هى الموقعة التى حسمت الصراع و احتل بعدها الإنجليز مصر ..
تمت تلك المعركة يوم الاربعاء الموافق 29 شوال سنة 1299 و 13 سبتمبر 1882
يروى عرابى عن اسباب الخذلان فى تلك المعركة الأتى
" فى خلال تلك الأيام كانت الرسائل تبعث من قبل الخديو إلى كبراء الضباط بالوعد و الوعيد معلنة لهم أن الجيش الإنجليزى لم يحضر إلى مصر إلا بأمر السلطان خدمة للخديوى و تأييد السلطنة و كانت توزع تلك الرسائل بواسطة محمد باشا ابى سلطان رئيس مجلس النواب و من معه الذين هم من الإنجليز فى الإسماعيلية بأمر الخديو و بواسطة الجواسيس من ( المصريين ) كأحمد عبد الغفار عمدة تلا و السيد الفقى العضوين فى مجلس النواب عن مديرية المنوفية فأثروا على قلوب على بك يوسف ( خنفس ) 3جى ميرالاى و أحمد بك عبد الغفار قومندان السوارى لشدة ضغط ابن عمه عليه و عبد الرحمن بك حسن حكمدار 2جى الاى سوارى و حسن بك رافت قومندان الطوبجية و استمر ذلك الى ان كانت ليلة الأربع 13 سبتمبر سنة 1882 ، أشاع على بك يوسف ( خنفس ) أنه علم من الجواسيس أن الإنكليز لا يخرجون فى هذه الليلة من مراكزهم و لذلك لم يفعل ما أمره به على باشا الروبى من عمل خط أستحكام من التراب و جمع عساكره فى نقطة واحدة فى شكل قول . و كانت العساكر الإنكليزية قد سارت من أول الليل و فى مقدمتها بعض ضباط أركان حرب من المصريين الذين انحازوا إلى الخديوى بطرف الإنكليز و أمامهم عربان الهنادى يرشدونهم الى الطريق و استمروا سائرين إلى ان بلغوا المقدمة فى أخر الليل و كانت من السوارى تحت حكمدارية أحمد بك عبد الغفار و عبد الرحمن بك حسن فبدل ان تناوش العدو و توقف سيره رجعت أمامه كانها تقوده إلى ان بلغوا محل الاى على بك يوسف (خنفس ) الذى كان خاليا من عساكره فمروا بين العساكر بلا مانع يمنعهم و أطلقوا النار على الإستحكامات من الخلف و الأمام و أوقعوا بالجند على حين كان راقدا فدهشت العساكر و تولاها الإنفعال حسث رؤوا ضرب النار عليهم من خلفهم و أمامهم برنجى الاى بيادة حكمدارية أحمد بك فرج فألقوا أسلحتهم و فروا طالبين النجاة لأنفسهم إلا آلاى محمد بك عبيد ( الذى استشهد فى المعركة ) و آلاى عبد القادر عبد الصمد فإنهم ثبتوا فى مراكزهم و قاتلوا اعدائهم حتى النهاية فأستشهد منهم من أستشهد و جرح من جرح و صار الميدان ظلاما من دخان البارود و اختلط الجند المنهزم بالحيوانات المنتشرة فى تلك الصحراء الواسعة و اشتعلت النار بعربات السكة الحديدية التى بها الذخيرة الحربية و ما جاورها من عربات المؤونة من مقذوفات الطوبجية السوارى التى عمدت الى ضرب المركز العمومى ."
ربما كان عدم الخبرة الكافية و الدراسة الحقيقية للقادة المصريين من الأسباب الأساسية للهزيمة و كذلك عدم تدبيرهم لأمور المعلومات من أكثر من سبيل و لكن لنا ان نتخيل جيشا يحارب فى معركة و حكومته و حاكمه يتآمرون ضده و يتحالفون مع العدو الذى يحاربه و يعملون بلا هوادة على تفكيك الجبهة الداخلية و استمالة قادة الجيش نفسه للتعامل مع العدو .. لا أعتقد ان أعظم جيوش العالم يمكنها تحقيق النصر فى تلك الظروف .
" و لما ورد على الخديو خبر استيلاء الإنكليز على التل الكبير سر سكان الإسكندرية و وفد الذوات و الأجانب على الخديو يهنئونه بالفوز و النصر و صدحت الموسيقى الخديوية بأنغام التبشير بالظفر و عزفت بالسلام الخديوى أمام سراى الحقانية فرفعت العساكر الإنكليزية السلاح تعظيما و إجلالا و صرخ الأوربيون بقولهم فليحى توفيق الأول ثم ختم ذلك بالدعاء للخدبو و ملكة الإنجليز و الجنرال ولسلى الأيرلندى و الدولة الإنكليزية و تفرق القوم بعد ذلك "
المصدر
مذكرات عرابى
كشف الاستار عن سر الأسرار فى النهضة المصرية المشهورة بالثورة العرابية
دراسة و تحقيق عبد المنعم إبراهيم الجميعى
الجزء الثانى
ص700 : 707
تمت تلك المعركة يوم الاربعاء الموافق 29 شوال سنة 1299 و 13 سبتمبر 1882
يروى عرابى عن اسباب الخذلان فى تلك المعركة الأتى
" فى خلال تلك الأيام كانت الرسائل تبعث من قبل الخديو إلى كبراء الضباط بالوعد و الوعيد معلنة لهم أن الجيش الإنجليزى لم يحضر إلى مصر إلا بأمر السلطان خدمة للخديوى و تأييد السلطنة و كانت توزع تلك الرسائل بواسطة محمد باشا ابى سلطان رئيس مجلس النواب و من معه الذين هم من الإنجليز فى الإسماعيلية بأمر الخديو و بواسطة الجواسيس من ( المصريين ) كأحمد عبد الغفار عمدة تلا و السيد الفقى العضوين فى مجلس النواب عن مديرية المنوفية فأثروا على قلوب على بك يوسف ( خنفس ) 3جى ميرالاى و أحمد بك عبد الغفار قومندان السوارى لشدة ضغط ابن عمه عليه و عبد الرحمن بك حسن حكمدار 2جى الاى سوارى و حسن بك رافت قومندان الطوبجية و استمر ذلك الى ان كانت ليلة الأربع 13 سبتمبر سنة 1882 ، أشاع على بك يوسف ( خنفس ) أنه علم من الجواسيس أن الإنكليز لا يخرجون فى هذه الليلة من مراكزهم و لذلك لم يفعل ما أمره به على باشا الروبى من عمل خط أستحكام من التراب و جمع عساكره فى نقطة واحدة فى شكل قول . و كانت العساكر الإنكليزية قد سارت من أول الليل و فى مقدمتها بعض ضباط أركان حرب من المصريين الذين انحازوا إلى الخديوى بطرف الإنكليز و أمامهم عربان الهنادى يرشدونهم الى الطريق و استمروا سائرين إلى ان بلغوا المقدمة فى أخر الليل و كانت من السوارى تحت حكمدارية أحمد بك عبد الغفار و عبد الرحمن بك حسن فبدل ان تناوش العدو و توقف سيره رجعت أمامه كانها تقوده إلى ان بلغوا محل الاى على بك يوسف (خنفس ) الذى كان خاليا من عساكره فمروا بين العساكر بلا مانع يمنعهم و أطلقوا النار على الإستحكامات من الخلف و الأمام و أوقعوا بالجند على حين كان راقدا فدهشت العساكر و تولاها الإنفعال حسث رؤوا ضرب النار عليهم من خلفهم و أمامهم برنجى الاى بيادة حكمدارية أحمد بك فرج فألقوا أسلحتهم و فروا طالبين النجاة لأنفسهم إلا آلاى محمد بك عبيد ( الذى استشهد فى المعركة ) و آلاى عبد القادر عبد الصمد فإنهم ثبتوا فى مراكزهم و قاتلوا اعدائهم حتى النهاية فأستشهد منهم من أستشهد و جرح من جرح و صار الميدان ظلاما من دخان البارود و اختلط الجند المنهزم بالحيوانات المنتشرة فى تلك الصحراء الواسعة و اشتعلت النار بعربات السكة الحديدية التى بها الذخيرة الحربية و ما جاورها من عربات المؤونة من مقذوفات الطوبجية السوارى التى عمدت الى ضرب المركز العمومى ."
ربما كان عدم الخبرة الكافية و الدراسة الحقيقية للقادة المصريين من الأسباب الأساسية للهزيمة و كذلك عدم تدبيرهم لأمور المعلومات من أكثر من سبيل و لكن لنا ان نتخيل جيشا يحارب فى معركة و حكومته و حاكمه يتآمرون ضده و يتحالفون مع العدو الذى يحاربه و يعملون بلا هوادة على تفكيك الجبهة الداخلية و استمالة قادة الجيش نفسه للتعامل مع العدو .. لا أعتقد ان أعظم جيوش العالم يمكنها تحقيق النصر فى تلك الظروف .
الفيلد مارشال غارنت ولسلي |
الملكة فيكتوريا |
الخديو توفيق |
" و لما ورد على الخديو خبر استيلاء الإنكليز على التل الكبير سر سكان الإسكندرية و وفد الذوات و الأجانب على الخديو يهنئونه بالفوز و النصر و صدحت الموسيقى الخديوية بأنغام التبشير بالظفر و عزفت بالسلام الخديوى أمام سراى الحقانية فرفعت العساكر الإنكليزية السلاح تعظيما و إجلالا و صرخ الأوربيون بقولهم فليحى توفيق الأول ثم ختم ذلك بالدعاء للخدبو و ملكة الإنجليز و الجنرال ولسلى الأيرلندى و الدولة الإنكليزية و تفرق القوم بعد ذلك "
احمد عرابى |
المصدر
مذكرات عرابى
كشف الاستار عن سر الأسرار فى النهضة المصرية المشهورة بالثورة العرابية
دراسة و تحقيق عبد المنعم إبراهيم الجميعى
الجزء الثانى
ص700 : 707
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق