ملفتة جدا محاولات الإستقلال بمصر عن اى حكم أخر .. لم تنتهى تلك المحاولات ابدا و ان انتهت غالبا الى الفشل بسبب القوى المسيطرة .
يذكر ابن تغرى بردى فى كتابه
" هو محمد بن أبى حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف ، وثب على مصر و ملكها من غير ولاية من خليفة فلذلك لم يعده المؤرخون من أمراء مصر ، و ما كان من خبره أنه جمع جمعا و ركب بهم على عقبة بن عامر الجهنى خليفة عبد الله بن أبى سرح ( كان عبد الله بن سرح والى مصر من قبل عثمان بن عفان رضى الله عنه .. تولى مصر نحو 10 سنوات مدة خلافة عثمان بن عفان و كان قد استخلف عقبة بن عامر محله على ولاية مصر أثناء رحلته الى عثمان بن عفان قبيل مقتله ) و قاتله و هزمه و أخرجه من الفسطاط ثم دعا الناس لخلع عثمان من الخلافة و صار يعدد أفعاله بكل شئ يقدر عليه ، فإعتزله شيعة عثمان و قاتلوه و هم : معاوية بن حديج و خارجة بن حذافة السهمى و بُسر بن أبى أرطاة و مسلمة بن مخلد فى جمع كثير من الناس ، و بعثوا الى عثمان بذلك ،و بينا أن يأتى الخبر من عثمان قويت شوكة محمد هذا ، ثم حضر من عند عثمان سعد ابن ابى وقاص ليصلح أمرهم و يتآلف الناس ، فخرج اليه جماعة من أعوان محمد بن أبى حذيفة المذكور و كلموه و خاشنوه ، ثم قلبوا عليه فسطاطه و شجوه و نهبوه ، فركب من وقته و عاد راجعا و دعا عليهم لما فعلوه به ، ثم عاد الى مصر عبد الله بن أبى سرح راجعا فمنعه أن يدخل إلى مصر و قاتلوه فكر راجعا الى عسقلان ثم قتل فى هذه الأيام بفلسطين ، و قيل بالرملة حسبما ذكرناه فى أخر ترجمته فى هذا الكتاب ، ثم أراد محمد ابن ابى حذيفة أن يبعث جيشا إلى عثمان فجهز إليه ستمائة رجل عليهم عبد الرحمن ابن عديس البلوى ، و بينما هم فى ذلك إذ قدم عليهم الخبر بقتل عثمان رضى الله عنه فى ذى الحجة من السنة ، فلما وصل الخبر بذلك ثار شيعة عثمان بمصر و عقدوا لمعاوية بن حديج و بايعوه على الطلب بدم عثمان و ساروا الى الصعيد ، فبعث اليهم محمد بن ابى حذيفة جماعة كثيرة فتقاتلا فهزمت جيش محمد و افترقا ، و توجه معاوية بأصحابه إلى جهة برقة فأقام بها مدة ثم عاد الى الإسكندرية ، فبعث اليه محمد ابن ابى حذيفة بجيش اخر فاقتتلوا بخربتا أول شهر رمضان من سنة ست و ثلاثين فانهزم جيش محمد ايضا ، و أقامت شيعة عثمان بخربتا إلى ان قدم معاوية بن أيى سفيان من الشام إلى مصر ، فخرج اليه محمد بن أبى حيفة بأصحابه و منعوه الدخول الى الفسطاط ، ثم اتفقا على ان يجعلا رهنا و يتركا الحرب ، فاستخلف محمد ابن ابى حذيفة على مصر الحكم بن الصلت و خرج فى الرهن هو و ابن عديس و عدة من قتلة عثمان فلما وصلوا الى معاوية قبض عليهم و حبسهم و سار الى دمشق فهربوا من السجن فتتبعهم أمير فلسطين حتى ظفر بهم و قتلهم فى ذى الحجة سنة ست و ثلاثين ، فلما بلغ الخبر أمير المؤمنين على بن ابى طالب رضى الله عنه بمصاب محمد بن ابى حذيفة و لى على مصر قيس بن سعد بن عبادة الأنصارى رضى الله عنه . "
يذكر ابن تغرى بردى فى كتابه
" هو محمد بن أبى حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف ، وثب على مصر و ملكها من غير ولاية من خليفة فلذلك لم يعده المؤرخون من أمراء مصر ، و ما كان من خبره أنه جمع جمعا و ركب بهم على عقبة بن عامر الجهنى خليفة عبد الله بن أبى سرح ( كان عبد الله بن سرح والى مصر من قبل عثمان بن عفان رضى الله عنه .. تولى مصر نحو 10 سنوات مدة خلافة عثمان بن عفان و كان قد استخلف عقبة بن عامر محله على ولاية مصر أثناء رحلته الى عثمان بن عفان قبيل مقتله ) و قاتله و هزمه و أخرجه من الفسطاط ثم دعا الناس لخلع عثمان من الخلافة و صار يعدد أفعاله بكل شئ يقدر عليه ، فإعتزله شيعة عثمان و قاتلوه و هم : معاوية بن حديج و خارجة بن حذافة السهمى و بُسر بن أبى أرطاة و مسلمة بن مخلد فى جمع كثير من الناس ، و بعثوا الى عثمان بذلك ،و بينا أن يأتى الخبر من عثمان قويت شوكة محمد هذا ، ثم حضر من عند عثمان سعد ابن ابى وقاص ليصلح أمرهم و يتآلف الناس ، فخرج اليه جماعة من أعوان محمد بن أبى حذيفة المذكور و كلموه و خاشنوه ، ثم قلبوا عليه فسطاطه و شجوه و نهبوه ، فركب من وقته و عاد راجعا و دعا عليهم لما فعلوه به ، ثم عاد الى مصر عبد الله بن أبى سرح راجعا فمنعه أن يدخل إلى مصر و قاتلوه فكر راجعا الى عسقلان ثم قتل فى هذه الأيام بفلسطين ، و قيل بالرملة حسبما ذكرناه فى أخر ترجمته فى هذا الكتاب ، ثم أراد محمد ابن ابى حذيفة أن يبعث جيشا إلى عثمان فجهز إليه ستمائة رجل عليهم عبد الرحمن ابن عديس البلوى ، و بينما هم فى ذلك إذ قدم عليهم الخبر بقتل عثمان رضى الله عنه فى ذى الحجة من السنة ، فلما وصل الخبر بذلك ثار شيعة عثمان بمصر و عقدوا لمعاوية بن حديج و بايعوه على الطلب بدم عثمان و ساروا الى الصعيد ، فبعث اليهم محمد بن ابى حذيفة جماعة كثيرة فتقاتلا فهزمت جيش محمد و افترقا ، و توجه معاوية بأصحابه إلى جهة برقة فأقام بها مدة ثم عاد الى الإسكندرية ، فبعث اليه محمد ابن ابى حذيفة بجيش اخر فاقتتلوا بخربتا أول شهر رمضان من سنة ست و ثلاثين فانهزم جيش محمد ايضا ، و أقامت شيعة عثمان بخربتا إلى ان قدم معاوية بن أيى سفيان من الشام إلى مصر ، فخرج اليه محمد بن أبى حيفة بأصحابه و منعوه الدخول الى الفسطاط ، ثم اتفقا على ان يجعلا رهنا و يتركا الحرب ، فاستخلف محمد ابن ابى حذيفة على مصر الحكم بن الصلت و خرج فى الرهن هو و ابن عديس و عدة من قتلة عثمان فلما وصلوا الى معاوية قبض عليهم و حبسهم و سار الى دمشق فهربوا من السجن فتتبعهم أمير فلسطين حتى ظفر بهم و قتلهم فى ذى الحجة سنة ست و ثلاثين ، فلما بلغ الخبر أمير المؤمنين على بن ابى طالب رضى الله عنه بمصاب محمد بن ابى حذيفة و لى على مصر قيس بن سعد بن عبادة الأنصارى رضى الله عنه . "
المصدر
النجوم الزاهرة فى ملوك مصر و القاهرة ج 1 صـ 94
تأليف: جمال الدين أبى المحاسن بن تغرى بردى الأتابكى 813 - 874 هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق