يروى محمد فريد فى مذكراته أن وفدا ذهب الى لندرة ( لندن ) برئاسة اسماعيل باشا اباظة ليصل مع الانكليز الى اتفاق يتم بمقتضاه منح مصر دستورا صغيرا فى مقابل قتل حركة الحزب الوطنى و لما وصل محمد فريد لاحقا الى لندرة قابله روبرتسون من اعضاء مجلس النواب البريطانى و المستر بريلسفورد مدير تحرير الدايلى نيوز و كلموه فى ضرورة السكوت عن الاحتلال و عدم المطالبة بالجلاء و هم يساعدون المصريين على نوال ما يطالبون به من الاصلاح الداخلى و الدستور . فرفض محمد فريد لثقته بأنها خدعة يراد بها اسقاط الحزب فى اعين الأمة فيصبح آلة فى يدهم كحزب الأمة او حزب حكومة !.
ثم يروى لاحقا فى مذكراته
" و كان نتيجة رفض الأتفاق مع النكليز و طعنى على الوفد الأباظى تغيظ الخديو منى لأنه كان ابتدأ فى سياسة الوفاق و عضده فى ذلك بطرس باشا ( غالى ) و كنت انتقدت هذه السياسة فى خطبة أبريل 1908 و حذرت الخديو من سوء نتيجتها و لكن بطرس تغلب عليه و أقنعه بأن الحركة الوطنية لا شئ و الأحسن أستعمال سياسة الشدة معها . و سافرا معا الى لوندرة و هناك تقوت سياسة الوفاق و عاد الخديو لمصر مصرا على محاربتنا و أتتنا اخبارا بذلك من باريس ممن قابلوه من الأخوان ..
و لما عاد لمصر سافرت لأسكندرية و قابلته فى المقابلة العمومية التى حصلت بمناسبة عودته و بمناسبة شهر رمضان فسألنى : ماذا فعلت فى أوربا يا سى فريد
ج: أشتغلت فى تنفيذ البروجرام الذى اتفقنا عليه يا أفندينا
فظهر عليه التغير و انصرفت . من هذا اليوم أيقنت ان الرجل خاننا و اتفق مع الإنكليز بواسطة بطرس باشا و السير دون غورست على محاربتنا . فكتبت فى اللواء مقالة شديدة ضده بعنوان ( ماذا يقولون ) كانت سببا فى طعن جرايد المؤيد و الأهرام التى تأتمر بأوامر المعية و فتحت باب المناقشة فى سياسة الوفاق , و زاد الخلاف بيننا نحن معشر الحزب الوطنى و ين الخديو و رجاله .
ثم فى سنة 1909 فى شهر مارث أصدرت الحكومة قانون المطبوعات القديم الصادر فى سنة 1881 أيام الثورة العرابية فحصلت مظاهرات عظيمة ضده فرقها البوليس بالقوة .و أخذت جرائد الأنكليزية تقول بأن الأمن فى مصر غير مستتب و جرائد الأفرنج تهيج الرأى العام الأوربى ."
ص 61
ثم يروى لاحقا فى مذكراته
" و كان نتيجة رفض الأتفاق مع النكليز و طعنى على الوفد الأباظى تغيظ الخديو منى لأنه كان ابتدأ فى سياسة الوفاق و عضده فى ذلك بطرس باشا ( غالى ) و كنت انتقدت هذه السياسة فى خطبة أبريل 1908 و حذرت الخديو من سوء نتيجتها و لكن بطرس تغلب عليه و أقنعه بأن الحركة الوطنية لا شئ و الأحسن أستعمال سياسة الشدة معها . و سافرا معا الى لوندرة و هناك تقوت سياسة الوفاق و عاد الخديو لمصر مصرا على محاربتنا و أتتنا اخبارا بذلك من باريس ممن قابلوه من الأخوان ..
و لما عاد لمصر سافرت لأسكندرية و قابلته فى المقابلة العمومية التى حصلت بمناسبة عودته و بمناسبة شهر رمضان فسألنى : ماذا فعلت فى أوربا يا سى فريد
ج: أشتغلت فى تنفيذ البروجرام الذى اتفقنا عليه يا أفندينا
فظهر عليه التغير و انصرفت . من هذا اليوم أيقنت ان الرجل خاننا و اتفق مع الإنكليز بواسطة بطرس باشا و السير دون غورست على محاربتنا . فكتبت فى اللواء مقالة شديدة ضده بعنوان ( ماذا يقولون ) كانت سببا فى طعن جرايد المؤيد و الأهرام التى تأتمر بأوامر المعية و فتحت باب المناقشة فى سياسة الوفاق , و زاد الخلاف بيننا نحن معشر الحزب الوطنى و ين الخديو و رجاله .
ثم فى سنة 1909 فى شهر مارث أصدرت الحكومة قانون المطبوعات القديم الصادر فى سنة 1881 أيام الثورة العرابية فحصلت مظاهرات عظيمة ضده فرقها البوليس بالقوة .و أخذت جرائد الأنكليزية تقول بأن الأمن فى مصر غير مستتب و جرائد الأفرنج تهيج الرأى العام الأوربى ."
ص 61
أوراق محمد فريد
المجلد الأول
مذكراتى بعد الهجرة
المجلد الأول
مذكراتى بعد الهجرة
( 1904 - 1919 )
الهيئة المصرية العامة للكتاب
سلسلة
مركز وثائق و تاريخ مصر المعاصر
سلسلة المذكرات التاريخية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق