
ثم يروى لاحقا فى مذكراته
" و كان نتيجة رفض الأتفاق مع النكليز و طعنى على الوفد الأباظى تغيظ الخديو منى لأنه كان ابتدأ فى سياسة الوفاق و عضده فى ذلك بطرس باشا ( غالى ) و كنت انتقدت هذه السياسة فى خطبة أبريل 1908 و حذرت الخديو من سوء نتيجتها و لكن بطرس تغلب عليه و أقنعه بأن الحركة الوطنية لا شئ و الأحسن أستعمال سياسة الشدة معها . و سافرا معا الى لوندرة و هناك تقوت سياسة الوفاق و عاد الخديو لمصر مصرا على محاربتنا و أتتنا اخبارا بذلك من باريس ممن قابلوه من الأخوان ..
و لما عاد لمصر سافرت لأسكندرية و قابلته فى المقابلة العمومية التى حصلت بمناسبة عودته و بمناسبة شهر رمضان فسألنى : ماذا فعلت فى أوربا يا سى فريد

فظهر عليه التغير و انصرفت . من هذا اليوم أيقنت ان الرجل خاننا و اتفق مع الإنكليز بواسطة بطرس باشا و السير دون غورست على محاربتنا . فكتبت فى اللواء مقالة شديدة ضده بعنوان ( ماذا يقولون ) كانت سببا فى طعن جرايد المؤيد و الأهرام التى تأتمر بأوامر المعية و فتحت باب المناقشة فى سياسة الوفاق , و زاد الخلاف بيننا نحن معشر الحزب الوطنى و ين الخديو و رجاله .

ص 61
أوراق محمد فريد
المجلد الأول
مذكراتى بعد الهجرة
المجلد الأول
مذكراتى بعد الهجرة
( 1904 - 1919 )
الهيئة المصرية العامة للكتاب
سلسلة
مركز وثائق و تاريخ مصر المعاصر
سلسلة المذكرات التاريخية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق