو كانت له اليد الطولى فى التفريق بين عزيز بك المصرى و الشيخ السنوسى . و تفصيله أن الإيطاليين استنصحوه فيما يفعلونه فى برقة و طلبوا منه المساعدة مقابل تسهيل مشترى السكة حديد مريوط منه ، فقال لهم ان أحسن طريقة هى مخابرة كل من عزيز بك المصرى و الشيخ السنوسى بشأن الصلح على حدة ، أى بشرط أن لا يعلم أحمدهما بما يجرى مع الأخر ، حتى إذا علما فيما بعد بأن كلا منهما يخابر الطليان على غرة من الأخر يفقد الثقة فيه . و بذلك يزول اتفاقهما و هو المطلوب . فوافقوه على هذا الرأى و هو مكلف بتنفيذ بعضه ، فأوفد من مصر حسن بك حمادة ( و هو محامى سورى درزى من رجال الشيخ على يوسف و من جواسيس المعية من سنين ) الى عزيز بك المصرى و معه ستة آلاف جنيه مصرى بصفة إعانة مالية أسلامية ، و اخذ ينصحه بترك برقة مع من معه من العساكر النظامية لعدم الفائدة من استمرالر الحرب بعد عقد الصلح مع الدولة العلية ، و انه إذا كان يريد الأشتغال بمسألة أستقلال العرب و تأليف سطنة و خلافة عربية ، فالأحسن أن ينسحب إلى بيروت و هى الأن خالية من الجند بسبب حرب البلقان ، و هناك يمكنه إعلان استقلال سورية مع من معه من العساكر النظامية ، و فرنسا و انكلترا تساعدانه على أن يكون أميرا مستقلا بجهات العرب الى غير ذلك من التغرير . و لما كان عزيز بك هذا يشتغل من مدة بالمسألة العربية أصغى الى هذه الوساوس و أخذ يناوئ الشيخ السنوسى فجلد أخاه (هلالى ) و أراد قتله بدعوى انه يخابر الطليان ، و هو شاب لا يبلغ الخمسة عشر من عمره فأغتاظ الشيخ و قال لعزيز بك الأحسن بأن ينسحب هو و جنوده ، فأنسحب هو و هاجمه العرب فى الطريق و قتلوا من رجاله ضابطا و نحو اربعين عسكريا ، و بذلك خلى جيش السنوسى من الضباط و النظام العسكرى و سهل على الطليان فتح بلاده . و هذا من فعل و خيانة عباس حلمى خديو مصر . هذه المعلومات وصلت لى عن لسان يحيى بك صديق القاضى ، لأنه سافر الى السلوم عند وصول عزيز و رفاقه بدعوى ان له أقاربا بين ضباطه و هو الذى نقل التفصيلات لمن نقلها الى هنا بجنيف مشافهة .
أما عزيز بك المصرى فهو عبد العزيز على ولد بمصر من أبوين شركسيين و تعلم بمصر حتى حصل على شهادة الدراسة الثانوية و دخل مدرسة الحقوق المصرية ثم لسبب ما لم أقف عليه سافر الى الأستانة و دخل المدرسة الحربية و نجح فيها و امتاز فى الجيش العثمانى ، فى الحروب التى أقامها الرجعيون ضد أنصار الحرية بعد الدستور فى بلاد الأرنؤد و فى بلاد اليمن ،و هناك كان له عمل يشكر عليه مع عزت باشا القائد العام هناك إذ ذاك ( ناظر الحربية الأن و قائد الجيوش المحاربة للبلغار ) فى الصلح مع الأمام يحيى و لما نشبت حرب الطليان بطرابلس سافر اليها مع أنور بك و كثير من الضباط . اما سياسته فكان و لا يزال اتحاديا و لكه يفكر دائما فى مسألة تأليف سلطنة أو خلافة عربية . بدعوى ان العنصر التركى فقد كل صفاته القديمة الحربية و السياسية و أن لا قيام للأسلام من حالته السيئة إلا بالعنصر العربى .
أما عزيز بك المصرى فهو عبد العزيز على ولد بمصر من أبوين شركسيين و تعلم بمصر حتى حصل على شهادة الدراسة الثانوية و دخل مدرسة الحقوق المصرية ثم لسبب ما لم أقف عليه سافر الى الأستانة و دخل المدرسة الحربية و نجح فيها و امتاز فى الجيش العثمانى ، فى الحروب التى أقامها الرجعيون ضد أنصار الحرية بعد الدستور فى بلاد الأرنؤد و فى بلاد اليمن ،و هناك كان له عمل يشكر عليه مع عزت باشا القائد العام هناك إذ ذاك ( ناظر الحربية الأن و قائد الجيوش المحاربة للبلغار ) فى الصلح مع الأمام يحيى و لما نشبت حرب الطليان بطرابلس سافر اليها مع أنور بك و كثير من الضباط . اما سياسته فكان و لا يزال اتحاديا و لكه يفكر دائما فى مسألة تأليف سلطنة أو خلافة عربية . بدعوى ان العنصر التركى فقد كل صفاته القديمة الحربية و السياسية و أن لا قيام للأسلام من حالته السيئة إلا بالعنصر العربى .
و قد اتى مصر فى شهر رمضان الذى أعقب إعلان الدستور بالآستانة ( سنة 1908 ) و اجتمع بى و ببعض أعضاء لجنة الحزب الوطنى الإدارية مرة بمنزلى بشبرا و أخرى بمنزل أحمد بك لطفى المحامى و كان معنا على ما أتذكر محمود بك فهمى و الشيخ جاويش و طلب منا الإنضمام لجمعيتهم السرية المسماة ( جمعية شبان العرب ) و بعد مناقشة طويلة رفضنا الإشتراك فى عمله بعد ان أبنا له ضرر الأنقسام بين عنصرى الدولة ( لا اعلم هل يقصد فريد بعنصرى الأمة المسلمين و المسيحيين ام يقصد العرب و ذوى الأصول التركية و الغير عربية و قد كان لهم حضور قوى فى مصر و الغريب ان منهم عزيز بك المصرى نفسه ) و لكن يظهر لى انه أسس بمصر شعبة لهذه الجمعية .
ص 99
أوراق محمد فريد
المجلد الأول
مذكراتى بعد الهجرة
المجلد الأول
مذكراتى بعد الهجرة
( 1904 - 1919 )
الهيئة المصرية العامة للكتاب
سلسلة
مركز وثائق و تاريخ مصر المعاصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق